ذكرت صحيفة "هاآرتس" العبرية أن "مسئولين إسرائيليين كبارا عالمين ببواطن الأمور صرحوا للصحيفة بأنه على خلفية التوترات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة، قرر البيت الأبيض مؤخرا الحد من حجم ونوعية وعمق المعلومات التي تقدمها لإسرائيل فيما يتعلق بالمفاوضات حول البرنامج النووي الايراني". وأضافت الصحيفة: "تعود خلفية هذا القرار الى إدراك الإدارة الأمريكية أن هناك تضارب مصالح في هذه الايام بين إسرائيل والولاياتالمتحدة فيما يتعلق بالملف الإيراني، فبينما يبذل الرئيس أوباما كل جهد ممكن للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، يرغب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في أن يفعل ما بوسعه لاجهاض هذا الاتفاق". وتابعت هاآرتس: "أحد الأسباب الرئيسية وراء القرار الأمريكي هو الخوف من حدوث تسريبات. فقد شعر الأمريكيون خلال الأسابيع الأخيرة أن معلومات نقلوها لإسرائيل بشأن المحادثات مع إيران - مثل الاقتراح الجديد لإيران بشأن عدد أجهزة الطرد المركزي التي ستترك تحت يدها في إطار اتفاق شامل حول برنامجها النووي – قد وجدت طريقها إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية على ما يبدو كمحاولة من نتنياهو بهدف نسف المفاوضات بين إيران والدول العظمى". وأشار المسئولون الإسرائيليون -بحسب الصحيفة- إلى أن "الأمريكيين قلقون من أن يستخدم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذه المعلومات التي نقلت إلى إسرائيل لأغراض سياسية داخلية ويحاول نسف المفاوضات بين إيران والدول العظمى. وحسب المسئولين فإن الأمريكيين يواصلون إجراء مقابلات مع الجانب الإسرائيلي لاطلاعه على آخر المستجدات، ولكنهم يقدمون معلومات "أقل دقة" عما يحدث في غرف المفاوضات. وأشارت الصحيفة إلى إن "تقليص حجم ونوعية المعلومات التي تنقلها الولاياتالمتحدة الى إسرائيل حول المفاوضات مع إيران يأتي في ظل وصول التوترات بين البيت الأبيض ومكتب رئيس الوزراء نتنياهو على خلفية خطاب الأخير أمام الكونجرس الأمريكي إلى ذروتها، وقد جاء حديث جون بينر رئيس مجلس النواب المحسوب على اليمين الجمهوري أمس مع شبكة التلفزيون الامريكية FOX ليصب مزيدا من الزيت على النار، فقد أكد بينر مزاعم البيت الأبيض واعترف بأنه طلب من السفير الإسرائيلي في واشنطن رون ديرمر عدم اطلاع إدارة أوباما على الاتصالات التي كانت بينهما بشأن خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس. وأشار بينر إلى أنه فعل هذا خشية أن يحاول البيت الأبيض إجهاض تلك الخطوة". واضاف بينر: "أرادت ألا يكون هناك تدخل من جانب البيت الابيض. وأنا لا أذيع سراً بأن هناك في البيت الابيض عداء لنتنياهو ولم أرغب في أن يقفوا في طريقي ويدمروا ما اعتقدت انه فرصة حقيقية". ورغم الانتقاد الكبير في الولاياتالمتحدة واسرائيل حول البرنامج النووي الايراني زعم بينر انه من المهم ان يحضر نتنياهو الى الكونجرس ويتحدث عن البرنامج النووي الايراني لأنه – حسب قوله "من المهم ان يسمع الشعب الأمريكي أن هناك تهديدا حقيقيا يواجهه العالم، واعتقد أن نتنياهو هو الشخص المثالي لنقل الرسالة بشأن خطورة هذا التهديد".