ذهب علي عبدالله صالح واليمن إلي غرفة العمليات في السعودية التي تلعب الدور المحوري والرئيسي لانتزاع فتيل الحرب الأهلية في جنوب الجزيرة العربية لأن اليمن بموقعها الجغرافي علي البحر الأحمر وموقعها السياسي كحارسة للبوابة الجنوبية بالإضافة إلي تركيبتها القبلية والعشائرية بالإضافة إلي الفصائل السياسية الجديدة مثل الحوثيين الذين أصبحوا رقماً سياسياً مهماً في الدولة اليمنية ناهيك عن حركات الانفصال من الجنوب اليمني وخاصة عدن التي تعتبر الرئة التي فقدت خصوصيتها نتيجة الوحدة مع الشمال اليمني بالإضافة إلي الخطر الأكبر للقاعدة التي أصبحت قاعدة بديلة لنمو عناصر الإرهابين ومكانا أمناً للإرهاب ويصفها البعض بطالبان اليمن التي استغلت حالة الانفجار الشعبي في بلاد اليمن لتجد لها مكاناً وتحاول أن تسيطر علي خليج عدن لتهدد منطقة الجزيرة العربية بأكملها فالمشهد اليمني الآن أصبح لغزاً محيراً فلذلك تتحمل السعودية العبء الأكبر في المعالجات للوصول إلي حل يرضي جميع الأطراف بما لا يؤثر علي مصالحها وحدودها مع اليمن فهي تفتح قنوات مع كل أطراف اللعبة السياسية في اليمن وتعمل مع أطراف دولية للحيلولة دون وقوع اليمن في حروب أهلية وهي تعلم تماماً أن القاعدة والحوثيين في انتظار لحظة الخلاص من نظام علي عبدالله صالح وأركان نظامه لأن الموقف في اليمن من المحتمل أن يتحول إلي صومال جديد وأن هناك قوي اقليمية من مصلحتها استنزاف السعودية عسكرياً واقتصادياً في اليمن لأن السعودية هي الجدار العازل القوي في وقف المخطط الإيراني في الخليج العربي وكذلك خليج عدن والبحر الأحمر، والسعودية تعلم تماماً ان إيران تدعم وتمول الحوثيين وغيرهم في إحداث الفوضي والحرب الأهلية حتي تكون لها ذراعاً طويلة في جنوب الجزيرة العربية لأن إيران دولة لها مطامع ونفوذ في العالم العربي مستغلة أحداث الثورة المصرية لأن مصر كلاعب رئيسي واقليمي في كثير من الملفات الاقليمية العربية. تعمل إيران ألف حساب للدور المصري الجديد، وكانت رسالة القاهرة قوية وواضحة لرجل المخابرات الإيراني الذي تم ضبطه وترحيله خلال ساعات بصفته المزيفة كدبلوماسي رغم ما يتردد عن عودة العلاقات المصرية الإيرانية علي أسس ومعايير تحكمها الندية وعدم العبث بالمصالح القومية لمصر في العالم العربي وإفريقيا، كل هذه الأطروحات تجعل من وجود علي عبدالله صالح فرصة استثنائية في السعودية لوضع السيناريو النهائي لأحداث ثورة الشباب اليمني السلمية ليتم انتقال سلمي للسلطة في اليمن بشكل دستوري وقانوني وبمشاركة القبائل وأحزاب المعارضة اللقاء المشترك وبما يضمن للرئيس اليمني خروجاً أمنا بعيداً عن المطالبات القضائية له ولعائلته ونظامه بحيث يتنحي صالح لظروف مرضية وصحية بعد عودته من السعودية وتكون السعودية قد حققت مطالب شباب الثورة في تنحي صالح وكذلك المعارضة اليمنية بالإضافة إلي رحيل علي عبدالله صالح ولذلك أعتقد أن الرصاصة التي أصابت الرئيس اليمني كانت رصاصة النهاية لتنهي حقبة ومرحلة صعبة لبلد مثل اليمن تضاريسه السياسية والسكانية معقدة جداً فهل سيعود اليمن بعد رحيل صالح أم سيصبح مثل السودان فالمطلوب فوراً بقاء اليمن الموحد وربنا يستر.الأمان المفقود في مصرالرعب والخوف والأمان المفقود يسيطر علي الشارع المصري. البلطجية أصبحوا دولة داخل مصر لهم قوانينهم وطقوسهم يسيطرون علي المشهد الإجرامي ويبتكرون من الوسائل والطرق التي ترعب وتخيف الجميع، لأول مرة في مصر نري فرقاً من البلطجية والخارجين علي القانون تعمل في كل شوارع وحواري وبيوت محافظات مصر تسرق وتقتل وتدمر وتخطف في كل الأماكن لا تفرق بين رجل وامرأة وبين طفل وطفلة تمارس عمليات النهب والسرقة والخطف في وضح النهار والأخطر أنها تقوم باغتصاب السيدات في الشوارع والبيوت أمام الأبناء والأزواج بل وصل الفجور إلي استخدام الألي وأربجيه وقنابل المولوتوف بالإضافة إلي استخدام طريقة جديدة لدفع الفدية أو الاثارة نتيجة إطلاق سراح البنات ناهيك عن سرقة وخطف السيارات في عز الظهر، هذه بعض مشاهد من حكايات كثيرة يشيب لها الولدان من حالة الرعب والخوف الذي يعيشه الناس في كل مكان، الحل هو استخدام القوة الحقيقية والقانون لضرب كل المجرمين والخارجين علي القانون والقواعد والأعراف الاجتماعية لأن القوة الناعمة فقدت معانيها فإما أن يعود الأمن بكامل قوته من رجال شرطة أقوياء وليسوا مرتعشين أو خائفين ومدعمين برجال من القوات المسلحة ورجال من اللجان الشعبية لأن فلول البلطجية والمجرمين هم الخطر الحقيقي علي الثورة والشعب.وكفانا مهادنة وطبطبة حتي لا تضيع البلد ونضيع فيها لأن المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف.