قررت لجنة مبادرة السلام العربية في ختام اجتماعها اليوم بالجامعة العربية برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري عدم استئناف المفاوضات مع اسرائيل ، الا انها ربطت امكانية استئنافها بتلقي عرض جاد يكفل انهاء الصراع العربي -الاسرائيلي وفقا لمرجعيات عملية السلام.وقال الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أن لجنة مبادرة السلام العربية قررت وقف استئناف المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي الى أن يقدم الوسيط الأمريكي عرضا جادا يكفل انهاء الصراع العربي الاسرائيلي وفقا لمرجعيات عملية السلام، مشددا في الوقت نفسه على أهمية استمرار العمل السياسي والدبلوماسي العربي لبحث البدائل خلال الفترة المقبلة .ولفت الى ان التوصل لهذا القرار جاء بعد أن أصبحت هناك مشكلة حقيقية تتمثل في ان الوسيط الأمريكي تخلى عن تعهداته للدول العربية والجانب الفلسطيني فيما يتعلق باحلال السلام والتوصل الى تسوية عادلة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيليوأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية في ختام الاجتماع الوزاري غير العادي للجنة مبادرة السلام العربية الذي عقد مساء اليوم بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس : ان ما يقوم به الوسيط الامريكي الآن هو مجرد ناقل للرسائل والاعراب عن التمنيات دون ان يتبلور عن ذلك أي دفع حقيقي للعملية السلمية ، مشيرا الى انه على الرغم من ثقة الجانب العربي في حسن نية الادارة الامريكية الا أنها أصبحت عاجزة عن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين .وأكد الشيخ حمد أن الجانب العربي لديه الجدية في سعيه لانهاء الصراع مع اسرائيل وفق حل شامل ووفق قرارات الشرعية الدولية وليس وفقا لما يرغب فيه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي .و حول تفسير الشيخ حمد لتراجع الموقف الأمريكي والذي أدى الى تشدد حكومة اسرائيل تجاه الاستيطان قال : اننا لا نستغرب هذا الموقف من الوسيط الامريكي وقد ذكرت في مناسبات سابقة أننا سنمضي في المسار السلمي رغم قناعتنا بامكانية الفشل بسبب التعنت الاسرائيلي ، مشيرا الى أننا كنا نتطلع الى اقناع الادارة الامريكية برؤيتنا ولكنها للأسف اقتنعت بوجهة النظر الاسرائيلية ، بعد أن وثقنا في الطروحات التي قدمها الرئيس الامريكي باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون ومبعوثه لدى المنطقة جورج ميتشيل .ورأى الشيخ حمد بن جاسم أنه لم يعد أمام الادارة الامريكية الا خياران هما : تحديد من هو المتقاعس والمخطيء أو اثبات انهم غير قادرين على فرض اي شيء على اسرائيل .وعبر الشيخ حمد بن جاسم عن مخاوفه من ان استمرار الوضع الراهن قد يدعو الى مزيد من الاحباط لدى الرأي العام العربي وعودة الاضطرابات والعنف في المنطقة .وحول التوجه العربي لمجلس الامن ومدى مواجهته بالفيتو الامريكي قال الشيخ حمد بن جاسم : انه على الرغم من امكانية ممارسة الولاياتالمتحدة لحق الاعتراض الفيتو الا أن ذلك لا يجب أن يمنع الجانب العربي من التوجه الى مجلس الأمن لعرض قضية الاستيطان برمتها ، موضحا أن الجانب العربي لا يسعى الى تجييش الجيوش ولكنه أمام معركة سلمية معربا عن أسفه لأن الطرف الآخر لم يتعامل معها بالجدية المناسبةوحول موقف الاتحاد الاوروبي من الاستيطان والذي عكسه البيان الأخير لوزراء خارجيته ، اشار الى أنه لا يجب أن نراهن فقط على انه متقدم بل يجب ان تكون هناك مواقفا وخطوات عملية على أرض الواقع ، لافتا الى أن الاتحاد الاوروبي قدم الكثير من الاموال لاعمار ما دمرته اسرائيل في قطاع غزة الان انه من الضروري أن يكون هناك وضوح أكثر في مواقفه تجاه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني .وشدد الشيخ حمد بن جاسم على ضرورة تكثيف العمل السياسي والدبلوماسي العربي من خلال تبني بدائل وخيارات متعددة على أن تستثمر القيادات العربية هذه البدائل خاصة في ظل حالة الاحباط الشديد الذي يشعر به الرأي العام العربي .واضاف انه اذا كان هناك عجز عربي الا انه لا يجب أن يتجلى هذا العجز في امكانية استثمار الدبلوماسية والعمل السياسي الذي يشكل بالنسبة لنا أولوية مهمة .وحول ما اذا كان يتوقع جديدا من الادارة الامريكية علق بقوله : لاأتوقع اي شئ جديد من الإدارة الأمريكية على ضوء المباحثات مع ميتشيل ، والذي احترمه بشكل كبير ، واعتقد أنه صادق ، ولكني لا أجد شيئا لدى الوسيط الأمريكي رغم ثقتنا في حسن نواياهم ، الا ان وضعنا لايسمح إلا ببدائل دبلوماسيةوحول اهمية الاسراع بانجاز المصالحة الفلسطينية ، أكد الشيخ حمد أن لجنة مبادرة السلام تدعم الاسراع بهذه المصالحة ، مشيرا الى أن هناك مشاورات جرت بشأنها في الآونة الأخيرة ، لافتا الى أن مصر تتولى هذا الموضوع متوقعا تطورا ايجابيا في هذا الصدد خلال الاسابيع القليلة المقبلةمن جهته أكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أنه صدرت تعليمات للسفراء العرب في الأممالمتحدة بطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن للنظر في موضوع الاستيطان تفعيلا لقرار سابق للجنة متابعة مبادرة السلام .وأضاف : ان اللجنة اتخذت عددا من الخطوات أهمها الإعداد لعرض لموضوع الصراع العربي الإسرائيلي برمته على مجلس الأمن .كما سيتم دعوة اللجنة الرباعية للاجتماع مع لجنة مبادرة السلام العربية لمناقشة الموضوع برمته .ولفت موسى الى أن الموقف الإسرائيلي أنهى أي أمل من اجل التوصل لتسوية ، موضحا أنه تم الحديث مع السيناتور جورج ميتشيل مبعوث السلام الأمريكي بشكل صريح ، الا أن المسألة لا تحتمل الحديث عن إعطاء اي فرص اضافية .وأكد أن اللجنة قررت وقف لمفاوضات ليس لأننا ضد المفاوضات ، ولكن لأن نتيجة المفاوضات معروفة وهي بمثابة تضييع الوقت ، مشددا على أن العرب أمام معركة سياسية حادةكما نوه موسى بتقدير اللجنة لكل من من البرازيل والأرجنتين ، على مبادرتهما للاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967 ، ودعت اللجنة كافة الدول التي لم تعترف بالدولة الفلسطينية للاعتراف بها، وذلك لتعزيز الإجماع الدولي على إنشاء دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس... وقال إنه من المنتظر استمرار الاعترافات بالدولة الفلسطينية خلال الفترة المقبلة .وقد ذكر البيان الختامي للجنة مبادرة السلام العربية أن قرارها بوقف استئناف المفاوضات جاء انطلاقا من الموقف الاسرائيلي الذي يتعارض مع قواعد القانون الدولي ومع متطلبات تحقيق السلام وفشل الوسيط الامريكي في تحقيق نتائج في مساعيه خلال الاشهر الأخيرة .ونوه البيان الى أن مسار المفاوضات خلال الفترة الماضية صبح غير مجد .وأكدت اللجنة في بيانها أن إصرار إسرائيل على سياستها الاستيطانية الاستعمارية فى الاراضى الفلسطينيةالمحتلة بما فيها القدسالشرقية يشكل امعانا واستمرارا فى انتهاك اسرائيل للقانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومع متطلبات تحقيق السلام من خلال المفاوضات وعلى فرض تحقيق السلام الفلسطينى الاسرائيلى وقيام دولة فلسطينية ذات سيادة .وحملت اللجنة اسرائيل وحدها المسئولية الكاملة لتعثر العملية التفاوضية التى تم اطلاقها فى واشنطن مطلع سبتمبر الماضى بسبب اصرارها على الاستمرار فى نشاطها الاستيطانى الاستعمارى بديلا عن السلام برغم الاجماع الدولى الواضح على عدم شرعية المستوطنات وعلى الضرر البالغ الذى يمثله الاستمرار فى هذا النشاط الاستيطانى على فرص تحقيق السلام وتنفيذ حل الدولتين.كما أكد بيان لجنة مبادرة السلام العربية أن فشل الادارة الامريكية فى إلزام الحكومة الاسرائيلية بوقف النشاط الاستيطانى اصبح يتطلب بشكل فورى ان تعلن بوضوح حدود الدولتين على اساس خط الرابع من يونيو 1967 وأن توفير الامن يتم من خلال الحل العادل والشامل للصراع العربى الاسرائيلي.وقال البيان ان اى ترتيبات أمنية يجب أن تتضمن الانسحاب الكامل والشامل من الاراضى المحتلة لانهاء اى شكل من اشكال التواجد العسكرى الاسرائيلى فى الاراضى الفلسطينية .ورأت اللجنة ان استمرار الادارة الامريكية فى جهودها يجب ان يستند على هذا الاساس .ودعت اللجنة الولاياتالمتحدةالامريكية الى الاعتراف الصريح بان حدود الدولة الفلسطينية المستقلة تقوم على اساس خط الرابع من يونيو عام 1967 بما فى ذلك القدسالشرقية والاعتراف بها .واكدت اللجنة مجددا على موقفها بان استئناف المحادثات الفلسطينية الاسرائيلية يتطلب الوقف الكامل لكافة الانشطة الاستيطانية فى الاراضى الفلسطينيةالمحتلة بما فيها القدسالشرقية والالتزام بمرجعيات عملية السلام.وأعربت اللجنة عن تقديرها لكل من البرازيل والأرجنتين على مبادرتهما بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على أساس حدود عام 1967 ودعت الدول التي لم تعترف بالدولة الفلسطينية بعد إلى القيام بذلك في أقرب فرصة ممكنة، إسهاما في تعزيز الإجماع الدولي القائم على ضرورة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، وفقا لمقررات الشرعية الدولية.وأعربت اللجنة عن تقديرها لموقف الاتحاد الأوروبي الذي عبر عنه في بيانه الصادر في 13 ديسمبر الحالى والذي شدد على وجوب احترام القانون الدولي مع التأكيد على عدم شرعية وبطلان الإجراءات الإسرائيلية في القدس، وباقي الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وتطالب دول الاتحاد الأوروبي باتخاذ خطوات عملية لتفعيل هذا الموقف.ودعت اللجنة الرباعية الدولية إلى تحمل مسؤولياتها في التعامل الفعال مع هذا الموقف الإسرائيلي المتعنت، والرافض للانصياع إلى الشرعية الدولية، وللتجاوب مع متطلبات السلام العادل، كما دعتها إلى اجتماع معها بشكل عاجل لتقييم الموقف، وللتشاور بشأن الوضع برمته.واتفقت اللجنة على ضرورة الإعداد لعرض الموقف برمته على مجلس الأمن الدولي، وتفعيل قرار لجنة المتابعة بطرح موضوع الاستيطان الإسرائيلي مجددا على مجلس الأمن الدولي، واستصدار قرار يؤكد-ضمن أمور أخرى- على الصفة غير الشرعية أو القانونية لهذا النشاط، ويلزم إسرائيل بوقفه.كما طالبت اللجنة الولاياتالمتحدةالأمريكية بعدم عرقلة هذا المسعى، وتأييد اللجوء إلى المحافل الدولية، وفي مقدمتها الأممالمتحدة، لعرض قضاياها وخصوصا بعد فشل كافة الجهود، بما فيها المساعي الأمريكية، وتكليف اللجنة وأمين عام الجامعة العربية، بالتنسيق مع الرئيس محمود عباس، ومع المجموعة العربية في نيويورك بالإعداد لذلك.وأكدت اللجنة مجددا على الموقف العربي بأن السلام العادل والشامل مع إسرائيل لن يتحقق إلا بالانسحاب الاسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة على خط 4 يونيو 1967 بما في ذلك الجولان العربي السوري المحتل والأراضي التي مازالت محتلة في جنوب لبنان، وإقامة دولة فلسطين المستقلة، طبقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الأممالمتحدة، ورفض أي حلول جزئية أو مرحلية في هذا الشأن.وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ الخطوات اللازمة بما يؤدي إلى انهاء الحصار الاسرائيلي الظالم على قطاع غزة بشكل فوري.كما شددت على ضرورة تكثيف العمل على ضرورة انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية بشكل فوري تحت الرعاية المصرية، واعتبار المصالحة الفلسطينية الضمانة الحقيقية للحفاظ على مصالح الشعب الفلسطيني.