"الفشل" عنوان يستدل عليه، كل من يبحث عن نتائج مبادرات المصالحة مع تنظيم الإخوان الإرهابي، حيث تعددت المبادرات وتعدد أصحابها، ما بين ممثلين للتيار الإسلامي وخارجه ولكن تشابهت النتائج. كان "الفشل" نتيجة لجميع المبادرات التى دعت للمصالحة الوطنية، والتي يتمحور معظمها حول عودة جماعة الإخوان وأنصارها إلى الحياة السياسية مرة أخرى بعد أن سقط النظام الإخواني برئاسة محمد مرسي عقب ثورة 30 يونيو، بعدما رفضتها القوى السياسية المدنية والقوى المجتعية من جانب ورفض الإخوان لها لعدم تضمنها عودة رئيسهم المعزول محمد مرسي من ناحية أخرى. وأبرز هذه المبادرات مبادرة الشيخ عبود الزمر عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، والدكتور أحمد كمال أبو المجد، والدكتور حسن نافعة، والدكتور سليم العوا، وأخيرا مبادرة البرلمانى السابق وعضو حزب الحرية والعدالة الإخواني محمد العمدة، الذى أعلن عن مبادرته بعد إخلاء سبيله على ذمة قضية "أحداث بين السرايات". الزمر... "7 / 7 / 2013" مثلت مبادرة الشيخ عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية مفاجأة من العيار الثقيل، لكل الإسلاميين، بعدما خرج ليعترف أن مرسي لا ولاية له. وتمثلت مبادرته للمصالحة الوطنية بين الدولة والإخوان فى أربع مراحل تبدأ بمرحلة تهدئة لا تسيل فيها دماء ولا تحدث أي اعتداءات، وتمهد الطريق فى المرحلة الرابعة إلى التوصل إلى حل أساسه التوازن بين الجيش المصرى والإخوان، يقدم كل طرف فيها تنازلات. واعتبر حزب النباء والتنمية الذراع السياسي للجماعة الإسلامية مبادرة "الزمر" بالكلام الذى لا محل له من الإعراب، حسبما قال المهندس أسامة حافظ، القيادي بحزب البناء والتنمية. https://www.youtube.com/watch?v=vWB7Dp0feCw أبو المجد.. "6/ 7/ 2013" أعلن المفكر الإسلامي الدكتور أحمد كمال أبو المجد عن جلوسه مع الثنائى محمد على بشر وعمرو دراج القياديين الإخوانيين اللذين لم يعتقلا للوصول إلى حل وسطى في الصراع بين الإخوان وبين الدولة والوصول إلى مبادرة للمصالحة الوطنية. وبالفعل نجح أبو المجد في الوصول إلى صيغة توافقية مع الجماعة للمصالحة الوطنية كان أبرزها وقف تصعيد الجماعة ونبذها للعنف في مقابل هدنة مع الدولة وعدم اعتقال قيادات الإخوان وهدنة أخرى مع الإعلام، على أن تستمر المفاوضات في تلك الأثناء دون أن تتضمن عودة مرسي بل الإفراج عنه فقط. كادت المبادرة أن تنجح لولا تدخل خيرت الشاطر الذي أعطى أوامره لبشر ودراج بالتوقف عن التفاوض مع أبوالمجد والإصرار على الشروط السابقة بعودة مرسي رئيسا لمصر ومحاكمة من أسماهم بقادة الانقلاب العسكري. فيما قالت جبهة الإنقاذ الوطنى، آنذاك، إن فكرة التصالح مع الإخوان فى هذه الفترة من شأنها إرباك المشهد السياسى، مشيرة أن الشعب قرر خارطة طريق أشرفت عليها القوات المسلحة فى التطبيق وعلى الجميع الالتزام بها وفق مطالب الشعب وليست وفق رؤى أحزاب وجماعات غير شرعية وبحكم القضاء غير موجودة فى الشارع المصرى. وعقب فشل تلك المبادرة آثر أبوالمجد عن المشهد وعدم الرد على وسائل الإعلام في ظل احتدام الصراع أكثر وأكثر إلا أنه فوجئ بتصريحات له بشأن مبادرة جديدة للمصالحة الوطنية إلا أنه نفى الأمر وأكد أن مصر في الوقت الراهن لا تتحمل أي مبادرات في ظل الصراع القائم والدماء التي أسيلت. https://www.youtube.com/watch?v=1sRUQgP51vc نافعة... "5/8/2014"، "4/2/2014".. قام الدكتور حسن نافعة بطرح مبادرة للمصالحة الوطنية إلا أنه هوجم بشدة بسبب إصراره على المصالحة مع جماعة إرهابية تحالفت مع الغرب والإرهاب لتدمير مصر، الأمر الذي أدى إلى تراجع "نافعة" قليلا قبل أن يعاود الظهور مرة أخرى في مبادرة من تحالف شباب الإخوان المنشقين بقيادة عمرو عمارة المنسق العام للتحالف الذي أعلن عن اشتراك الدكتور حسن نافعة معه في رسم خارطة مبادرة جديدة للمصالحة الوطنية تتضمن اعتراف الإخوان بثورة 30 يونيو مع تشكيل لجنة للمصالحة الوطنية من الأزهر والكنيسة وبرعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي للجلوس على مائدة التفاوض مع تحالف دعم مرسي، ويبدو أن المبادرة في طريقها للفشل أيضا في ظل استمرار العمليات الإرهابية الغاشمة التي ترتكب في حق مصر وتكبدها شهداء كثيرة يوميا من رجال الشرطة والجيش والمدنين. اقترح نافعة في إطار المبادرة "تشكيل لجنة حكماء محدودة العضوية تضم بعض كبار المفكرين, ويفضل أن تكون مطعمة ببعض صناع القرار, للاتفاق على مبادئ وقواعد عامة يتعين على جميع الأطراف الالتزام بها لتكون بمثابة بوصلة موجهة للسلوك ودليل عمل للمستقبل". وحدد أعضاء اللجنة على النحو التالي: الكاتب محمد حسنين هيكل رئيسًا، وتضم في عضويتها كلاً من المستشار طارق البشري، الدكتور محمد سليم العوا، الكاتب فهمي هويدي، الدكتور جلال أمين، الدكتور زياد بهاء الدين، الدكتور مصطفى حجازي، بالإضافة إلى الدكتور حسن نافعة. وتنص المبادرة على "تعيين وسيط محايد يحظى بقبول طرفي الصراع (قد يكون شخصًا واحدًا ولا يتعين أن يزيد عن ثلاثة أشخاص) تكون مهمته إجراء المفاوضات والاتصالات اللازمة لترجمة القواعد والمبادئ العامة التي تم الاتفاق عليها إلى آليات وبرامج زمنية لتفكيك وحل الأزمة تكون قابلة للتطبيق على الأرض". وحمل "نافعة" جماعة الإخوان فشل مبادرته التى طرحها، مشيرًا إلى أنه تلقى اتصالات من جانب بعض أحزاب التحالف تفيد بأنهم استطاعوا إقناع الإخوان بقبول المبادرة إلا أنه لم يصدر أى بيان للجماعة يؤكد ذلك. https://www.youtube.com/watch?v=8tPyaSyuSGA العوا... "27/7/2013" طرح الدكتور محمد سليم العوا المرشح السابق في انتخابات رئاسة الجمهورية، والمستشار طارق البشري الفقيه الدستوري ورئيس لجنة التعديلات الدستورية فى مارس 2011، مبادرة جديدة للمصالحة بين الإخوان والدولة. وقال الدكتور محمد سليم العوا، في مؤتمر صحفي أعلن فيه عن مبادئ مبادرته أنها تتضمن:- أولا: استنادا للمادتين من 141 و142 من الدستور يفوض رئيس الجمهورية سلطاته الكاملة، لوزارة مؤقتة جديدة يتم التوافق عليها في أول جلسة سياسية. ثانيا: تدعو الوزارة المؤقتة في أول اجتماع لها لانتخابات مجلس النواب خلال 60 يوما. ثالثا: بعد الانتخابات تشكل وزارة دائمة. رابعا: يتحدد بعد ذلك إجراءات انتخابات رئاسية وفقا للدستور. خامسا: إجراء تعديلات الدستورية المقترحة. ورفضت جميع القوى الوطنية هذه المبادرة، كما لم يكن هناك أي رد فعل حيال المبادرة من قبل جماعة الإخوان المسلمين الذين تمسكوا بالشرعية المتمثلة في عودة الرئيس السابق. https://www.youtube.com/watch?v=32RLT5mBTm4 العمدة... "30/8/2014" جاءت مبادرة العمدة فى ظل الظروف الراهنة التى تمر بها الجماعة الارهابية، من نبذ وكراهية الشعب لها، وذلك بعد بعد إخلاء سبيله على ذمة قضية "أحداث بين السرايات". وتضمنت عودة المسار الديمقراطي، وذلك بعد العودة إلى مربع الصفر وذلك برفع الحظر عن الإخوان المسلمين وسائر التيارات الإسلامية، واعتبار فترة رئاسة السيسي مرحلة انتقالية وعدم التنازل عن شرعية الرئيس محمد مرسي، وتحديد فترة انتقالية لتحقيق التصالح والتفاهم بين كل القوى السياسية والحركات الشبابية لوضع ميثاق الشرف للعمل السياسي، وإجراء التفاهم بين الجيش وجماعة الإخوان المسلمين، ووضع آلية لتعديل الدستور، بالإضافة إلى تعديل قانون الانتخابات البرلمانية وإلغاء قانون التظاهر أو تعديله، وتشكيل لجنة تقصى حقائق محايدة يرتضى بها ذووهم والأحزاب التى ينتمون إليها لتحدد المسئولين عن إراقة الدماء وتقديمهم للمحاكمة فيما أعتبر بعض السياسيون هذه المبادرة برسالة من قادة الاخوان فى السجون، "كلام فارغ"، وأن الشعب المصرى فى ثورة 30 يونيو حكم على جماعة الإخوان وكل العملاء بالخروج من العملية السياسية، ولن يسمح لهذا الفصيل أن يخوض الانتخابات المقبلة، لأنه حمل السلاح فى وجهه. https://www.youtube.com/watch?v=o1C2uMariJk