"أنا كنت أتطلع منذ فترة لزيارة ألمانيا، وسأستجيب لهذه الدعوة؛ لأني أحترم هذه الدولة وأقدِّرها"، هكذا كان تعليق الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال فعاليات مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري، على دعوة أنجيلا ميركل لزيارة ألمانيا، والسطور التالية تبحث في سر حفاوة الرئيس "السيسي" للدعوة وقبولها بهذا الشكل.. في هذا الإطار أكد الدكتور محمد السعدني، الكاتب والمحلل السياسي، نائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أن قبول الرئيس عبد الفتاح السيسي دعوة المستشارة أنجيلا ميركل لزيارة ألمانيا، لها العديد من الأسباب منها اقتصادية وعسكرية وسياسية. وأضاف أن المانيا و فرنسا تقودان حركة في أوروبا للتملص من التحكم الأمريكي في القرار الأوروبي وأن "السيسي" سيدعم استقلالا مرحليا للقرار الأوروبي عن الهيمنة الأمريكية. وأوضح "السعدني" أن ألمانيا متميزة في بناء الغواصات الحربية ورغبة مصر في تنوع الأسلحة كانت من أبرز الأسباب العسكرية التي أدت لقبول الرئيس "السيسي" الدعوة، مضيفاً أن قبول الدعوة تعد مغازلة للسياسة المالية الألمانية من خلال البنك الأوروبي ليقرر الدخول في استثمارات مصرية. وفي سياق متصل وصف الدكتور جلال الرشيدي، مندوب مصر السابق بالأممالمتحدة، قبول الرئيس عبد الفتاح السيسي دعوة المستشارة أنجيلا ميركل لزيارة ألمانيا، ب "الأمر الجيد"، مشيراً إلى أن ألمانيا لديها ثقل اقتصادي داخل الاتحاد الأوروبي.
وأعرب "الرشيدي" في تصريح خاص ل"صدى البلد" عن اعتقاده بإقامة العديد من الشراكات المختلفة بين مصر وألمانيا في الفترة التي ستعقب زيارة الرئيس "السيسي"، موضحاً أن تعزيز العلاقات المصرية الألمانية ستؤدي الى تبني وجهة نظر مصر داخل الأممالمتحدة، بالإضافة إلى مواجهة التوجهات الأمريكية ضد مصر.
وأشار مندوب مصر السابق بالأممالمتحدة الى أن زيارة الرئيس السيسي لألمانيا ستعمل على تسهيل المساعدات والقروض والاستثمارات الألمانية لمصر.
من جانبه قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الخارجية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية إن اعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي قبوله دعوة المستشارة أنجيلا ميركل لزيارة ألمانيا، لديها العديد من الأهداف أبرزها اعتزامه تحسين العلاقات بالاتحاد الأوروبي، مشيراً الى أن الاتحاد الأوروبي يمثل دولتين أساسيتين هما فرنساوألمانيا.
وأوضح "اللاوندي" - في تصريح خاص إلى "صدى البلد" – أن الزيارة ستنتج عنها العديد من التفاعلات الاقتصادية والشراكة في مجال الاقتصاد بشكل عام، لافتاً الى أن ألمانيا تعد الأقوي اقتصاديا بعد اليابان وربما تسبقها.