تناولت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية تقريرًا مفصلًا حول التهديدات التي تواجهها دول أوروبا بعد إعلان تنظيم "داعش" خلال فيديو ذبح الأقباط المصريين عن فتح روما وشق طريقه إلى دول أوروبا. وقالت الصحيفة عبر تقريرها إن "داعش" حولت ليبيا بعد احتلال عدد من المناطق بها إلى قاعدة أمامية لها لا تبعد سوى 300 كيلومتر عن أوروبا، وأصبحت تشكل تهديداً على دول أوروبا بعد استيلائها على صواريخ القذافي. وتحدثت عن التحذيرات التي وجهها رئيس ليبيا السابق، معمر القذافي، إلى دول أوروبا عام 2011 خوفاً من الإسلام المتطرف والقاعدة والانجراف بالمنطقة إلى حالة من الفوضى، موضحة أن رؤساء الدول الغربية اعتبرت تلك التصريحات غير صحيحة وهي مجرد أقاويل من أجل حفاظ القذافي على حياته. وذكرت أنه على الرغم من أن قادة أوروبا لا يجدون أسبابًا كثيرة ليعربوا عن أسفهم للقذافي، إلا أنه من الضروري ألا ينسوا أن القذافي جنبا إلى جنب مع مبارك وزين العابدين حققوا لدولهم الأمن ومن ثم حققوا لدول أوروبا القريبة من القارة الإفريقية كمالطا وإيطاليا وإسبانيا الاستقرار. وأشارت إلى أن تهديد عناصر تنظيم "داعش" التي وصفتهم ب "المرضى النفسيين" أصبح حقيقيًا على أوروبا، حيث إن جزيرة "لامبيدوسا" الإيطالية بوابة "داعش" إلى أوروبا على حد وصفها تبتعد بنحو 300 متر عن مكان تمركزهم بليبيا، بالإضافة إلى أن جزيرة صقلية لا تبعد عنها 470 كيلو مترًا. واستندت في تقريرها إلى مجلة "داعش" والمعروفة باسم "دابق" والتي نشرت على غلافها ساحة "القديس بطرس" في الفاتيكان ويعتليها علم التنظيم، بالإضافة إلى التقارير الإيطالية التي تتحدث عن تهديد "داعش" بإطلاق "مطر من الصواريخ على صقلية"، ومن بعدها على مالطا وفرنسا. وتحدثت عن أن هجوم "داعش" ليبيا على أوروبا ليس سيناريو بعيد المنال، فقد يظهر من خلال وصول آلاف المهاجرين غير الشرعيين العام الماضي الذين يقدر عددهم بنحو 170 ألف مهاجر إلى إيطاليا عبر البحر الأبيض المتوسط على متن قوارب المهربين ومعظمهم جاء من ليبيا. يذكر أن التهديدات التي وجهها التنظيم إلى دول أوروبا عبر ليبيا بالإضافة إلى سلسلة الهجمات التي تعرضت لها فرنسا والدانمارك وبلجيكا وإيطاليا جعلت القوات الأوروبية خلال الفترة الأخيرة في حالة من التأهب والاستعداد.