«أنا أمانة» شعار حملة كان لي شرف إطلاقها أمس في جدة، وهي مبادرة خيرية توعوية تهدف إلى التوعية بالحروق وطرق تفادي حدوثها ومساعدة المصابين، وخاصة الأطفال، بكل الوسائل الممكنة. الحملة قامت بمبادرة من مركز د.ممدوح عشي الطبي لجراحة التجميل والجلدية والليزر وإنقاص الوزن بمدينة جدة، ويشرف عليها الأطباء والعاملون فيه بصورة مباشرة، وتحمل في مضمونها أهدافا نبيلة، أهمها نشر الوعي لدى الأهل بكيفية الوقاية والتأمين ضد حوادث الحريق، وخاصة لدى الأطفال وطرق تفاديها. وذلك عن طريق تنظيم محاضرات توعوية بصورة منتظمة للتوعية بأهم أسباب الحروق وطرق تفاديها، والتعريف والتدريب على الإسعافات الأولية المطلوبة لدى وقوع مثل هذه الحوادث، والأهم تقديم العلاج المجاني للمرضى المحتاجين والمصابين بالحروق خاصة الأطفال عن طريق العيادة الخيرية بالمركز. الحملة التي تستهدف المجتمع بأسره تتطلب منا جميعا التعاون لإنجاحها، فكلنا معرضون للإصابة بالحروق، فقراء وأغنياء، كبارا وأطفالا. خاصة مع ارتفاع نسبة إصابات الحروق، وخاصة بين الأطفال، فالحروق من الأسباب البارزة للموت العرضي في الطفولة، وثاني سبب بعد حوادث السيارات.. وإليكم بعض المعلومات المهمة: - 40 بالمئة من المصابين بالحروق أطفال. - 25 بالمئة من إجمالي المصابين أطفال تحت سن 3 سنوات. - 60 بالمئة من حالات الحروق تنتج عن انسكاب مشروبات أو مياه ساخنة على الأطفال. ينجم عن تلك الإصابات أمور عدة أبرزها: - الآثار الجسدية والتشوهات الشديدة التي تؤدي إليها الحروق، التي يصعب معها العلاج في معظم الحالات. - الآثار النفسية التي تؤدي إليها الحروق ليس فقط على المصاب، بل على جميع من حوله. - الآثار الاجتماعية التي تؤدي إليها الإصابة بالحروق، حيث إن مريض الحروق ينعزل اجتماعياً بصورة كبيرة نتيجة التشوه. - الحروق تحوّل المصاب من شخص عادي إلى إنسان مشوّه ومحطّم نتيجة إصابة بحرق يمكن تفادي حدوثه، لو وجد الوعي الكافي والانتباه من قبل الأهل. وفي ظل عدم التفات المجتمع والجمعيات الخيرية لمرضى الحروق رغم معاناتهم الكبيرة، اعتقاداً منهم أن الموضوع فقط تجميلي، حيث إنه لا توجد أي جمعية خيرية تعتني وتعالج مرضى الحروق بالسعودية، إضافة إلى التكلفة الباهظة لعلاج حالات الحروق، حيث إن مريض الحروق يحتاج إلى أكثر من عملية جراحية، وهو الأمر الذي لم تعترف به شركات التأمين للأسف، إذ مازالت تصنف عمليات الترميم بعمليات «تجميل» لا تندرج ضمن تغطيتها. في ظل كل هذا وأكثر أسعدني أن أكون جزءا من هذه الحملة، وأن أخصص لها مساحة في أماكن مختلفة منها مقال «الكويتية»، فهناك ما غفل عنه كثر، وحتى لا أطيل عليكم سأخصص مساحات متسلسلة لاحقا للحديث عن الوقاية من حوادث الحروق، وتوعية المجتمع بطرق تفاديها، فالوقاية خير من العلاج والتوعية بكيفية التعامل مع الحروق في حال حدوثها لا سمح الله للتقليل من آثارها، والأهم مساعدة المرضى المحتاجين، وانعكاس ذلك على أنفسنا ومجتمعاتنا.. وتذكروا أن حملة «أنا أمانة» التي انطلقت من الأراضي السعودية بروح عربية هي حملة توعوية وخيرية غير ربحية، وغير قائمة على التبرعات النقدية، كل ما نحتاج إليه منك أن تلتفت إليها لعلك تستفيد وتفيد..