كشف بدر الحميضى وزير المالية والمدير العام للصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية العربية الأسبق، عن بدء انطلاق حملة تبرعات شعبية كويتية تقودها سيدات الكويت لمساعدة الشعب المصرى الأسبوع المقبل. وقال خلال ندوة "العلاقات الاقتصادية الكويتية المصرية ودور الكويت فى التنمية الاقتصادية العربية" التى أدارها الإعلامى محمد مصطفى شردى رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الوفد ضمن مشاركة دولة الكويت كضيف شرف الدورة الخامسة والأربعين لمعرض القاهرة الدولى للكتاب أن المبادرة تم تدشينها الأسبوع الماضى تحت شعار "المبادرة الكويتية لمساندة الشعب المصري" من خلال سيدات كويتيات أردن مساعدة الأشقاء المصريين خاصة فى القرى والريف والمناطق الفقيرة وذلك بعد الأحداث الأخيرة التى شهدتها مصر وأثرت عليها اقتصاديا بشكل كبير ، مشيرا إلى مشاركة العديد من رجال الأعمال شباب دولة الكويت وذلك بهدف تقديم يد المعونة لإخوانهم المصريين. أكد الحمضى أن مساندة الكويت لمصر أمر واجب خاصة وأن مصر شعبًا وحكومات وجيش قدموا للكويت فعندما حدث الغزو الصدامى للكويت احتضن المصريون الشعب الكويتى , وأقامت العائلات الكويتية فى مصر كما شارك الجيش المصرى فى تحرير الكويت وكان أكبر الجيوش العربية التى ساعدت فى عملية التحرير كما كان فى المقدمة، مشيرًا إلى إن الدعم الشعبى الكويتى للشعب المصرى أهم من الدعم الحكومي, لأنه يعبر عما يكنه الشعب الكويتى من حب إلى الشقيقة مصر. أضاف: بدأت العلاقات بين مصر والكويت تعليمية حيث قدمت الحكومة المصرية بعثة علمية للتدريس للكويتيين وذلك فى ثلاثينيات القرن الماضى فقد كانت الكويت بلا موارد ولم يكن بها مستشفيات أو مدارس وفى الأربعينيات والخمسينيات تعلم كثير من أبائنا فى الجامعات والمعاهد المصرية ثم بدأت العلاقات الاقتصادية عندما بدأت الكويت تنتج وتصدر النفط فبدأت ترد الجميل لمصر مشددًا على أن المساعدات الكويتية لمصر لا ترتبط بالمواقف السياسية ولكن الكويت تنفذ تعهداتها تجاه مصر مهما كانت الظروف مشيرًا إلى أنه رغم المقاطعة العربية لمصر بعد توقيعها معاهدة كامب ديفيد إلا أن الكويت استمرت فى تقديم مساعداتها لمصر وكذلك الصندوق الكويتى . وكشف الحميضى عن أن ال 4 مليارات دولار التى أعلنت الكويت عن تقديمها لمصر تم إرسال 2 مليار دولار منها فى صورة ودائع بنكية ومليار فى صورة مشتقات نفطية فى حين أن المليار المتبقية والتى تأتى فى صورة منحة تحتاج فقط إلى موافقة مجلس الأمة الكويتي، موضحا ان الكويت دولة مؤسسات وان تأخر المعونات التى تتعهد بها دولة يعود إلى تأخر موافقة الجهات الدستورية على هذه المعونات. وعن الروشتة التى يصفها الحميضى – كونه أحد أهم الخبراء الاقتصاديين فى الكويت - لعودة الاستثمارات إلى مصر شدد على إن الأمن والاستقرار وحل مشكلات رجال الأعمال تعد من أهم عوامل جذب الاستثمارات إلى مصر, مؤكدا على أن رأس المال الشخصى جبان فعندما يشعر المستثمر بالاستقرار والسائح بالأمان سيعود إلى مصر على الفور, مشيرا إلى حدوث انكماش اقتصادى فى مصر منذ ثورة يناير 2011 وذلك حسب الإحصاءات الرسمية. طالب الحميضى الحكومة المصرية بالاعتماد على القطاع الخاص حتى تتحقق التنمية وأن تستثمر الحكومة جهدها فى القيام ببعض الإصلاحات والاهتمام بالبنية التحتية وحل مشكلات المستثمرين العرب والأجانب مشيرًا إلى وجود مشكلات للمستثمرين الكويتيين منذ 40 و50 عاما لم تحل حتى الآن، ووضع ضوابط للاستثمار لإبعاد اى شبهات وحتى لا يكون هناك فساد, مشددا على إن الفساد موجود فى كل دول العالم وليس مصر او الكويت فقط وسيظل موجودا والقضاء علية نهائيا أمر مستحيل. لافتا إلى أن الحديث عن إلغاء الدعم الحكومى للسلع الإستراتيجية أو الغذائية لا يمكن أن يطبق مرة واحدة وإنما يجب أن يتم بالتدريج ، وإذا أرادت الحكومة المصرية تخفيض الدعم فليكن أولا على الطبقات الغنية وعندما يتحسن مستوى المعيشة ويرتفع الدخل تقوم بتخفيضه على الطبقات الأخرى موضحا أن الدعم الحكومى فى الكويت يمثل 25% من حجم الميزانية , رغم أن معدل دخل الفرد فى الكويت يصل إلى 52 إلف دولار سنويا وفى مصر يصل إلى ألفى دولار فقط , ومع ذلك ففى الكويت يطالبون دائما بالدعم. وعن أسباب تقديم الكويت للمساعدات للعديد من دول العالم فى أسيا وإفريقيا قال: إن الكويت دولة صغيرة سكانا ومساحة وجيشا وقوتنا الوحيدة اقتصادية , والصندوق الكويتى يتعامل مع 100 دولة حول العالم فالكويت تستخدم القوة الاقتصادية حتى يكون لها تواجد فى العالم . وعن نشاط صندوق الكويت للتنمية الاقتصادية العربية فى مصر قال : إن الصندوق يمول 37 مشروعًا بتكلفة 2 مليار دولار, منها مشروع استصلاح 400 ألف فدان فى سيناء , ومشروع الصندوق الاجتماعى الذى يساعد المحتاجين والبسطاء فى مصر.