كجوك: طرح 3 استراتيجيات متوسطة المدى للدين والسياسات الضريبية والمالية العامة نهاية الشهر الجاري    البابا ليو الرابع عشر يتضامن مع غزة في يوم عيد الميلاد    تركيا تبدأ تحليل الصندوقين الأسودين للطائرة الليبية المنكوبة    أوكرانيا تعلن استهداف أكبر منشأة روسية لمعالجة الغاز في أورينبورج    تصعيد الصراع العسكري والإنساني.. آخر تطورات الأوضاع في السودان    بمشاركة حجازي.. نيوم يهزم النجمة في الدوري السعودي    السيطرة على حريق بمحل ملابس فى الخصوص    إصابة 7 أشخاص في حادث انقلاب سيارة نصف نقل بالطريق الصحراوى في البحيرة    دهس طفل تحت عجلات ميكروباص فوق كوبري الفيوم.. والسائق في قبضة الأمن    نهال عنبر تفجر مفاجأة عن طلاق نجلها لزوجته    رئيس شعبة المصورين الصحفيين: صاحب واقعة ريهام عبدالغفور لا يعمل بصحيفة أو موقع    تعيين محمد حلمي البنا عضوًا بمجلس أمناء الشيخ زايد    أخبار كفر الشيخ اليوم.. إعلان نتائج انتخابات مجلس النواب رسميًا    ضياء رشوان: نتنياهو يريد تجنب الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة    ستة منتخبات تصنع المفاجأة وتُحافظ على شباكها نظيفة في افتتاح أمم إفريقيا 2025    تراجع جماعي لمؤشرات البورصة بختام تعاملات اليوم الخميس    نجاح عالمي للمعارض السياحية الخارجية وقرارات جديدة لتعزيز تجربة الزائر    هي تلبس غوايش وأنا ألبس الكلبش| انفعال محامي بسبب كتابة الذهب في قائمة المنقولات    «مؤسسة محمد جلال الخيرية» تكرم أكثر من 200 حافظة وحافظ للقرآن الكريم    بعد قرار البنك المركزي بخفض الفائدة.. خبراء: ينعش أسواق المال ويعيد توجيه بوصلة المستثمرين    جراحة دقيقة بمستشفى الفيوم العام تنقذ حياة رضيع عمره 9 أيام    أخصائي يُحذر: نمط الحياة الكارثي وراء إصابة الشباب بشيخوخة العظام المبكرة    ختام مبهج ل «الأقصر للتحطيب»    خبير تشريعات: جولة الإعادة أكدت صعود المستقلين وبروز ملامح البرلمان الجديد    بعد عام من الانفصال.. طلاق شريف سلامة وداليا مصطفى    جمارك السلوم تحبط محاولة لتهريب كمية من البذور الزراعية الموقوف تصديرها    العائلة المصرية في برلين: مشاركة إيجابية للجالية المصرية في انتخابات «النواب»    كيف نُصلِح الخلافات الزوجية بين الصم والبكم؟.. أمين الفتوى يجيب    خبير: صناعة التعهيد خلقت فرص عمل كبيرة للشباب وجذبت استثمارات أجنبية لمصر    "إسماعيل" يستقبل فريق الدعم الفني لمشروع تطوير نظم الاختبارات العملية والشفهية بالجامعة    برلمانية: الاستحقاق البرلماني الأخير يعكس تطورًا في إدارة العملية الانتخابية    نائب محافظ الجيزة يتفقد المراحل النهائية لتشغيل محطة رفع الصرف الصحى بدهشور    الجزائرى محمد بن خماسة آخر عقبات الإسماعيلى لفتح القيد في يناير    اتحاد الكرة يحذر من انتهاك حقوقه التجارية ويهدد باتخاذ إجراءات قانونية    وزير الخارجية: التزام مصر الراسخ بحماية حقوقها والحفاظ على استقرار الدول المجاورة    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    صندوق التنمية الحضرية يعد قائمة ب 170 فرصة استثمارية في المحافظات    إزالة مقبرة أحمد شوقي.. ماذا كُتب على شاهد قبر أمير الشعراء؟    جامعة بدر تستضيف النسخة 52 من المؤتمر الدولي لرابطة العلماء المصريين بأمريكا وكندا    بشير التابعي يشيد بدور إمام عاشور: عنصر حاسم في تشكيلة المنتخب    البابا تواضروس يهنئ بطريرك الكاثوليك بمناسبة عيد الميلاد    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    التفاصيل الكاملة لافتتاح المركز النموذجي بالغرفة التجارية بالقليوبية    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    كرة طائرة - بمشاركة 4 فرق.. الكشف عن جدول نهائي دوري المرتبط للسيدات    شوبير يكشف موقف "الشحات وعبد القادر" من التجديد مع الأهلي    الصحة تعلن اختتام البرنامج التدريبي لترصد العدوى المكتسبة    ضبط 14 ألف و400 صاروخ ألعاب نارية تحت التصنيع وكمية من فتيل الصواريخ محظور تداولها بالأسواق بالفيوم    فحص نحو مليون من ملفات جيفرى إبستين يثير أزمة بالعدل الأمريكية.. تفاصيل    عبد الحميد معالي ينضم لاتحاد طنجة بعد الرحيل عن الزمالك    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية بمحافظة الدقهلية    لليوم الثاني.. سفارة مصر بإيران تواصل فتح لجان التصويت بجولة الإعادة للدوائر ال19 الملغاة    أمن القليوبية يكشف تفاصيل تداول فيديو لسيدة باعتداء 3 شباب على نجلها ببنها    وزيرا «التضامن» و«العمل» يقرران مضاعفة المساعدات لأسر حادثتي الفيوم ووادي النطرون    سحب رعدية ونشاط رياح.. طقس السعودية اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025    إسرائيل تمطر "سد المنطرة" بريف القنيطرة في سوريا بالقنابل (فيديو)    أحمد سامي يقترب من قيادة «مودرن سبورت» خلفًا لمجدي عبد العاطي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإرهاب يختار حوار الرءوس المقطوعة ويرفض مبادرات الصلح
نشر في النهار يوم 09 - 09 - 2014

من قطر الراعى الرسمى للإخوان أصدر محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان، والهارب فى الدوحة بيانا مثيراً للجدل أعلن فيه رفض جماعة الإخوان لمبادرات الصلح المطروحة وآخرها مبادرة محمد العمدة والتى هى أصلاً لم تجد من قبلها شعبياً أو رسمياً كغيرها من المبادرات السابقة، لم يكتفِ محمود بذلك لكنه طالب أعضاء الجماعة وأنصارها باستمرار التصعيد فى مصر. وقال حسين فى بيانه: إن من ينسب نفسه للجماعة يجب أن يكون هذا نهجه وتلك سيرته، فإن دعا إلى غير ذلك أو اختط لنفسه نهجا غير نهج الجماعة فهو ليس من الجماعة "الإخوان" وليست الجماعة منه مهما أدى أو قال. وأضاف بقوله: "نعلن رفض جماعة الإخوان المبادرات المطروحة حاليا ولن نكون طرفا فى أى طرح لا يترتب عليه إنجاز حل شامل. وزعم أن جماعة الإخوان شاركت فى وضع رؤية شاملة لإنقاذ الوطن وتقديم حل متكامل وعادل وخارطة طريق وطنية ضمن الرؤية الإستراتيجية التى أصدرها التحالف الداعم للإخوان فى نوفمبر 2013، وهى فى تدارس وتشاور دائم مع شركاء الثورة والوطن لكل ما يستجد على الساحة فى ضوء ثوابت ومبادئ الحراك الثورى وتحولات الوضع الإقليمى والدولى. ودعا محمود حسين من قطر إلى المزيد من التصعيد فى الشارع مما يؤكد أن الجماعة وحلفاءها قررت السير فى طريق العنف إلى أبعد مدى وتوافق مع هذا البيان ظهور حوار الرءوس المقطوعة الذى انتقل من داعش فى العراق إلى الدواعش الجدد فى مصر بسيناء ... النهار تفتح الملف والتفاصيل فى السطور التالية ...
العثور على 9 جثث فى سيناء برءوس مقطوعة.. وإعلان جماعة أنصار بيت المقدس مسئوليتها عن هذه الجريمة خبر يجب ألا يمر مرور الكرام.. هل تحول قطع الرءوس إلى موضة بين الجماعات الإرهابية لتصبح الطريقة الداعشية فى الإرهاب هى السائدة وهل هناك رسائل معينة تريد بيت المقدس إرسالها من هذه الصور وهل سينجح أسلوب قطع الرءوس فى إرهاب الشعب المصرى أو تفتيته كما حدث فى العراق أو سوريا ..؟
بيت المقدس الإرهابية تلجأ إلى بث الرعب بين القبائل فى سيناء
فى شمال سيناء حيث تستمر الحرب ضد الإرهاب وزع الإرهابيون منشوراً باسم جماعة أنصار بيت المقدس أعلنت خلاله مسئوليتها عن ذبح 9 أهالى متضمنا تهديدا ووعيدا لقبائل سيناء جاء فيه:
اإلى كل من تعامل مع الموساد الإسرائيلى من قبيلة الترابين والسواركة والرميلات وغيرها من القبائل، أولا اعلموا أن المجاهدين قادرون بفضل الله على الوصول إليكم فى أماكنكم فى الوقت الذى يريدون، وأن كل أخبار جواسيس اليهود وشبكات التجسس معلومة لدى المجاهدين، ووالله إنه لا يمنعنا عن الوصول إليكم الآن إلا حرصنا على توبتكم ولو أتيتم تائبين نادمين معترفين على ما فعلتموه فلن تجدوا منا إلا العفو والصفح»، حسبما جاء فى المنشور.
وأشار المنشور إلى من تم ذبحهم بالقول وإن تماديتم فى هذا الطريق فإن مصيركم الذبح، واعتبروا بمصارع هؤلاء الخونة الآتية أسماؤهم وهم: منيزل التيهى، الزغلول، لافى إبراهيم الأطرش، خالد محمد أبوجهينى، السيد سلامة سليمان أبو صيبع، أحمد أبو جبرة الغوانمة، رامى البراوى أبو رقيبة، سليمان سالمان الأغر أبو ناموس حسب البيان......
وهو ما طرح السؤال هل ستسير جماعة أنصار بيت المقدس على نهج الدولة الإسلامية داعش، فى مجال العمليات الوحشية مثل الإعدامات الجماعية وقطع الرءوس مثلما حدث فى الآونة الأخيرة للصحفيين الأمريكيين جيمس فولى وستيفن سوتلوف.
ثمة تقارير مهمة كشفت مؤخراً عن تدريب «داعش «لأعضاء بيت المقدس أخطر جماعة متشددة فى مصر وأشارت التقارير إلى أنه إذا نجحت داعش فى مد نفوذها إلى مصر فإن ذلك سيدق أجراس الخطر فى القاهرة التى يواجه السلطات فيها بالفعل تحدٍ أمني من جماعات متشددة تكونت بالداخل.
وذكر أحد هذه التقارير تصريحا لأحد القادة بجماعة أنصار بيت المقدس جاء فيه أن تنظيم داعش قدم للجماعة توجيهات بشأن كيفية العمل بشكل أكثر فاعلية ويعلموننا كيف نقوم بالعمليات ويتم التواصل عبر الإنترنت وإذا كانوا لا يعطونا سلاحا أو مقاتلين لكنهم يعلموننا كيف نشكل خلايا سرية يضم كل منها خمسة أعضاء.
أما الشيخ أشرف سعد الباحث فى الشئون الإسلامية وأمين عام اتحاد علماء الصوفية فيرى أن هذه الجرائم البشعة والصورة المفزعة التى تصدرها جماعات الإرهاب هى أولا رسائل للتنظيمات العالمية التى تدعمها ماديا وتنظيميا لكى تدفع اكثر مشيرا إلى أن يد الغرب وخاصة أمريكا لا تبتعد عن تشكيل هذه التنظيمات لغرض معين ثم تقضى عليها بعد تحقيق الهدف منها كما تفعل الآن أمريكا مع داعش فى العراق .
ويضيف سعد أن الأمر مختلف فى مصر خاصة وأن التنظيمات الجهادية والإرهابية فى مصر تتسم بالغباء لأنها لا تدرك طبيعة الشعب المصرى فمصر ليست مثل العراق أو سوريا أو غيرها من الدول التى قامت على تلاحم طوائف متنافرة من الشعب وبالتالى يسهل تفتيتها بعكس الشعب المصرى الذى يتميز بالوحدة والنسيج الواحد بفضل الأزهر الشريف ودوره حتى فى تعاملاتنا مع الإخوة المسيحيين فيحكمنا مبدأ المواطنة والشراكة فى الوطن الواحد, وإذا كان هناك جزء صغير ينتمون إلى الإخوان أو الجماعات التكفيرية أو الجهادية وخرجوا عن هذا السياق فهذا لن يؤثر على تماسك ووحدة الشعب الذى ينبذ العنف خاصة إذا كان على أساس دينى .
ويشير سعد إلى أن الجماعات الإرهابية تراجعت فى سيناء بشكل كبير فى ظل العمليات العسكرية والأمنية التى يقوم بها الجيش. ومعروف أنه كلما قلت قدرة الجماعة الإرهابية على الحشد والتظاهر فى الشارع كلما زادت رغبتها فى ارتكاب العنف مما زاد من عداء الشعب لهم .
اللواء عماد أبو الفتوح الخبير الأمنى يقول إن مثل هذه الجرائم تثير الغضب والفزع لاسيما هذا النهج فى القتل، فضلاً عن أنه يدل على تحول خطير فى استراتيجية الإرهاب، يهدف فى الأساس إلى بث الرعب فى نفوس أهالى سيناء، وإجبارهم على عدم التعاون مع الأجهزة الأمنية ضد هذه الجماعات الإرهابية وأشار أبو الفتوح إلى أن الاغتيال عن طريق قطع الرءوس أسلوب إجرامى بالغ البشاعة والأكثر من ذلك أن مرتكبيه يتكلمون باسم الاسلام ويدعون الانتماء للاسلام مما يسيء ويشوه العقيدة الاسلامية, ولذا على الجهات الأمنية اتخاذ مواقف جادة وحاسمة مع مرتكبى هذه الجرائم.
ويرى أن محاكاة بيت المقدس لأسلوب داعش فى الذبح للضحايا وقطع رءوسهم يعنى أن هناك قنوات اتصال بين هذه الجماعات الإرهابية التى تعمل على إثارة الفزع والرعب وعلى الأجهزة الأمنية الكشف عن قنوات الاتصال بين هذه الجماعات وما تتلقاه من دعم مادى أو تدريبى من الخارج .
وعلى الجانب الآخر يرى اللواء أبو الفتوح أن الاعلام يساهم بشكل كبير فى تحقيق أهداف ومخططات تلك الجماعات فى نشر الفزع والرعب عن طريق إعادة بث الفيديوهات والصور البشعة للجرائم التى يرتكبونها مما يؤثر سلبا على الصحة الأمنية للمجتمع ولذا على أجهزة الإعلام الالتفات إلى هذه النقطة.
منذ عزل محمد مرسى فى 30 يونيو 2013 والمبادرات التى تدعو إلى المصالحة ويطلقها عدد من السياسيين وأنصار الإخوان أو المحسوبين عليهم لا تنقطع .. وإذا كان الهدف واضح هو إعادة إدماجهم فى المجتمع المصرى فإن الغريب فى الأمر أن نغمة المصالحة التى تنطلق من وقت لآخر يصاحبها نغمة العنف وأصوات الانفجارات وأعمال التخريب والقتل التى لا تنقطع أيضا وبالتالى فلا عجب أن تنتهى المبادرة تلو الأخرى بالفشل الذريع.. إنها نغمة الصلح المكذوب من مبادرة أحمد كمال أبو المجد وحتى محمد العمدة مرورا بالعديد من مبادرات لم ينجح أحد. والسؤال هو ما الهدف الحقيقى من هذه المبادرات التى تلقى رفضا كبيرا من الشعب قبل القوى السياسية؟
وكان آخر تلك المبادرات ما طرحها البرلمانى السابق محمد العمدة عقب خروجه من السجن وتطالب بضرورة المصالحة الوطنية مع الإخوان لتصحيح المسار الحالى المليء بالتوترات.
وتركزت المبادرة على عدة نقاط أهمها العودة إلى المسار الديمقراطى والاعتراف الكامل وبشرعية الجماعة ورفع الحظر عنها وسائر الجماعات الإسلامية .
واعتبار فترة رئاسة السيسي كمرحلة انتقالية، يتعاون فيها الجميع لرسم معالم الدولة، ولإجراء التفاهم بين الجيش وجماعة الإخوان، ووضع آلية لتعديل الدستور الجديد، وقانون الانتخابات البرلمانية، وإلغاء قانون التظاهر أو تعديله، وأيضا إعادة حقوق الشهداء والقصاص لمن سقط منذ 25 يناير وحتى الآن..
لم تكن مبادرة العمدة هى الأولى فقد سبقها العديد من المبادرات التى بدأت منذ عزل محمد مرسى .فى يوليو 2013 كانت أولى المبادرات التي طرحها الدكتور محمد سليم العوا المرشح السابق فى انتخابات الرئاسة والمستشار طارق البشرى رئيس لجنة التعديلات الدستورية مارس 2011 بهدف العودة إلى المسار الديمقراطى .
وتضمنت مبادرة العوا، دعوة الوزارة المؤقتة برئاسة حازم الببلاوي لانتخابات مجلس النواب خلال 60 يومًا، يشكل بعدها وزارة دائمة، ثم إجراء انتخابات رئاسية، وتفويض رئيس الجمهورية سلطاته الكاملة لوزارة مؤقتة جديدة يتم التوافق عليها في أول جلسة سياسية، ثم تدعو الوزارة المؤقتة في أول اجتماع لها لانتخابات مجلس النواب خلال 60 يومًا، وبعد الانتخابات تشكل وزارة دائمة، على أن يتحدد بعد ذلك إجراءات انتخابات رئاسية وفقًا للدستور، ثم إجراء التعديلات الدستورية المقترحة.
وأعلنت الإرهابية ترحيبها بالمبادرة كإحدى خطوات الخروج من الأزمة، والحفاظ على الشرعية الدستورية، بينما رفضتها القوى السياسية والحزبية..
وفى أكتوبر 2013 عرض الدكتور أحمد كمال أبو المجد، أولى مبادراته للصلح مع الإخوان والحكومة، شملت بنودها الإفراج عن سجناء الإخوان وإيقاف حالة الطوارئ وحقن الدماء والإبقاء على دستور 2012، مع التأكيد على حاجته للتعديل، والمساواة بين جميع المصابين والشهداء..
لقيت هذه المبادرة الرفض التام من جانب الأحزاب السياسية، وفشلت فشلاً ذريعًا، بسبب تمسك قيادات الإخوان بمطالبهم، ورفض الانصياع لقرار الشعب والتمسك بإعادة الرئيس المعزول محمد مرسى، إلى الحكم مرة أخرى، ورغم ذلك لم ييأس دكتور أبو المجد وخرج بتصريحه عن مبادرة ثانية، لم يعلن تفاصيلها حتى الآن.
بعدها بأيام قليلة خرج علينا الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بمبادرة للمصالحة بعيدًا عن الحلول الأمنية للواء محمد العصار، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة تحت مسمى خارطة إنقاذ الوطن من محنته ولم تلق أيضا أى نجاج.».
وفى نفس الشهر تقريبا طرح الشيخ مرجان سالم القيادى بالسلفية الجهادية مبادرة جديدة للخروج من الأزمة تتلخص فى التنازل عن المطالبة بعودة مرسى لمنصبه مقابل وقف السلطات لحملة الاعتقالات فى صفوف الرافضين لثورة يونيو.
وفى فبراير 2014 أعاد الدكتور نافعة مبادرة أخرى تتضمن تشكيل لجنة حكماء للاتفاق على مبادئ عامة يلتزم بها جميع الأطراف وتعيين وسيط محايد لإجراء المفاوضات والاتصالات اللازمة لترجمة المبادئ المتفق عليها وتحويلها إلى برنامج يطبق على أرض الواقع.
كما تتناول المفاوضات التوصل لهدنة من أجل وقف المظاهرات والاحتجاجات والقصف الإعلامى المتبادل والإفراج عن القيادات التى لم تتورط فى جرائم والبحث عن آلية تضمن مشاركة الجميع فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية وتشكيل لجنة تقصى حقائق للبحث فى أحداث العنف منذ 25 يناير, ولقيت هذه المبادرة نفس مصير سابقتها من الفشل.
الفرصة الأخيرة محاولة إنقاذ طرحتها حمائم الجماعة ودمرتها صقورها
وفى مارس 2014 أعلن تحالف شباب الإخوان المنشقون عن مبادرة الفرصة الأخيرة تتلخص المبادرة فى مرونة كل الأطراف وتقديم تنازلات بحيث يتنازل تحالف دعم الشرعية عن عودة مرسى مقابل تراجع السلطة الحاكمة عن الاعتقالات العشوائية والإفراج عن المعتقلين وتضمنت المبادرة 8 بنود أهمها:
الإفراج عن قيادات الإخوان ما لم يثبت صحة تورطهم وعدم حل حزب الحرية والعدالة، وفك إجراءات الحراسة على المقرات، ووسائل الإعلام، وتدشين وثيقة تحظر العنف من جانب الدولة، والعكس، وتوقف الحكومة عن تنفيذ الحكم القاضي بمصادرة أموال وممتلكات تنظيم الإخوان.
وفى المقابل، ضرورة اعتراف التنظيم بخارطة الطريق وما ترتب عليها، وتقديم اعتذار للشعب المصري، وإعلان التنظيم أنه سيشارك في الحياة السياسية بصورة دستورية، والتنازل عن أي قضايا تخص الشأن المصري بالخارج.
إضافة إلى تشكيل لجنة من الحكماء والعقلاء فى مصر للتوسط بين الطرفين للجلوس على مائدة الحوار، وتصفية الخلافات والوصول إلى حل للأزمة.
وفى يوليو 2014 قال الدكتور أحمد كمال أبو المجد إنه بصدد الإعلان عن مبادرة جديدة بعد أن أصبحت الجماعة فى مركز ضعف وفقدت شعبيتها فى الشارع ولم تعد قادرة على حشد المواطنين وحتى الآن لم يكشف دكتور أبو المجد عن تفاصيل مبادرته الثانية .
وفى أغسطس 2014 أعلن الإخوان المنشقون عن عرضهم مبادرة للصلح على الرئاسة وقال عمرو عمارة منسق ما يسمه ائتلاف شباب التيار الإسلامى أنه سيقدم المبادرة التى أعدها الائتلاف للصلح بين الدولة وجماعة الإخوان إلى رئاسة الجمهورية للتعرف على موقفها.
وأضاف «عمارة»: «هناك عدة أمور سيتم طرحها على الرئاسة، بينها تقديم رؤية وإستراتيجية حول كيفية إنقاذ شباب التيار الإسلامى من الفكر التكفيرى، وإبعاده عن مظاهرات العنف التي تتواصل في عدد من الميادين، وحمايته من الانضمام للجماعات الإرهابية في الخارج، وسنبحث مع الرئاسة الدور الذي يمكن أن تلعبه حكومة المهندس إبراهيم محلب في إجراء المصالحة الوطنية وآليات تنفيذها».
وتابع أنه سيوجه دعوة عامة إلى النقابات وكل الحركات السياسية للمشاركة في المبادرة التي وصفها بأنها «عمل وطنى عظيم»، ودعا جميع الأطراف إلى «الإسراع بالتحرك لوقف نزيف الدماء في شوارع وميادين مصر، وحماية مستقبل البلاد، وإنقاذها من المخاطر التي تحيط بها من كل الاتجاهات».
في السياق نفسه، قالت مصادر قيادية ب«التحالف الوطنى لدعم الشرعية» إن التحالف يحاول التقارب مع قوى سياسية وثورية للتعرف على مواقفهم من المبادرة ومدى جدية الدولة في تنفيذ بنودها. وأضافت: «نرهن موقفنا بما ستقوله الرئاسة ل(عمارة)، ونتعامل بجدية مع المبادرة، لكننا لا نجد نفس المرونة من جانب الدولة، أو نشعر بتحركات رسمية مسئولة نحو المصالحة التي أصبحت سبيل النهوض بالبلاد، وإخراجها من كبوتها الحالية».
وحتى الآن لم نجد صدى حقيقيا لهذه المبادرة التى لا تفرق كثيرا عن سوابقها فى كونها محاولات فاشلة لإعادة الجماعة إلى المجتمع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.