أكدت مصر رفضها للارتفاع والسعة التخزينية الحالية لسد النهضة الاثيوبى البالغة 74 مليار متر مكعب، لأن الدراسات العلمية أثبتت ضررها على الأمن المائى لمصر، فضلا عن إنها غير مبررة وغير مقبولة فنيا، داعية إثيويبا إلى تخفيض هذه السعة إلى حدود آمنة متفق عليها قبل التفاوض حول سنوات الملء وتشغيل السد. وقال الدكتور علاء ياسين مستشار وزير الموارد المائية والرى والمتحدث باسم ملف سد النهضة لوكالة أنباء الشرق الأوسط مصر، "نحن ملتزمون بخارطة الطريق التى تم الاتفاق عليها في اجتماعات وزراء المياه الثلاثة بالعاصمة السودانية الخرطوم في أغسطس الماضى، ونأمل أن تلتزم بها الأطراف الأخرى دون مماطلة واستهلاك للوقت مع الاستمرار في بناء السد!!". وكشف ياسين عن صعوبات تواجه المشاورات الفنية بين الدول الثلاث "مصر واثيوبيا والسودان"، وقال إننا لانألوا جهدا في سبيل التغلب على هذه الصعوبات، من أجل المضى في تنفيذ خارطة الطريق، معربا عن أمله في تحديد موعد قريبا لتلقى العروض الفنية والمالية من الشركات الاستشارية الخمس للقيام بالدراسات المطلوبة لتحديد آثار إنشاء سد النهضة على التدفقات المائية والنواحى البيئية والاقتصادية والاجتماعية على مصر. ولفت مستشار وزير الرى لتأييد مصر لحق دول حوض النيل في تنفيذ مشروعات توليد الطاقة الكهربائية، لكن دون إلحاق أى اضرار بالحصة التاريخية لمصر وحقوقها الثابتة في مياه النيل، مؤكدا على أن حصة مصر التاريخية في مياه نهر النيل خط أحمر لا يمكن السماح لاحد بتجاوزه. وأكد الأنبا متياس الأول بطريرك الكنيسة الإثيوبية على ضرورة استمرار وتنمية العلاقات بين الكنيستين القبطية والإثيوبية وجميع الكنائس الأخرى، لا سيما في إفريقيا لتوصيل رسالة الله وكذلك التواصل مع كافة الأديان لتقليل المشكلات. وأشار الاب متياس الى أن المسيحية في إثيوبيا بدأت وانتشرت عن طريق أحد المسئولين الذين زاروا القدس بعد المسيح بأربعة اعوام، وقد استمرت العلاقة بين الكنيستين دون انقطاع منذ ذلك الحين، ونحن نشرب من مياه واحدة هي مياه نهر النيل، مما جعلنا نعيش في وئام وتماسك، معربا عن تمنياته باستمرار هذه العلاقات العريقة إلى الأبد. وأكد الأنبا متياس خلال زيارته للكاتدرائية المرقسية بالعباسية السبت، أن كل مايحدث من سوء تفاهم هو وقتي، وما يبقي للأبد هو مصر إثيوبيا، موضحا أن الكنيستين اجتمعتا عام 1965 في المفوضية الإفريقية للتنمية بإثيوبيا، وفي هذا الاجتماع تم التزاوج في مصالحنا المشتركة وإنهاء الخلافات للقيام بواجبنا في نشر رسالة الله في جميع أنحاء العالم وكذا نشر رسالة السلام والمحبة للجميع. ولفت إلى أنه كما ربطنا النيل، فأن سد النهضة بإثيوبيا يجمعنا مرة ثانية كي نتناقش عن الفوائد التي يجلبها السد، موضحا أن الخبراء أظهروا لنا والدراسات أيضا أن هذا السد له فوائد وليس أضرار لمصر والسودان، ونحن يجب أن نكون مستريحين لما يقوم به أخواتنا من تطور لأننا متمسكون بقول الرب: "كل ماتُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ" وايضا "تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ". وأضاف: "علينا أن نصلي لحل المشاكل لكي يعامل الجميع بسواسية فهذه مسئوليتنا التي تقبلناها من الله وأعتقد أن هذا مايشاركني به أخي قداسة البابا تواضروس وأعضاء المجمع للكنيسة الشقيقة". ووصف علاقة الكنيستين بأنها علاقة حب يجمعنا بها التاريخ والطبيعة والإيمان الراسخ والتفاهم المشترك، وقد ترسخ هذا المفهوم بزيارة الوفد الشعبي لمصر والذي ضم فئات كثيرة من الشعب وكان من ضمنه أعضاء من كنيستنا وأبلغونا أنه قد تمت مناقشات إيجابية رسخت التفاهم المشترك والجانب الاثيوبي مرتاح لدعم الجانب المصري والكنيسة القبطية والشعب المصري. وأقترح الانبا متياس ترتيب اجتماعات رسمية، بين جميع الكنائس وخاصة الكنائس الأرثوذكسية حتى لا تكون اجتماعاتنا عابرة فقط تسير وتذهب مع الوقت، علينا أن نجعلها فى شكل مؤسسي وهذا يسهل استمرارية لقاءاتنا لكي نقوم بمسئوليتنا تجاه الله والشعب.