لا شك أن الإرهاب فى البلاد العربية قد قويت شوكته وأصبح أقوى بكثير عما كان عليه من ذى قبل، خاصة مع ظهور عدد من التيارات المتشددة والتى تعتقد بضرورة حمل السلاح ضد مخالفيهم فى الفكر والعقيدة، وقد يبدو الأمر أكثر تعقيدا حينما نفكر فى العلاقة بين هذه التنظيمات التكفيرية وهل هناك تنسيق فيما بينها وهل يصل الأمر إلى درجة التحالف؟، فمنذ أيام أذاعت وكالة رويترز بيانا لجماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية تعلن فيه مبايعتها لتنظيم داعش الإرهابى أيضا وقالت فيه نحن اليوم وبعد أن توكلنا على الله تعالى واستخرناه قررنا مبايعة أمير المؤمنين أبى بكر القرشى الحسينى البغدادى خليفة للمسلمين عامة فى العراق والشام، وفى سائر بلاد المسلمين. وأضاف بيان الجماعة المتطرفة، إننا نهيب بأخوتنا فى أرض الكنانة وغزة وليبيا وسائر بلاد المغرب والمشرق أن يتوكلوا على الله وينحو نحونا ويبايعون أمير المؤمنين.. كى نوحد المسلمين ونجعل كلمة الله هى العليا ونرفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله عالية خفاقة فوق أرجاء المعمورة بأسرها و رغم أن بيت المقدس نفت فيما بعد اصدارها هذا البيان وأنة لم ينشر عل صفحتها الرسمية الا انها لم تنف اعلانها ما جاء به ومن مبايعة البغدادى .. ورداً على البيان المنسوب لجماعة أنصار بيت المقدسس زس فى تنظيم داعش، إلى نقل معركتهم إلى وسط القاهرة، وإشغال النظام لتصبح سيناء قاعدة خلفية لإمداد الجهاد، وديمومة العمل، كما دعاهم إلى استهداف مقرات الدولة والوزارات وضرب مقرات الحكومة. ووجه ز س ز س أحد المواقع الجهادية المحسوبة على تنظيم داعش، قائلا: لابد من نقل المعركة إلى وسط القاهرة، وإشغال النظام هناك لتصبح سيناء منطقة محرمة على المرتدين، وقاعدة خلفية لإمداد الجهاد، وديمومة العملس . ز س واستهداف القضاة والاقتصاد، فضلا عن استهدافهم قناة السويس، مشدداً فى نهاية بيانه: الذبح وليس الرصاص .. وبغض النظر عن صحة البيان أو عدم صحته فلا شك أن هناك تناغما فى أهداف تلك الجماعات التكفيرية وكما يرى بعض المحللين أنها محاولة يائسة لإنقاذ هذا التنظيم الذى يحتضر أو أنه فى النزع الأخير من خلال تنفيذ بعض العمليات الإرهابية فى القاهرة لتخفيف الضغط عليه فى سيناء. سمير فياض : القاعدة وداعش وبيت المقدس جماعات تتبع منهج حسن البنا الدكتور سمير فياض نائب رئيس حزب التجمع يرى أن الإرهاب الذى يختبئ فى عباءة الإسلام السياسى هو فى حقيقته إرهاب واحد يصدر عن فكر واحد متطرف ظلامى ومشوه ، يصلح لأزمنة مضت ولا يصلح للأزمنة التى نعاصرها نحن الآن، حيث إنهم يعتمدون على مجرد اجتهادات فقهية قد تصيب وقد لا تصيب، ولذا يجب عدم إعطاء التفكير الذى يستند إلى الإرهاب والتطرف أى نوع من القدسية أو الحتمية، فالتفكير البشرى مفتوح لكل الأزمنة فالفكر القديم لا يصلح فى الوقت الحديث وعلى أهل العصر أن يقرروا ما يناسبهم من خلال التفكير الجيد والمناقشة والعرض بشفافية على الشعوب . وعن الأساس العقائدى لفكر الجماعات الإرهابيه أوضح فياض أن هؤلاء يتبعون منهج حسن البنا ومن بعده سيد قطب وهذا الفكر هو أساس طالبان والقاعدة وداعش وجماعة أنصار بيت المقدس وغيرها من المنظمات التى تتخذ الإسلام السياسى شعارا لها لاستخدام الإرهاب. وأكد فياض أنه توجد علاقة بين داعش وجماعة أنصار بيت المقدس خاصة فيما يتعلق بمجالات التسليح والتمويل وتبادل المقاتلين لإحداث الفتن فى البلاد العربية، إلا أن هذا يجب ألا يؤثر فى الدولة المصرية، مشيرا إلى أنه لا يتوقع أن تكون أعداد هذه الجماعات كبيرة من حيث السلاح والأعداد وألا تكون قوتهم الفكرية كبيرة إلا أنه شدد على أن تعداد هذه الجماعات فى تزايد نظرا لأنهم يقومون باستغلال المتعاطفين مع قضيا الإسلام السياسى حتى غير الموافقين على استخدام العنف فى الخلاف السياسى . وعن الدور الذى يجب أن تلعبه الأحزاب والنخبة للتصدى لمثل هذه الجماعات الإرهابية أوضح الدكتور فياض أن المواجهة الفكرية هى الأساس للتخلص من الفكر المتطرف، وشدد على أنه يجب على أهل الدين عدم ترك المنابر لدعاة التشدد من خطباء المنابر حتى لا يقوموا بنشر الفكر المتطرف بين الناس، إضافة إلى ضرورة تكاتف جميع الأحزاب السياسية للخروج من هذا المنعطف الخطير، وفى الأخير نوه فياض على أنه يجب أن تقوم وزارة الثقافة متمثلة فى وزير الثقافة بالدور المأمول منها، وأن يكون الوزير على قدر المسئولية وتاريخه المليء بالثقافة والنضال، مشيرا إلى أن مصر مستعدة للمواجهة المسلحة إذا تطلب الأمر ذلك، وأنه لو تضافرت جميع الجهود من مختلف الجهات وأصبحت الأحزاب على قدر المسئولية فإننا سنتمكن من العبور من هذه الأزمة إلى بر الأمان. اللواء عبد الرحمن الفيل: الإرهاب خرج من عباءة الغرب بتمويل عربى ومن جانبه أوضح اللواء عبدالرحمن الفيل الخبير الأمنى أن جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة جماعة الإخوان المسلمين وبمعرفتهم، ولذلك كان الإخوان يهددون وبقوة بسبب ثقتها في حلفائها الإرهابيين. وأوضح الفيل أن كل المسميات والجماعات التى بُليت بها الشعوب العربية فى الفترة الأخيرة خرجت من عباءة الغرب بتمويل قطرى أمريكى وتركي، وللأسف الشديد فالغرب يستخدم أموال العرب التى يقومون بإيداعها فى بنوكهم لتخريب البلاد العربية، حيث إن الإرهاب الذى يحدث الآن فى البلاد العربية يحدث الآن بتمويل عربى فى الأساس . وأشار إلى أن كل العمليات الإرهابية التى تحدث الآن تصب فى مصلحة إسرائيل حيث إن تقسيم البلاد العربية وجعلها منشغلة بمحاربة الإرهاب الداخلى يجعل إسرائيل آمنة لأطول فتره ممكنة. وشدد الفيل على أن رسالة داعش لمقاتليها بالتوجه للأراضى المصرية لممارسة أفعالهم الإجرامية ماهي إلا تهديدات لممارسة الضغط النفسى على الأجهزة المصرية، وأن هذه التهديدات هى النفس الأخير للجماعات المتطرفة، وأن الإرهاب الآن بدأ ينضب وجف، وأن العمليات الأمنية التى قامت بها القوات المسلحة فى سيناء قد قصمت ظهرهم . ووجه اللواء الفيل رسالة لكل المواطنين المصريين بأن كل من يعرف معلومة فعليه أن يتوجه بها للجهات المسئولة حتى تتمكن الجهات الأمنية من التصدى لمحاولات العنف قبل حدوثها وأيضا شدد الفيل على ضرورة التعامل بالعقل مع كل الحوادث التى تقع فى المجتمع المصرى حيث إن الحرب النفسية التى يتم شنها على المواطن المصرى هدفها النيل من الاستحقاق الثالث بعد الثلاثين من يونيو وإجراء الانتخابات البرلمانية المصرية فى موعدها. ممدوح الشيخ: لا أستبعد وجود خلايا نائمة لداعش فى مصر وفى سياق مختلف أوضح الكاتب والمحلل السياسى ممدوح الشيخ الباحث فى تاريخ الحركات الإسلامية أن التنظيمات الموجودة فى سيناء يحيطها الغموض من حيث الدور الذى تلعبه فى الداخل والخارج ، حيث إن الجماعات الإسلامية التى كانت موجودة أيام مبارك كانت معروفة بأنها جماعات مصرية خالصة حاولت أن تضغط على مبارك لتحقيق بعض المكاسب السياسية، أما بعد الثورة فالأمور قد زادت تعقيدا بسبب غموض المعلومات. وأشار إلى أن هناك تبدلا فى مواقف تلك الجماعات فعلى سبيل المثال جماعة أنصار بيت المقدس فى بدايتها كانت تقول بأن هدفها هو الخلاص من إسرائيل، أما الآن فهى تمارس العنف ضد الجيش والشرطة والشعب. وعن العلاقة بين الجماعات الإرهابية وبعضها البعض مثل داعش وأنصار بيت المقدس أوضح الشيخ بأن هناك روافد مشتركة لهذه الجماعات المتشددة، ونوه على أن هناك عناصر من أنصار حازم صلاح أبو إسماعيل ( حازمون ) دخلت ضمن داعش وأنصار بيت المقدس، وهذا ليس معناه أن كل جماعة حازمون إرهابية لكن يشير إلى أنهم جميعا ينتمون لفكر متشابه إلى حد كبير. وأكد الشيخ أن الأرجح حتى الآن أنهم منفصلون، ومن الجائز أن تكون هناك خلايا نائمة لداعش داخل مصر من الممكن أن تكشف الأيام عنها. وعن إمكانية اختراق داعش لمصر أكد الشيخ أنه يستبعد دخول داعش لمصر بعدد من الكوادر، فالأرجح أنهم سيعتمدون على أسلوب القاعدة من خلال تجنيد عناصرهم من خلال تويتر والفيسبوك، حيث إن مصر مختلفة عن العراق وسوريا وفرصتهم لاختراق التركيبة المصرية صعبة. وفى الختام أكد الشيخ أن الخطاب العلمانى المتشدد فى مصر يحاول قمع المتدينين، الأمر الذى يجعل هناك مزاجا شخصيا للوصول إلى تيارات تحمل العنف راية لها للدفاع عما يسمونه الحرب على الإسلام .