أكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الانفتاح على آسيا أصبح أحد أبرز اهتمامات الدبلوماسية العربية الجماعية ، حيث شرعت الجامعة العربية في وضعها موضع التنفيذ ، وقامت بانشاء منتديات للتعاون متعدد الابعاد مع الدول النافذة وبصفة خاصة في آسيا .جاء ذلك في كلمته أمام الدورة الثانية للمنتدى الاقتصادي العربي- الياباني التي انطلقت اليوم في تونس ، حيث أوضح موسى أن هذا المنتدى يعد واحداً من أبرز المنتديات والتي بدأت في العمل الجاد ليسير بخطى ثابتة وحثيثة نحو بناء شراكة استراتيجية بين اليابان والدول العربية .ونوه موسى بمواقف اليابان الداعمة للقضايا العربية ، وخاصة دعمها المتواصل للشعب الفلسطيني وجهودها لاقامة السلام العادل في الشرق الأوسط .وقال موسى : ان اليابان اتخذت خطوات هامة في هذا الاطار سواء بشكل ثنائي أو عبر وكالات الأممالمتحدة ، كما قدمت مبادرات طموحة منها بناء مشروعها المعروف بممر السلام والازدهار الذي اطلقته كاجراء لبناء الثقة والمساعدة في بناء الاقتصاد الفلسطيني ، لافتا الى أن مسمى هذا المشروع ذو دلالة بالغة حيث لا يمكن تحقيق الازدهار والتنمية الا في مناخ من السلام والرضا والاستقرار.وأعرب الأمين العام للجامعة العربية عن أمله في انخراط أكبر لليابان في جهود السلام في الشرق الأوسط بأن تؤكد لحلفائها على مستوى العالم ولأصدقائها على مستوى الشرق الأوسط الأهمية التي تعلقها على ارساء سلام متوازن ومستقر وأن استمرار الاحتلال والقوة والشعور بالظلم يهدد مصالح الجميع والمصالح الاقليمية والعالمية ، اذ لن يقبل احد استمرار الوضع الحالي وسوف يقاومونه بكل ما يعني هذا الوضع من مخاطر ضخمة .ولفت موسى الى أن التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين الدول العربية واليابان يشهد تقدما كبيرا حيث حقق التبادل التجاري بين الجانبين زيادة كبيرة خلال الاعوام القليلة الماضية ففي عام 2003 كان مجموع الصادرات العربية الى اليابان 36مليار دولار وارتفع الى 136 مليار دولار في عام 2008 أي بمعدل زيادة 44بالمائة ، الا أنه انعكاسا للازمة المالية العالمية فقد انخفض ليبلغ 93 مليار دولار عام 2009 ، كما ارتفع مجموع الواردات العربية من اليابان من 11 مليار دولار في عام 2003 الى 27 مليار دولار في عام 2009 ، أي بمعدل زيادة سنوية 16.1بالمائة ، ومن ثم ارتفع حجم التبادل التجاري بينهما من 53مليار دولار عام 2003 الى 189 مليار دولار عام 2008 الا انه انخفض ليبلغ 120 مليار دولار عام 2009 ليعود الى الصعود عام 2010 .وأضاف : ان اليابان تمثل ثالث أكبر شريك تجاري للدول العربية بعد الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدةالامريكية ،بالاضافة الى الزيادة التي طرأت على الاستثمارات المتبادلة حيث ارتفعت الاستثمارات اليابانية في الدول العربية من نحو 1.5 مليار دولار عام 2005 الى حوالي 4 مليار دولار عام 2009 بمعدل سنوي بلغ نحو 28بالمائة .و دعا موسى الى ضرورة التركيز على مضاعفة حجم الاستثمار في اقرب وقت ممكن ، لافتا الى أن اليابان تعتمد على العالم العربي في توفير احتياجاتها من الغاز والبترول حيث تحصل على 70بالمائة من احتياجاتها من البترول من المنطقة وعلى نحو 40 بالمائة من احتياجاتها من الغاز ، هذا بالاضافة الى المساعدات الفنية والمالية التي تقدمها اليابان للدول العربية والتي بلغت نحو ملياري دولار عام 2008 .وأشار موسى الى اهمية انعقاد هذا المنتدى الذي تستمر اعماله على مدى يومين موضحا انه سيشهد لقاءات مهمة بين رجال الأعمال من الجانبين ومشاركة فاعلة من قبل مؤسسات القطاع الخاص العربي والياباني ، كما سيتم اطلاق عدد من المشروعات الاقتصادية والتجارية المشتركة ، بالاضافة الى توقيع عدد من مذكرات التعاون والتفاهم بين هذه المؤسسات الامر الذي من شأنه الاسهام في الارتقاء بالعلاقات المشتركة الى مستويات افضل.