قالت صحيفة «صنداي تليجراف» البريطانية، أن تنظيم «داعش» أنشأ كتيبة نسائية من فتيات بريطانيات مهمتها محاربة السلوكيات العامة، وتفتيش النساء في نقاط التفتيش في مدينة الرقة السورية. وقالت الصحيفة -في تقرير لها عبر موقعها الإلكتروني- إن التنظيم أطلق على الكتيبة اسم «الخنساء» والتي تم إنشاءها في فبراير الماضي، مشيرة إلى وجود أكثر من فرع لها في ريف الرقة، وتستقطب عدد كبير من الأجنبيات اللائي يسعين للزواج أو التخلص من الملل. وأضافت أن «الجهاديات» البريطانيات يلعبن دورًا مهما في قيادة وتسيير أمور الكتيبة، حيث أن أغلبهن تركوا أحلامهن وأعمالهن سعيًا وراء تنظيم داعش، ضاربةً المثل ب«أم الليث»، الفتاة التي درست في مدرسة خاصة، وكانت تحلم بأن تصبح طبيبة وذلك قبل أن تنضم للتنظيم. وذكر «المركز الدولي لدراسة التشدد والعنف» في جامعة لندن، أنه حدد ثلاث فتيات أخريات يعملن في الكتيبة وهن أم عبيدة وأم وقاص وأم حارثة إلى جانب أم الليث. وأشارت الصحيفة إلى أن عمل نساء داعش مدبر جدًا وحديث أيضًا على الرغم من الأفكار المتشددة، مشيرة إلى أن ل«أم عبيدة» صلات مع السويد على ما يبدو، وتدير حسابًا خاصًا ل«كتيبة الخنساء»، حيث تتبادل النساء بعض العبارات التي توضح مدى تعلقهن ببعضهن وبالكتيبة مثلما وصفت أم وقاص بقية الفتيات ب«الأخوات» ومنهن من تعرف بكنية «أم فارس»، ووصلت للرقة في فبراير الماضي، ووضعت صورة لها على الإنترنت وهي ترتدي الحزام الناسف، وفق الصحيفة. وأوضحت أنه يتم اختيار البريطانيات، حسب المعلومات التي جمعها المركز، على أسس ومواصفات معينة وهي نشاطهن وحماسهن الشديد للخلافة وتطبيق النظام والقانون الذي تطبقه داعش. ونقل التقرير عن الباحثة في المركز، ميلاني سميث، التي تراقب نشاط الفتيات، أن المركز جمع معلومات عن 25 بريطانية في سوريا أعمارهن تتراوح ما بين 18- 20 عاما مؤكدةً أن هناك الكثيرات ممن يرغبن في السفر إلى هناك والانضمام للخنساء بعد مقتل جيمس فولي. وشرحت سميث طريقة اختيار عناصر الكتيبة؛ حيث يتم اختيارهن من فتيات غير متزوجات يلبسن الجلباب والنقاب، وتحصل كل واحدة على راتب شهري بقيمة 25 ألف ليرة سورية (100 جنيه استرليني)، مشيرة إلى أن «داعش» حدد مهمة الكتيبة بمراقبة السلوك العام وتطبيق الشريعة الإسلامية، وتفتيش النساء المنقبات على نقاط الحدود للتأكد من أنهن لسن من العدو، وأيضا تسيير دوريات في شوارع الرقة من أجل مراقبة حركة الناس، والتأكد من عدم وجود اختلاط بين الجنسين. ووصفت سميث، عمل الكتيبة قائلة: «هذه قوة شرطة لتطبيق الشريعة، وهي قوة لفرض النظام، ونعتقد أنها مزيج من فتيات بريطانيات وفرنسيات، ولكن تعتبر الفتيات البريطانيات الأكثر تحمسًا في تطبيق قوانين داعش في المنطقة، ولهذا السبب تم اختيار أربعة منهن على الأقل للعمل في وحدة الشرطة، ولذلك فإن البريطانيات هن من يدرن حسابات الكتيبة على وسائل التواصل الاجتماعي». وقالت سميث التي تراقب وسائل التواصل الإجتماعي لرصد ما إذا كان هناك نساء يذهبن لسوريا، إن هناك نشاطًا في السفر وعلى قاعدة يومية، مضيفة أنها: «رأت عددا من الحسابات على (تويتر) لفتيات ينتظرن العبور من تركيا إلى سوريا»، مؤكدةً أن ذهاب المرأة للقتال أصبح أسهل لعدم الشك بهن بأنهن ضد داعش فيتم قتلهن مثلما حدث مع فولي وستيفن. وأشارت «صنداي تليجراف» إلى أن السلطات الأمنية الأمريكية والبريطانية تعتقد أن كلا من فولي وستيفن سوتلوف قتلا في صحراء الرقة، ولهذا فربما كانت الفتيات البريطانيات يعرفن الشخص الذي ظهر في شريط قتلهما والمعروف باسم «الجهادي جون»، والذي يعتقد أن لكنته تشبه لكنة أهل لندن أو جنوب شرق إنجلترا لذا يسعون للانضمام للكتيبة. وتشير الصحيفة إلى أن بعض الفتيات يشعرن بالملل، ولهذا تمثل هذه الكتيبة فسحة للخروج والعمل أو نمط جديد للحياة على سبيل التجديد، لافتةً إلى أن بعض الجهاديات البريطانيات حسب المركز، أصدرن تهديدات ضد الغرب، واستعرضت بعض الأمثلة لذلك مثل خديجة داري من منطقة لويشام في جنوبلندن التي أرسلت تغريدة على تويتر ترحب فيها بقتل فولي، -بحسب الصحيفة-، وقالت إنها ستكون أول من سيذبح غربي في السجون السورية. أيضا قالت سالي جونز (45 سنة) من مقاطعة كينت، إنها اعتنقت الإسلام- وكتبت في تغريدة لإحدى نساء داعش مؤيدة لنظام الكتيبة: «كل ما يحتاجه المسيحيون هو سكينة حادة تقطع رؤوسهم وتعلق على أعمدة الرقة.. تعالوا إلى هنا وسأفعلها لكم». وأفاد التقرير بأن السبب الرئيسي لسفر بعض الفتيات إلى سوريا هو الزواج من أحد المقاتلين تكون تواصلت معه عبر مواقع التواصل الإجتماعي، حيث قال الباحثون إن كلا من زهرة وسلمى هلاني اللتين هربتا من بيتهما في مدينة مانشستر تزوجتا من مقاتلين، مثلما حدث مع جهادي هولندي اسمه «يلماز» الذي كان له الكثير من المعجبات على حسابه، حيث تلقى عروض زواج كثيرة من فتيات أجنبيات ولكنه تزوج قبل عدة أشهر.