أكد وزير الخارجية السوداني علي كرتي حرص بلاده على تقوية العلاقات مع مصر ، لافتا الى أنه سيبحث مع د. نبيل العربي والقيادة المصرية الجديدة النهج الجديد للسودان من أجل تعميق العلاقات مع مصر في كل المجالاتجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي له مع السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية عقب جلسة مباحثات بينهما تناولت تطورات الاوضاع في المنطقةوقال الوزير السوداني انه اطلع موسى على منهج السودان الجديد مع القيادة المصرية ومع وزارة الخارجية المصرية لزيادة مجالات التعاون بين السودان ومصر ، معربا عن أمله في أن يكون هذا المنهج خطوة للوصول الى اعلي مراقي التعاون وليكون مثالا يحتذى في كيفية الاستفادة من الموارد الطبيعية والبشرية والمادية بين دول المنطقة، وأن يصب ذلك في صالح العمل العربي المشترك وترسيخ الثقة في العمل السياسي والأمني ليمتد للتعاون في مجال الاقتصاد وبناء القدرات.ووصف كرتي زيارته للجامعة العربيةبأنها تأتي شكرا وتقديرا لما قام به امينها العام عمرو موسى خلال فترة عمله في كل المجالات ، منوها بأن السودان حظي هذه الفترة باهتمام العرب والجامعة العربية ، واصبحت قضاياه محل اهتمام كبير لأنها ذات طبيعة يتداخل فيها العدو احيانا في الخفاء واحيانا اخرى في العلن ، وبالتالي فان قضايا السودان كانت الأبرز في الجامعة العربية ووجد السودان في ظل قيادة موسى دعما من الجامعة العربية سياسيا واقتصاديا وأمنيا ، كما ساندت الجامعة السودان بمواقف قوية دعمت ايضا بمواقف اخرى من قبل منظمات اقليمية كمنظمة المؤتمر الاسلامي ، والاتحاد الافريقي .ومن خلال دور الجامعة العربية تجاوز السودان الكثير من محاولات الاكراه والضغط والعزلة ، واستطعنا بموجب ذلك ان نشعر اننا من هذه الأمة لأننا قبل هذا الدعم كنا نشعر بالعزلة حتى من اخواننا العرب .وبشأن الأوضاع الجارية على الساحة العربية اعرب وزير الخارجية السوداني عن أمله في ان تنتهي الامور الى سلامة شعوب الامة العربية والتوافق وتجاوز الاختلافات التي تهدر الانفس والثروات ، مضيفا ، اننا نأمل أن تنتصر ارادة الشعوب ويترسخ مبدأ التوافق حسما للملفات بعيدا عن الخسائر .كما اشاد وزير الخارجية السوداني بالتوافق المصري - القطري لاختيار الأمين العام الجديد للجامعة العربية د. نبيل العربي خلفا لموسى ، مضيفا: انه للمرة الأولى تخرج الامة العربية من دائرة الخلافات عبر هذا المخرج الجيد والممتاز بالتوافق على شخصية لها قدرها ومكانتها في الأمة العربية .وفي رده على سؤال بشأن الانتقادات التي وجهت الى الجامعة العربية بسبب انفصال جنوب السودان ، قال كرتي : لا اعتقد أن انفصال السودان له علاقة بالجامعة العربية لأن الجامعة وامينها العام ناضلا نضالا كبيرا من اجل تلطيف الأجواء والا ينزع البعض في الجنوب اختيار الانفصال ، لكن هناك ارادات اخرى ومواقف كانت مؤثرة أكثر على بعض من قادوا مسألة الانفصال في الجنوب ، حيث هناك من خططوا ودبروا ودفعوا الأموال ومن آواهم في هذه المسألة في الدول الغربية ومكونات الغرب المختلفة مما كان له الدور الأكبر في انفصال جنوب السودان عن الشمال ، لكنها في كل حال ارادة صوت فيها الجنوبيون بأنهم يريدون الانفصال ، أما الجامعة العربية وامينها العام فهما بريئان من ذلك .وحول ما اذا كان اللقاءمع موسى قد ناقش أي مبادرات حول الأزمة الليبية قال كرتي : ما طرحناه حول ليبيا لم يتعد النظر في امكانية تقليل اثار ما يجري ، ولم تكن هناك مبادرة على الاطلاق لأن الامور وصلت الى حد لم تعد تغير فيه اي مبادرات عربية أو دولية ما يجري في ليبيا ، ونأمل أن تنتهي الاوضاع بما يحفظ للشعب الليبي وحدته ووحدة اراضيه وسلامته وسلامة ممتلكاته .وبشأن أزمة دارفور و الجهود المبذولة لحلها أضاف الوزير السوداني : اننا ابلغنا الامين العام للجامعة العربية بمجهودات السودان الاخيرة من اجل التوصل الى توافق بين الدارفوريين عبر منبر الدوحة ونأمل أن يتحقق هذا التوافق قريبا بين كافة الحركات المسلحة ، معربا عن اصرار الخرطوم على مواصلة جهودها في التفاوض مع كل من يرتضي السلام ، في ظل وجود رغبة سودانية عارمة في التوصل الى سلام مع من يريد تحقيقه .وأضاف ان هناك ايضا مجهودات ايضا تتم على الأرض من اجل تحقيق التنمية في اقليم دارفور وذلك في اطار خطط الدولة ، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة استمرارية الدعم الانساني الذي تقدمت به الجامعة العربية واستكمال المشروعات التي تم تدشينها في الاقليم.واشار كرتي الى ان الدولة تقوم ايضا بجهود كبيرة لتأمين المنطقة ، موضحا انه لا توجد أي حرب أو نزاعات بل هي مجرد محاولات من قبل قطاع الطرق لاعاقة حركة الاقتصاد والتجارة والدعم الانساني ، بالاضافة الى المجهودات الرامية الى تحقيق الصلح بين قبائل دارفور ، وصولا الى الاستفتاء الاداري المقرر اجراؤه في دارفور حول ماهية المنطقة هل تكون اقليما واحدا أم عدد من الولايات كما هو الحال الآن ، وهذا يأتي تنفيذا لما جاء في اتفاقية ابوجا الموقعة عام 2006 ، وبالتالي فان ما يجري هو وفاء بما جاء في تلك الاتفاقية التي نصت على ضرورة ان يكون هذا الاستفتاء بعد عام واحد من اجراء الانتخابات العامة ، وكما نعلم فان هذه الانتخابات جرت في العام ابريل الماضي ومن ثم فاننا نستعد لاجراء الاستفتاء المرتقب .وأعرب كرتي عن أمله في ان تكون مسألة دارفور قريبا ايضا من الحلول وأن تكون تغيرات الأحوال التي جرت لاصلاح الامور مع تشاد وحراسة الحدود السودانية المشتركة معها وكذلك الاوضاع في ليبيا أن تكون معينة لقادة الحركات الدارفورية للعودة الى رشدهم والجلوس على مائدة الحوار ، لأنه ليس هناك حلا الا بالحوار.من جانبه رحب السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية بزيارة وزير الخارجية السوداني لافتا الى أنها شكلت مناسبة للتشاور حول عدد من الامور منها العلاقات العربية العربية والتطورات الجارية في العالم العربي وكذلك العلاقات بين مصر والسودان والحركة النشطة التي دبت في هذه العلاقات ، مع تزايد عدد الزيارات المتبادلة ، لافتا الى أن الامور تسير نحو طريق يسعد به الجميع ، لافتا الى ان العلاقة بين البلدين الشقيقين تشكل اولوية اساسية في الفكر والعمل السياسي المصري ، كما أنها كانت زيارة توديع للأمين العام مع قرب انتهاء فترة عمله بالجامعة العربية ، وتناول اللقاء الدور الذي لعبته الجامعة العربية خلال العشر سنوات الاخيرة .