تباينت ردود الأفعال حول التصريحات الأخيرة للدكتور "عادل البلتاجي" وزير الزراعة، والمسؤولين بالمجال الزراعي حول زيادة الرقعة الزراعية والوصول لتحقيق الإكتفاء الذاتي من القمح في الفترة القادمة على أن تكون سنة 2030 هي المتممه وتكون مصر وقتها وصلت للإكتفاء ذاتياً من المحصول دون اللجوء إلى إستيراده، فأكد البعض أن تحقيق هذا الإكتفاء لن يحدث إلا بتغيير سياسات الوزارة، ورأى آخرين أن حديث الوزير عن ذلك غير واقعي تماماً. فمن جانبه استبعد الدكتور محمد شتلة- الخبير الزراعي ونائب مديرية التحرير الصناعي لعام 2010، فكرة الإكتفاء الذاتي من القمح، واصفها ب"وهم كبير"، لأنها لن تتحقق، بسبب الزيادة السنوية للسكان، وتقليص مساحة الرقعة الزراعية في مصر، بجانب مساوىء القائمين على المجال الزراعي، لافتاً إلى أنهم لم يضعوا خططهم الجدية لتقليل زيادة أسعار الأسمدة ووقف التعديات على الرقعة الزراعية الحالية، بجانب عدم وضع دورة زراعية محددة تلزم الفلاح بزراعة محاصيل استراتيجية تحتاجها الدولة، مضيفاً أن الوزارة ابتعدت عن التصريحات الواقعية وإلتزمت بتنفيذ خطط الوزير السابق "يوسف والي" الذي اعتمد على زراعة بعض المحاصيل المربحة وبثمنها يستورد القمح، وهي سياسة خاطئة طبقا للنظريات الإقتصادية والزراعية أيضاً.
وقال شتلة إن تصريح وزير الزراعة حول تحقيق الإكتفاء الذاتي من القمح في 2030 غير عقلاني ويثبت فشل منظومة الزراعة الحالية، التي تتبع نفس أسلوب المسؤولين السابقين، متابعاً :"إنهم يتبعون نظام (حمار السلطان)عندما طلب السلطان من جحا أن يعلم الحمار خمسة لغات، فقال له بعد خمسة أعوام سيتحدث". وطالب وزارة الزراعة أن تقوم بتوفير السماد للمزارعين بشكل دوري بأسعار تساعده على توفير ربح جيد بعد بيع محصوله، بالإضافة إلى شرائه بسعر مناسب منه.
فيما رأى الفلاح الفصيح محمد عبد المجيد برغش، أن تحقيق الإكتفاء الذاتي من القمح لن يحدث إلا بإعادة صياغة المنظومة العملية المتعلقة بالقمح في البحث الزراعي المصري، وأن تقوم وزارة الزراعة بفتح باب التعيين لمرشدي الزراعة الذي أغلق منذ 30 عاماً، لافتاً إلى أن ذلك سيمكن الوزارة من إلزام الفلاح بتطبيق بحوثها ونشرتها الجوية الخاصة بالمزارعين التي توقفت عن الصدور، ملقياً اللوم الشديد على الدولة لعدم تطبيق هذه النشرة لما لها من أهمية للفلاح، مشيراً إلى أن دولة إسرائيل تعلم أهميتها ومازالت تبثها لمزارعيها.
وأيد برغش تصريح وزير الزراعة بتحقيق الإكتفاء الذاتي، وفي ذات الوقت، لفت إلى أن هذا الإكتفاء لن يحدث إلا في حالة أن يتم قتل جميع الحيوانات ويتبقى المواطن فقط ليأكل القمح، والإستغناء عن الزراعات الأخرى، أو زيادة الرقعة الزراعية بنحو 3أو 4 مليون فدان، متابعاً: "غير ذلك نحن نحرث بالمياه".
وناشد "الفلاح الفصيح" الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإهتمام بالزراعة وأن يقوم بفتح الملف الخاص بها، قائلاً: "أناشده بفتح الملف حتى لا يموت شعب مصر من الجوع".
في حين قال الدكتور محمود عمارة- مستثمر زراعي، إن الدولة تستورد 7 مليون طن من القمح من أجل الخبز فقط، لافتاً إلى أن تحقيق الإكتفاء الذاتي من القمح يمكن أن يتم خلال ثلاث سنوات فقط، من خلال زراعة 100 ألف فدان بالتقاوي المنتقاه التي ستضاعف إنتاج الفدان، لافتاً إلى أن الدولة بذلك ستوفر 2.5 مليون طن، بالإضافة إلى إنشاء صوامع جديدة للتخزين مما يوفر 3 مليون طن يتم إهدارهم كما تقول احصائيات الدولة. وأضاف عمارة في تصريح خاص ل"الفجر"، أن التقليل من مساحة زراعة البرسيم الحجازي سيساعد أيضاً على الإكتفاء الذاتي، موضحاً أن زراعته تستنزف مايقرب من ال 2.5 فدان لإنتاج اللحم والتصدير لدول الخليج، ونعوض ذلك بإستيراد اللحوم من إفريقيا وعمل تعاون مشترك معها في هذا المجال مما يوفر 3 مليون طن .