افتتح سفير فلسطين بالقاهرة الدكتور .بركات الفرا ، مساء السبت فعاليات يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية ؛ حيث أقامت سفارة فلسطين بالقاهرة / المركز الإعلامي والثقافي الفلسطيني، المعرض الفني الجماعي حالات كثيرة .. لبحر واحد ،وأعقبه ندوة ثقافية بعنوان الثقافة الوطنية الفلسطينية...علامات وملامحوالتي تحدث فيها كل من الروائي الفلسطينيد.أحمد رفيق عوض والشاعر الفلسطيني خيري منصور .وذلك في مؤسسة بيت الشاعر للتنمية والثقافة، كما قدمت فرقة عشاق الوطن المسرحية فقرة مستوحاة من قصيدة الشاعر الكبير الراحل محمود درويش.أعرب د.بركات الفرا سفير فلسطين عن إعجابه الشديد بإنتاج الفنانين الفلسطينيين قائلا:هذا الذي نراه ونشهده من فن فلسطيني مبهر وفي ظل مواكبته لهذه اللحظات التاريخية يعد نوعاً من مقاومة أفعال الاحتلال الصهيوني ومحاولة تهويدها للقدس والحرم الإبراهيمي بالخليل ومسجد بلا ل بن رباح، بهذه اللوحات والصور يصل الفنان الفلسطيني إلى المواطن في سائر أنحاء العالم،وينقل له من يعانيه شعبنا من اضطهاد وضير واحتلال.وأضاف الفرا :هذه الأرض التي يحاولون فرض سيطرتهم عليها أرض عربية فلسطينية بكل مقوماتها، وخير دليل قدرة شعب محاصر على التعبير عن رؤيته بأنامله كمحاولة لتجسيد حياة الفلسطيني على أرضه فهو يسخر إمكانياته بكل طاقته ليعبر عن نفسه بهذا الجمال الذي نراه، ففلسطين أحلام رجالها كثيرة وشعبها لايزال يناضل ويقدم الشهداء والنضال يمر بمراحل وهذا الفن نوع من النضال وبالتالي مهما فعلت إسرائيل فأنا أقول لا يمكن لكائن من كان أن يطمس ثقافة وهوية الشعب والأرض لأنه لا أحد يجرؤ على تجاوز الواقع .ومن جهتها قالت ريما المزين المنسق العام للمعرض :قدمت سفارة دولة فلسطين بالقاهرة /المركز الإعلامي والثقافي الفلسطيني معرض حالات كثيرة.... لبحر واحد لتنقل رؤى فنية تشكيلية تنوعت صورها ، ما بين أعمال تشكيلية لفنانين مقيمين في مصر ، بجانب أعمال فوتوغرافية لخمسة فنانين غزين غائبين بحضورهم المكاني وحاضرين بصورهم الفوتوغرافية.وأضافت المزين :لعل فكرة توطيد فن وطني أو ثقافة وطنية فلسطينية للحضارة والتراث الفلسطيني ، نبعت من الشعور بالتزامنا بالمحافظة على هويتنا الوطنية وحضارتنا الموروثة لأنه بالثقافة فقط نستطيع حماية الوطن، وهذا المعرض هو ترجمة لهذه الفكرة ،فرغم الاختلاف في الرؤى الثقافية والفنية والسياسية ،إلا أن الفنيين يتفقون في انتمائهم الوطني لفلسطين فكل فنان يجسد حالة إنسانية مستقلة بذاتها ، إلا أن إبداعاتهم الفنية التشكيلية تظل إحدى الروافد المهمة التي تصب جميعها في: بحر واحد هو....... بحر الثقافة الوطنية الفلسطينية .وعقب افتتاح المعرض ، أدار الإعلامي ناجى الناجي - مدير المركز الإعلامي والثقافي الفلسطيني ، ومستشار المركز الفنانة الفلسطينية لطيفة يوسف ندوة الثقافة الوطنية الفلسطينية...علامات وملامح ؛ حيث طرح الناجي تساؤل: هل نضبت الثقافة الفلسطينية؟ أم أن هناك ميلاداً جديداً للحركة الثقافية الفلسطينية الشابة ؟ وأشار أنه توصل من تجربة المركز الخاصة - مبادرة نكتب لنحيا لاكتشاف صوت الفلسطينيين في الوطن والشتات - أن هناك طاقات ثقافية فلسطينية مغمورة ويجب تسليط الضوء عليها ، وشدد أن الناس تتعامل مع المثقف على أساس أنه رسول بأدواته ضاربا مثل أن أوربا تعرف الفلسطيني عبر كاميرا المشهراوي وإنسانية قصائد درويش ، قائلا: الآن الكل يتعامل مع الحركة الفلسطينية الثقافية الجديدة على أساس أن البقاء للأصلح بنيوياً، لا من أجل فلسطينيته فحسب.، وأشارت لطيفة يوسف إلى أهمية العناية بالدور الثقافي للشباب الفلسطيني.وعقب الشاعر الفلسطيني خيري منصور عن إعجابه بهذا التزامن بين يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية وذكرى ميلاد درويش قائلا: هذه لفتة طيبة لأننا عادة نؤرخ مثقفينا في يوم رحيلهم وهذه المرة اختلف الأمر فصار ميلاد درويش ميلاد للثقافة الفلسطينية ومحييها. وأضاف : ما أخشاه في هذه المناسبة أن يتم تحويلها إلى تجسيد لفلكلور روتيني تقليدي للقضية الفلسطينية ، لأن هذا يهدد فلسطين ويجعلها أشبه بزقاق ضيق مما يخصصها على شعبنا فقط ومن هنا أقول الثقافة منوط بها إعادة المساحة الحقيقة لهذه القضية الإنسانية ليصبح كل مثقف هدفه تنويري وكأنه يتعامل مع المستحيل .من جهته أوضح الروائي الفلسطينيد.أحمد رفيق عوض بأن مفهوم الثقافة شامل للمكتوب والمشموم والملبوس والمحكي والمهمش ، وأنها ليست قاصرة على دور الكاتب والشاعر لأنه يستخلص فقط النتائج من كل السابق وختم بقوله :أنا مثلا أتعلم من امرأة الطابون آلية ترويضها للعجين فوطنيتنا وهويتنا الثقافية تعني كيف نرى أنفسنا بالمطلق فصورة فلسطين هي نتاج للثقافة التي يخلقها الغضب والعواطف والشجون والتاريخ والخطأ والممارسة والاحتكاك وعلينا أن نعي ذلك دائما .ولفت د.محمد خالد الأزعر-المستشار الثقافي لسفارة فلسطين النظر أن هناك هوية جامعة للعرب في كل الوطن العربي مع تنوعه وهذا يتطلب أن نبحث عن كل مكنونات ثقافتنا خاصة المهددة بالانقراض وأن يتسع دور المثقف الفلسطيني ليصنع البدائل في أفق السياسي ليخلق له آلية لتخفيف الضغوط من حوله .الجدير بالذكر أن معرض حالات كثيرة لبحر واحد يستمر لمدة أسبوعين، يتخللها عدد من الأمسيات الشعرية والغنائية، لشعراء وفنانين مصريين وفلسطينيين. حيث تحتفل سفارة فلسطين بالقاهرة لأول مرة هذا العام بيوم الثقافة الوطنية، وذلك بناء على مرسوم وزاري صادر في 18 كانون الثاني 2010، وسيعتبر يوم الثالث عشر من آذار من كل عام موعدًا للاحتفاء بالثقافة الفلسطينية ورموزها وإبداعاتها في مختلف الحقول. ، وهو ذكرى ميلاد الراحل محمود درويش المصادف 13 مارس . ويدير النشاطات لجنة 13 آذار للثقافة الوطنيّة التي وضعت برنامج فعاليات يتضمن سلسلة من الفعاليات الثقافية تتم في مواقع فلسطينية مختلفة، انطلقت من حيفا، مدينة محمود درويش .