أكد السفير السودانى عبد المحمود عبد الحليم مندوب السودان الجديد لدى الجامعة العربية عمق العلاقات بين بلاده ومصر مشددا على حرص السودان على تنمية هذه العلاقات فى المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. واعتبر السفير عبد المحمود فى أول حوار له بعد توليه مهامه كسفير لدولة السودان بالقاهرة ومندوب لها لدى الجامعة العربية أن تدشين المعبر البرى " قسطل أشكيت البري "بأنه حدث نوعي فى تاريخ العلاقات الاقتصادية والتجارية والإنسانية الاجتماعية بين مصر والسودان وتطور هام يصب فى مصلحة تطوير العلاقات الاستثمارية والتجارية والاقتصادية بين البلدين واستعرض عبد الحليم آفاق التعاون المصرى السودانى خلال الفترة المقبلة.. وإلى سياق الحوار . * بداية كيف ترى آفاق التعاون بين مصر والسودان خاصة فى ظل تدشين مشروعات جديدة بين البلدين ممثلة فى الطريق البرى "قسطل أشكيت البري" ؟ لا شك أن هناك حراكا إيجابيا ومتقدما بين مصر والسودان وأن فتح المعبر البرى " قسطل أشكيت " هو الحدث الأول من نوعه فى تاريخ العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية والاجتماعية بين البلدين الشقيقين وهو تطور هام يصب لصالح تطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين وهناك اتصالات موسعة بين القيادتين فى مصر والسودان ولاشك أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للسودان مؤخرا كانت مهمة للغاية وتم خلالها بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك وهناك زيارة متوقعة للرئيس عمر البشير إلى مصر قريبا بناء على دعوة القيادة المصرية ونعتقد أنها ستحقق التطلعات التى يصبو إليها الجانبان. كما أنه من المقرر أن تجتمع اللجنة العليا بين مصر والسودان قريبا فى القاهرة برئاسة النائب الأول لرئيس الجمهورية فى السودان وكذلك رئيس وزراء مصر إبراهيم محلب وكل ذلك حراك إيجابى يدعم مسيرة العلاقات التاريخية والأزلية بين البلدين الشقيقين. * وكيف ترى انعكاسات الطريق "قسطل- أشكيت" على حجم التبادل التجارى وحركة الأفراد ؟ هذا الطريق سيحقق نهضة فى مسيرة العلاقات السودانية المصرية لأنه سيعمل ليس فقط على تعزيز علاقات التواصل والجوار الإنسانى والاجتماعى بين مصر والسودان فحسب وإنما سيكون له تبعات اقتصادية وتجارية واستثمارية كبيرة وسيفتح الأسواق الإفريقية أمام الصادرات المصرية، كما سيفتح الصادرات السودانية لمصر ودول أوروبا وسيخفض التكلفة ويسهم إجمالا فى تسهيل حركة النقل والبضائع والمواطنين ولذلك لدينا تفاؤل كبير بالتطور الذى تم والذى سيكون علامة بارزة على مسار التعاون بين البلدين والشعبين الشقيقين. * وماذا عن اجتماعات اللجنة الثلاثية التى تضم مصر والسودان وإثيوبيا فيما يخص ملف حوض النيل؟ لدينا تفاؤل والاجتماع الذى عقد فى الخرطوم مؤخرا بين وزراء الرى والمياه فى الدول الثلاث "مصر والسودان وإثيوبيا" كان اجتماعا ناجحا وأصدر بيانا بموافقة الدول الثلاث حول الإجراءات التى سيتم اتباعها بمساعدة الجهة الاستشارية الدولية، وتأسيا بقاعدة لا ضرر ولا ضرار ونحن نثق تماما أن مياه النهر لا بد أن تكون ساحة للتعاون وليست ساحة للصراع. * وهل ستواصل اللجنة اجتماعاتها خلال الفترة المقبلة ؟ - بالفعل وهناك خارطة طريق واضحة جدا فى أعقاب البيان الصادر عن اجتماعات الخرطوم وستكون هناك جداول زمنية لمواصلة التشاور بشأن الموضوعات المطروحة بشكل واضح وصريح. * فى ضوء الاتصالات المتبادلة بين القيادتين المصرية والسودانية هل تحدد موعد زيارة الرئيس البشير لمصر ؟ - كانت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للسودان هامة للغاية توقيتا ومضمونا وتم خلالها إجراء مشاورات موسعة بين القيادتين فى مصر والسودان حول القضايا ذات الاهتمام المشترك واتبعت مصر ذلك بتقديم الدعوة لرئيس الجمهورية عمر حسن البشير لزيارتها فى أقرب الآجال، ونحن نثق فى أن هذا التواصل الكبير بين القيادتين فى مصر والسودان سيكون له آثار إيجابية وقوية فى دعم العلاقات التاريخية والأزلية بين البلدين . * يواجه الحوار الوطنى فى السودان بقوى المعارضة التى وقعت مؤخرا وثيقة فى الخارج تعتبرها الأشمل فهل يؤجج ذلك الصراع على السلطة ؟ - الحوار الوطنى مقصود به فى الأساس توطين الحلول السودانية ونحن لا ننتظر خيرا من حلول لأزماتنا فى السودان تأتى عبر الحدود ، ونؤكد أن الحوار الوطنى قصد به استجماع الإرادة الوطنية وتوطين الحلول السودانية من الداخل بواسطة السودانيين أنفسهم ولذلك نثق تماما فى أن هذا الحراك الذى بدأ هو الحوار الوطنى الذى يرعاه ويتبناه رئيس الجمهورية وطرحه على الأحزاب السياسية التى تنخرط الآن عبر الآليات المختلفة لإنجاح هذا الحوار والذى سيقودنا إلى إحداث التوافق السودانى المطلوب وحل ما يطرأ من خلافات داخل السودان بواسطة أبناء السودان أنفسهم. * هناك من يؤجج الصراع بين مصر والسودان خاصة ما يتعلق بمنطقة حلايب وشلاتين وكذلك دخول مسلحين عبر الحدود ؟ - نحن نرى أن أى قضايا بين مصر والسودان يمكن أن تحل عبر الحوار فالقضايا بين مصر والسودان مكانها الطبيعى طاولة الحوار ونثق فى حكمة القيادتين والشعبين فى حسم وتجاوز كافة الخلافات وما يطرأ عليها أيا ما كان . * علاقات جنوب السودان مع إسرائيل وخاصة التعاون المائى ألا تهدد الاستقرار فى مصر والسودان ؟ - نحن نتبع قاعدة لا ضرر ولا ضرار ونسعى لأن يكون النهر موئلا للتعاون بين الدول وليس للصراع .. أما مسألة المخاوف فلابد من مناقشتها عبر مصر وجنوب السودان. * وكيف ترى أهمية الاجتماع المرتقب لوزراء الخارجية العرب، خاصة وأن السودان أحد أهم البنود المطروحة ؟ لقد ناقشت مع الأمين العام للجامعة العربية التحضيرت الجارية لهذه الدورة المهمة للوزارى ال142 وتطورات الأوضاع الراهنة فى المنطقة العربية بشكل عام علاقات التعاون بين السودان والجامعة العربية والدور الذى تقوم به دولة السودان فى إطار التعاون العربى المشترك، وتم التأكيد على أهمية مواصلة الدعم الذى تقدمه الجامعة العربية للسودان وفقا للقرارات والتعهدات العربية فيما يتصل بدعم الأوضاع الإنسانية فى إقليم دارفور وكذلك لم الشمل السودانى عبر الحوار الوطني، ومن المنتظر أن يستعرض السودان الدور الذى يمكن أن يقدمه دعما للأمن الغذائى العربى وسلة الغذاء العربية أمام وزراء الخارجية العرب.