وسط حالة الجدل السياسى التى شهدها ميدان التحريراليوم بمشاركة نحو 30 ألف شخص فى المظاهرة التى دعا إليها ائتلاف ثورة 25 ينايروالعديد من القوى السياسية والأحزاب ، تجد فى الوقت نفسه أن ميدان تحرير موازىذات معايير اقتصادية واعلامية مختلفة تحدد زواياه مؤسسات إعلامية وإعلانيةجديدة .وباستعراض نموذج ميدان التحرير، يبدو أن الثورة لم تكون فقط على النظام السياسىالبائد وانما إمتد إلى الوسائل الاعلامية والاعلانية بتوجهاتها المختلفة وسطحالة من الزخم السياسى صاحبه ثراء اعلامي على أرضية الميدان مابين تيارات ثقافيةمختلفة تنتاقص حالة وتتفق حالة لتدفع إلى سطح الاحداث مجموعة من الاليات الجديدةالتى تولد فكرا جديدا يحدد مستقبل ثورة يناير المجيدة .ومع تحليل صور كاميرا ميدان التحرير، تبرز إعلانات قناة جديدة ترى أنها تعبرعلى ثورة وثوار يناير ويظهر فى إعلاناتها التركيز على كل أطياف القوى الوطنية منخلال تقديم إعلام بديل.ويبدو أن القائمين عليها لم يغفلوا عن أهمية دور الفيس بوك كمساهم محورى فىالثورة خلال الفترة الماضية وأقاموا صفحة خاصة لزوارها للتواصل معهم والتعرفعلى افكارهم لبحث الوصول إلى الشكل الأمثل.فى الوقت نفسه ، سعت بعض القنوات التليفزيونية الاخبارية ذات الطابع الاقليمىإلى الاستفادة من التطور اليومى بحجز ترددات على القمر الصناعى نايل ساتللاستفادة من الكم الهائل للاحداث فى مصر التى تصلح كأخبار تتصدر نشراتهااليومية، فيما يرى البعض أن تهدف لما أسموه ب تصدير الثورة للشعوب العربيةالمجاورة.وتأتى فى الصورة الثانية بكاميرا ميدان التحرير، الصحافة أو كما يطلق عليها فىالمجال الاعلامى السلطة الرابعة ، وشهدت الصحافة المقروءة تطورا خلال فترة الثورةقد يسفر عن مولود جديد يحمل وجه الصحفى وجسد الاعلامى.وأطلت أسماء جديدة فى عالم الصحافة رصدت أحداثها وتفاعلت مع يومياتها علىصفحتها محاولا الاستفادة من ذلك الزحام الواقع وتخاطب القراء فى الميدان تتنوع فىإصدارتها ما بين يومى وأسبوعى، كما شرعت صحف يومية فى اكتساب شرعية القراء منخلال إصدار ملاحق يومية توزع خصيصا للمتواجدين فى الميدان ، والتى لاقت إقبالاساهم فى نسب التوزيع - كان من بينها بعض التجارب لصحف قومية-.وتدخل الصحافة فى اختبار حقيقى سابق تم تناوله أكاديميا فى مدرجات كلياتالإعلام والندوات والمنتديات الثقافية تحت بند هل الصحافة المقروءة سوف تتراجعأمام التطور التكنولوجى للاتصالات أم أن التطور الصحفى يستطيع أن يتحدى مفهومسرعة الخبر وفكرة أن الصورة خير ألف خبر.وننتقل من المجال الاعلامى المرئى والمقروء إلى الساحة الإعلانية في ظلالاضطرابات الاقتصادية التى تشهدها البلاد عقب الثورة ، والتى أوجدت لنفسها نوعاجديدا من الدعاية الاعلانية المروجة للكيانات الاقتصادية، ولكن بمواصفات تلائمطبيعة المناخ السائد تتنوع مابين المبادىء الاشتراكية الداعية إلى إقامة اقتصاديقوم على إلغاء التقسيم الطبقي في المجتمع وتحقيق العدل والمساواة بين أفرادالمجتمع ، وبين الفكر الليبرالى القائم على آلية السوق المنضبطة ذاتيا في المجتمع.وفرضت الظروف الاقتصادية على بعض الكيانات الاقتصادية وتقليل وحداتها الانتاجيةإلى تحديث وسائل دعاياتها عبر استغلال ما يطلق عليها بأرضيات إعلانية بميدانالتحرير للترويج عن منتجاتها عبر عروض اقتصادية واستخدام سيارات التوزيع واللوحاتالإعلانية الرقمية والورقية.كما لجأت بعض الشركات السياحية - التى يمكن وصفها بأكبر المتضررين خلال الفترةالسابقة فى الاقتصاد المصرى من نزوح جماعى لجنسيات معينة من السائحين أو تقليلرحلات الطيران خلال الفترة السابقة - إلى استخدام رجال الدين فى الدعايةالإعلانية فى السياحة الدينية - حتى الآن بشكل مؤقت - يمكن ان يتطور مستقبلا إلىأنواع اخرى من السياحة وسط مخاوف تيارات سياسية أن تتكرر تجربة الثمانينات مناستخدام اسم الدين ورموزها فى الترويج الاعلانى لمنتجات وسلع ما.كما تلاحظ خلال فترة مظاهرات ميدان التحرير رواج سلعة تأجير أجهزة الصوتومكبراته والشوادر للوصول إلى أذن كافة المشاركين في التظاهرة وهذه السلعة تخدمفئة معينة من العاملين بهذا القطاع الموسمي كحفلات الزواج والشوادر المنصوبة خلالالمآتم ، فيما لوحظ أن البعض من أصحاب تلك الأجهزة المكبرة للصوت يضعونها مجانالدعم الثورة اقتناعا منهم بضرورة مشاركتهم بفاعلية لانجاح الثورة.وروجت صناعات آخرى إعلانيا - خلال فترة التظاهرات التي استمرت على مدار ثورة 25يناير المجيدة - وإن بدت بسيطة لبعض الأشخاص إلا أنها تخدم قطاع كبير من المنظومةالاقتصادية كمنافذ بيع وصناعة البن، فضلا عن المحال التجارية العاملة في بيعالمنتجات الأساسية التي يستفاد منها المقاهي المحيطة بميدان التحرير بشكل خاصوالمقاهي بشكل عام وذلك بقيام بعض تلك الفئات وبدون قصد توفير مزيد من فرص العملالتي قد تكون وقتية، ولكنها يستفاد منها لتقليل معدلات البطالة بين بعض فئاتالشباب.ونجد أن بعض تلك فرص العمل الموسمية تنتشر في بعض الأوقات من العام مثالالعاملين في مجال صناعة الأعلام حيث نجدأن تلك الفئة كانت تزداد مبيعاتها في فترةالبطولات التي تشارك بها مصر مثال بطولة الأمم الأفريقية ، فضلا عن مهن الطباعةوالتي عادة ما تنشط خلال مواسم الانتخابات وذلك لعمل الدعايات الانتخابية من خلالالبيانات الورقية أو اللافتات الكبرى والتي يتعدى في بعض الأوقات سعرها 1000جنيه .كما شهدت صناعة الملابس أيضا بعض الرواج على خلفية ثورة 25 يناير وذلك من خلالاتجاه بعض المصانع العاملة في تصنيع الملابس إلى الترويج للثورة عن طريق الطباعةعلى الملابس سواء باللغة العربية أو اللغة الإنجليزية ، وهذا النوع من الترويجيخاطب العديد من الأفراد منهم المصريين الحريصين على اقتناء ملابس تعبر عن فرحتهمبثورة مصر فضلا عن الأجانب المتواجدين في مصر وترويجا لفكرة عظمة الثورة المصريةوإشادة كافة الدول العالمية بها.