يسعى لتأييد «قبرصي يوناني» لسياسة مصر الخارجية القمة الثلاثية تعيد مصر لأحضان منطقة المتوسط "القمة" تدعم حقوق مصر في "غاز المتوسط" تنفيذ لإستراتيجية "البعد المتوسطي" بالمنطقة التحركات الخارجية للرئيس عبد الفتاح السيسي أظهرت جدارة ونظرة مبعدية لاستعادة الريادة المصرية في المنطقة، ومؤخراً بدأت تحركات الرئيس جهة دول المتوسط، لكسب تأييدهم للسياسات الخارجية المصرية، وهنا نعد قراءة للقمة الثلاثية التي جمعت الرئيس مع نظيره القبرصي ورئيس وزراء اليونان. وفي هذا الإطار، قال الدكتور يسري العزباوي، الباحث بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن "الغرض من القمة الثلاثية التي يعقدها الرئيس مع دولتي قبرص واليونان، استخلاص وكسب تأييد قبرص واليونان للسياسات الخارجية المصرية فى إطار استراتيجية "البُعد المتوسطى" باعتبار أنها دول مطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط، كما أنها من أعضاء الاتحاد الأوروبى، خاصة مع الحرب المصرية ضد الإرهاب فى ليبيا وغيرها، وحاجتها إلى دعم سياسى فى المحافل الدولية". وأضاف "العزباوي"" أن الرئيس السيسى من المقرر أن يعقد اجتماعا ثلاثيا "ترويكا" على مستوى القمة مع الرئيس القبرصى فى العاصمة نيقوسيا ويحضر الاجتماع رئيس وزراء اليونان، ومن المرجح أن يتباحث القادة الثلاثة حول مسائل التبادل التجارى وتقوية العلاقات السياسية بين الأطراف الثلاثة. وتابع الباحث السياسي بمركز الاهرام، أن الرئيس سيقوم بمتابعة نتائج القمة الثلاثية التى عقدت فى القاهرة قبل 5 أشهر وتحديدا فى نوفمبر من العام الماضى 2014، والتى أعطت قوة دفع جديدة للتعاون القائم بين الدول الثلاث. كما قال السفير جلال الرشيدي، مندوب مصر الدائم في الأممالمتحدة سابقاً، أن القمة الثلاثية التي تجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي برؤساء دولتي قبرص واليونان، تعتبر خطوة هامة، لتعزيز التواجد المصري في منطقة البحر المتوسط، وهي في غاية الأهمية لتوتر العلاقات بين مصر وتركيا، ولابد أن يكون هناك توازن في القوة والريادة بالمنطقة. وأضاف "الرشيدي" أن التوترات التي تشهدها المنطقة العربية، والتهديد الإيراني لمنطقة الخليج، وغيرها من الأبعاد، التي تجعل مصر في حاجة إلي استعادة دورها الريادي في المنطقة بشكل أكثر الحاحاً من ذى قبل، وهو ما نراه في التحركات الخارجية التي بدأت منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية، ولعل هذه الزيارة واحدة من أهم هذه التحركات، لتعزيز التواجد المصري في منطقة المتوسط. وقال الدكتور مختار الشريف، أستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة، إن "زيارة الرئيس إلي اليونان وقبرص-القمة الثلاثية-، تعد توطيدا للعلاقات الاقتصادية بدول الاتحاد الأوروبى، وأن قبرص تحديدا تربطنا بها علاقات اقتصادية من خلال حقول الغاز الطبيعى بالبحر المتوسط". وأضاف "الشريف" "، أنه " خلال المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ، تعاقدت إحدى الشركات للتنقيب عن البترول لصالح مصر فى تلك المنطقة، التى كانت تسيطر عليها إسرائيل، وتحتكر ما يضخ فيها من الغاز الطبيعى، ولعل هذه الزيارة تأتي تأكيداً على ما تم الاتفاق عليه من قبل". وأوضح أستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة، أن الخبرات التي تتمتع بها دولة مثل اليونان فيما يخص خدمات الموانئ والصناعات البحرية، تجعلها ذات أهمية كبرى بالنسبة لمصر لنقل كافة الخبرات في هذه المجالات خاصة مع اقتراب تنفيذ مشروع محور تنمية قناة السويس، إضافة إلى إمكانية مشاركتها في هذه المنطقة بضخ استثمارات والمشاركة في بعضها بمنطقة المحور. وتابع: "أما فيما يخص الخبرات التي تتمتع بها قبرص والتي يمكن أن تستفيد بها القاهرة هي الخدمات البنكية والمصرفية، وكل ما يتعلق بهذه الأمور، ويمكن لنا نقلها والاستفادة من هذه التجارب وتدريب بعض الشباب على التكنولوجيا الجديدة المستخدمة في قبرص فيما يخص هذه المجالات".