اطلع أمين الجميل الرئيس اللبناني الأسبق رئيس حزب الكتائب عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية اليوم على مجمل تطورات الأوضاع على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة لتشكيل الحكومة الجديدة .وقال الجميل انه استعرض خلال لقائه مساء اليوم مع الامين العام للجامعة العربية الأوضاع في لبنان والمستجدات الراهنة خاصة بعد استقالة الحكومة والصعوبات بشأن تشكيل الحكومة الجديدة .وأشار الجميل في مؤتمر صحفي مشترك له مع الامين العام للجامعة العربية الى أن الاستشارات قائمة حاليا من أجل تكليف رئيس الحكومة القادمة في لبنان ، مضيفا : اننا نساند الشيخ سعد الحريري من اجل تشكيل هذه الحكومة ، ونعتبر أن هذا شيء طبيعي للغاية على اثر نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة التي افرزت اكثرية بجانب رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري ، وكذلك أن الشيخ سعد الحريري يمثل أهم كتلة برلمانية وسنية ، وهو اجدر النواب لتسلم هذه المسؤولية ، ومن هنا خضنا الى جانبه مقاومة سياسية طويلة منذ عام 2005 في ثورة الأرز ، ولدينا الآن العديد من المهام التي يجب ان نقوم بها بعد ان أنجزنا كل اهداف هذه الثورة ، لخدمة لبنان والحفاظ على سيادته واستقلاله ، ولذلك نحن الى جانبه ونسانده في هذه المرحلة .وأضاف الجميل انه على الرغم من ادراكنا ان الامور ليست سهلة خاصة وان هناك قوى لا ترضى بهذا التكليف انما من يعترض فهو للأسف يستند على وسائل ليست ديمقراطية ، وهناك ضغوطات كبيرة تمارس على النواب اللبنانيين ، وهناك ضغوطات شبه عسكرية كما حدث منذ ايام قليلة ، وكانت هناك تحركات غير طبيعية في شوارع بيروت .وشدد الجميل على أن المشروع الحالي يرتكز على ضرورة قيام الدولة اللبنانية وتعزيز المؤسسات الدستورية ، وانجاز السيادة الكاملة على كل الاراضي اللبنانية ، معربا عن أمله في أن يكون هناك تضامن بين كل القوى اللبنانية من أجل تحقيق هذا الهدف .وفي تعليقه على تصريحات النائب وليد جنبلاط الاخيرة واعلانه الوقوف الى جانب سوريا والمقاومة في الازمة الحالية وهل ستؤدي الى دخول لبنان في نفق مظلم جديد وتعقيدات على الساحة اللبنانية قال الجميل : اننا نعرف جيدا ان كل انواع الضغوطات تمارس حاليا على الساحة اللبنانية ، ولن ندخل في التفاصيل وانما بطبيعة الحال كان من المفترض ان يتفق الجميع حول تكليف الشيخ سعد الحريري بتشكيل الحكومة المقبلة ، واذا حدث خلل فان الاسباب معروفة.وفي رده على سؤال حول احتمالات اعادة مشهد 2008 مرة اخرى ونزول قوات حزب الله الى الشارع ومدى وجود تقصير من قبل الحكومة اللبنانية فيما يتعلق بسلاح المقاومة قال الجميل : موقفنا واضح نحو سلاح حزب الله وكنا قد اعترضنا بوضوح على البند السادس من البيان الوزاري الذي اعترف واقر بهذا السلاح ، ولم يزل موقفنا هو نفسه ، وفي الوقت الحاضر موقفنا واضح بشأن قيام الدولة اللبنانية وان تتحمل السلطات الشرعية اللبنانية مسؤولياتها على كامل الأرض اللبنانية ، بحيث يبقى السلاح في يد قوى الجيش اللبناني والأمن الداخلي فقط .من جانبه رحب السيد عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية بالرئيس امين الجميل ،واشار الى أن اللقاء تناول الوضع الحالي في لبنان ، ونتائج زياراته في مصر وجولاته في المنطقة.وقال موسى : لقد استمعت الى طرح الرئيس الاسبق الجميل بشأن الأوضاع الراهنة ، وحول الاتصالات الدولية لحل الازمة اللبنانية قال موسى : حتى الآن الكلام كثير في هذا الاطار وهناك قوى تطرح نفسها و تجمعات سياسية تقترح ، لكن لا يوجد توافق في الآراء على خطوة يمكن أن تتخذ .وأضاف موسى : ان لبنان كعضو في الجامعة العربية يهمنا استقراره ، والمحطة القادمة هي المشاورات التي يجريها الرئيس اللبناني ميشال سليمان ، ومن هناك سوف نتخذ الخطوة اللازمة ، وتوافق الراي في لبنان والعمل الوطني اللبناني هو مفتاح الامر ،محذرا من أن الانقسام سيؤدي على الدوام الى ضرر كبير للغاية باللبنانيين والمجتمع كله وحاضر ومستقبل البلاد .ونبه موسى الى ان توافق الرأي في الجامعة العربية هو ضرورة الحفاظ على استقرار لبنان كعضو في الجامعة ودولة مهمة في التجمع العربي ، معتبرا أن ما يحدث في لبنان ينعكس على المنطقة كلها وبالعكس ، ولذلك فان كل التحركات التي تحدث الآن تأتي في اطار الاصطفاف ودون وجود مبادرة مكتملة رسمية مجمع عليها عربيا ومؤيدة دوليا .وقال موسى: نحن نتابع هذه التطورات بدقة وخلال الايام المقبلة بدءا بمشاورات تشكيل الحكومة والشكل الذي ستظهر عليه الحكومة القادمة .وفي رده على سؤال حول المسؤول عن تعطيل المسعى السوري -السعودي لاحداث التوافق في لبنان ، والتهديدات التي يقوم بها حزب الله في الشارع اللبناني قال موسى: ليس من المناسب ان نتحدث هنا عن اتهامات لطرف أو آخر ، لأن هذا هو المكان الذي يجب أن ينطلق منه كيفية جمع هذا الطرف بذاك ، ومن خلال متابعتنا للوضع يتضح ان هناك خطورة بالغة على استقرار لبنان ومن المهم أن يخاف اللبنانيون على بلادهم وحاضرها ومستقبلها لأنه في النهاية البلد الذي يجب ان نهتم به مستقلا عن أي اعتبارات أخرى .واشار موسى الى ان المواقف جميعها والموقف العربي من لبنان سيتبلور وستتضح الامور خلال الاسابيع القليلة المقبلة .وفي رده على معارضة بعض الاطراف عودة سعد الحريري رئيسا للحكومة قال موسى : هذا مجرد كلام نسمعه ونطالعه في وسائل الاعلام بالنسبة لمواقف كتل معينة في لبنان انما نتابع ونحكم في ضوء المشاورات التي يقوم بها رئيس جمهورية لبنان في هذا الاطار .