ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم الجمعةأنه بالرغم من قيام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بتسليم مقاليد الحكم إلىنائبه قبيل مغادرته البلاد متوجها إلى السعودية، إلا أن السلطة الحقيقية لازالتفي قبضة نجله أحمد - 33 عاما - وبعض أقاربه.ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسئوليين يمنيين وأمريكيين قولهم في تقرير بثتهعلى موقعها الإلكتروني بشبكة الإنترنت إن أحمد علي صالح انتقل إلى القصرالرئاسي، بينما ظل نائب الرئيس عبدربه منصور هادي بصفته الحالية القائم بأعمالالرئاسة في مكتبه ونادرا ما يزور القصر الرئاسي.وقالت واشنطن بوست إن نجل صالح وأبناء أعمامه الثلاثة - الذين يملكونالسيطرة على الجيش اليمني والقوات الأمنية - لم يغادورا مواقعهم لزيارة صالح فيالسعودية، حيث يتلقى فيها العلاج من حروق واختراق شظايا لجسده تعرض إليها جراءهجوم شنه مسلحون مجهولون يوم الجمعة الماضي على القصر الرئاسي.وبالنسبة إلى العديد من اليمنيين، تعتبر سيطرة أقارب صالح على السلطة حتى الآنبمثابة رسالة واضحة للجميع، تكشف عن اعتزامهم الاحتفاظ بالسلطة في غيابه وحتى فيظل الدعوات من جانب المعارضة والمجتمع الدولي للانتقال السلمي للسطلة.وقال محمد قحطان أحد كبار قادة المعارضة إن السلطة والمال والاستخبارات فيأيدي نجل الرئيس وأقاربه .. مشيرا إلى وجود العديد من الأسباب التي تمنع نائبالرئيس والحكومة من إقالة الرئيس.ولفتت الصحيفة إلى أن سجل أحمد صالح وأبناء أعمامه يكبح قدرة هادي على قيادةاليمن في الوقت الذي تمر فيه اليمن بموقف حرج ومتقلب .. مشيرة إلى أن رئيسالوزراء اليمني مجبر على تحري الدقة في أفعاله ليتجنب تخطي الحدود التي وضعتهاعائلة صالح.وأكدت كاترين زميرمان المحللة في معهد انتربيس الأمريكي أن تواجد نجل الرئيساليمني داخل القصر الرئاسي لا يعد سوى رسالة واضحة إلى المعارضة اليمنيةوالمواليين لصالح تؤكد أن نظام صالح لن يتنازل عن السلطة .. محذرة من أن أيةمحاولات لتحدي النظام سيقابلها رد فعل عسكري.وقال بعض مسئولي الحزب الحاكم إن صالح قبيل مغادرته إلى السعودية أصدرتوجيهاته إلى نجله وأبناء أعمامه بإطاعة نائبه، وامتثلوا لهذه الأوامر، وأشارأحمد السوفي المتحدث باسم الرئيس اليمني إلى أن الدولة وأحمد صالح والجميع يطيعونأوامر نائب الرئيس.وبالرغم من ذلك، قال المستشار الإعلامي لنائب الرئيس اليمني إن هادي يتمتعبعلاقة طيبة مع نجل الرئيس وأقاربه وهم يستمعون إليه دائما، غير أنه اعترف بوجودحدود حقيقية لصلاحيات نائب الرئيس، في حالة رغبته للانضمام إلى زعماء المعارضةتنحية صالح جانبا، وذلك عن طريق تشكيل مجلس رئاسي انتقالي.وأعادت الصحيفة إلى الأذهان محاولات الرئيس اليمني منذ ما يقرب من عام، تهيئةالوضع لتولي نجله المنصب الرئاسي، حيث يتولى أحمد صالح رئاسة الحرس الجمهوريوالقوات الخاصة، وعمار ابن شقيق صالح نائب مدير الأمن القومي، بينما يحيى ابنشقيقه الثاني يتولى منصب رئيس القوات الأمنية المركزية وقوات مكافحة الإرهاب،ويتولى طارق رئاسة الحرس الرئاسي، بينمايحتل بعض أقاربه مناصب القوات الجويةوالمناصب الدبلوماسية.ونقلت الصحيفة عن مسئول يمني رفيع المستوى - رفض الإفصاح عن هويته - قوله إنالعسكرية والشئون الأمنية يتم إدارتها حاليا بواسطة أحمد صالح .. مشيرا إلى أنأحمد يتمتع بعلاقات جيدة للغاية مع كبار مسئولي الحزب الحاكم.