استهل ممثل النيابة العامة مرافعته في قضية "مذبحة كرداسة" التى يحاكم بها 188 متهمًا، والتى تنظر أمام محكمة جنايات الجيزة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، برئاسة المستشار محمد ناجى شحاتة، بوصف هذه المذبحة بأنها سلسلة من العنف المتصاعد الذى تشهده البلاد في الآونة الأخيرة على يد طائفة متطرفة اتخذت من معاداة أجهزة الشرطة والجيش ملاذاً لها. وتابع قائلاً: المجنى عليه بتلك الواقعة ليست دماء ذكية تساقطت فحسب، بل إن المجنى عليه الحقيقى هو الإسلام الذى هو عن تلك الأفعال الآثمة براء، فمصر لطالما كانت واحةً بارزة للأمن والأمان غير أنها بعد تلك الأحداث الدامية تحولت إلى بركان متنامى من الغضب. واستطرد: المتهمين الماثلين أمامنا ليسوا سوى مجموعة دموية لم تعرف البشرية بمثلهم من قبل في بلادة دمائهم وقساوة قلوبهم، حتى أنهم عاشوا أشبه ما يكون كمسخ من الإنسانية باقترافهم تلك الواقعة التى جاءت كوقع الزلزال في جسد الوطن. وأضاف موجهًأ حديثه للمتهمين: جزاؤكم جهنم خالدين فيها لقتلكم النفس التى حرم الله واستباحتكم دماء من يعكفون على حماية الوطن والسهر على أمنه متناسين أن الله ليس بغافل عما تعملون. وانتقل إلى سرد جزء من الواقعة، حيث أشار أنه عقب "استرجاع هيبة الدولة" بفض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، فقد تبادر إلى ذهن الجناة فكرة شيطانية بمحاصرة مركز شرطة كرداسة ، مُطلقين العنان لأنفسهم بقتل رجال الشرطة المتواجدين داخل المركز أنذاك، اللذين لم يطلقوا النار على الجناة، كى لا تتفاقم الأوضاع وتتساقط المزيد من الدماء، واصفاً ذلك الموقف بأنهم قد قابلوا الإساءة بالإحسان. وأكدت النيابة في مرافعتها أن الشهيد ضابط الشرطة "هشام شتا " والذي كان في نهاية عقده الثالث قبل أن تصعد روحه الطاهرة إلى بارئها، احتمى في أحد البيوت المجاورة للمركز بعد اشتعال الموقف طالباً من أصحابها الحماية بعد اقتحام مركز شرطة كرداسة وهو الطلب الذي وافق عليه أهالي المنزل فأمدوا الشهيد بجلباب أبيض ليرتديه زيادة للتمويه، قبل أن تحدث الخديعة من قبل عدد من الجناة بعد أن أوهموه بقدرتهم على توفير ممر آمن للهروب من الموقف الصعب الذي كان فيه ليسلموه بعد أن اطمأن لهم للمتهم "محمد فرج الغزلاني" الذي صوب عليه عياراً نارياً كان كافياً لإنهاء حياته . وانتقلت النيابة في مرافعتها لسرد واقعة استشهاد الضابط " عامر عبد المقصود " مؤكدةً ان تقرير الصفة التشريحية اثبت اصابة الشهيد بطعنات قاتلة الأمر الذي لا يدع مجالاً للشك بان حيازة المتهمين لأسلحة بيضاء لم يكن بغرض الإرهاب او الإصابة بل كان لغرض القتل وازهاق الروح , لافتاً الى قيام المتهم " اشرف طنطاوي " بتقييد المجني عليه بسيارته والتجول به في منطقة كرداسة لإذلاله والإمعان في اهانته قبل ان يلفظ الشهيد انفاسه الأخيرة ليقوم الجاني بعد ذلك برمي جثمان المجني عليه في الطريق العام. كما ذكر ممثل النيابة واقعة اقتياد نائب مأمور شرطة كرداسة عامر محمد عبد المقصود بواسطة الجناة الى منطقة ناهيا ، بعدما قاموا بسحله من يديه وكأنه اسير حرب. وانتهت مرافعة النيابة العامة والتي أكد خلالها أنهم استبعدوا 145 متهماً من أمر الإحالة لعدم كفاية الأدلة، مشدداً أن هدف النيابة العامة، تحقيق العدل وسيادة القانون