حاولت أن تكون منفردة عن باقى نساء الحارة وتكون سندًا لزوجها وظهرا له فبعد أن جاءت من مدينة الفيوم إلى قاهرة المعز فكرت كثيرا كيف ستزيد من دخل أسرتها لتربية أبنائها التسعة الذين حرصت على ضرورة تعليهم حتى المستوى الجامعى. وفى السيدة زينب استقر الحال بالحاجة زينب عبد السلام وزوجها والذى يمتلك حرفة النجارة ويعمل بها من خلال ورشة صغيرة خاصة به فتقول: "جوزى بيحب النجارة فبعد ماكان بيبع الخشب قال أنا هاتعلم النجارة علشان أعمل أشكال كتير من الخشب وأستفيد منه أكتر". لم تتلق زينب تعليمها كاملا ولكن تعلم أهمية مساعدة الزوج فوقفت بجواره وساعدته فى حرفة النجارة وفى نفس الوقت حاول زوجها رد الجميل لها وقام بتعليمها نفس الحرفة حتى يكون لها مصدر رزق فتقول: "تعلمت منه النجارة ومن الوقوف معاه فى الورشة ولما كنت بقف معاه كنت بفكر أعمل حاجه للبيت فابتديت بعمل النشابة". زينب حاولت أن تكون منفردة فيما تنتجه فتخصصت فى عمل أدوات المطبخ: "بعمل النشابة والهون والمفارك وحامل مناديل ورقية وأكواب بعد ما جوزى بيجيب خشب الأشجار وبيجهزه بعدها أنا بقى بعمل الأدوات بتاعتى". ولم تكتفِ بصناعة الأدوات المنزلية واحتياجات المطبخ ولكنها قامت بتحديد مكان لها بيع الباعة فى منطقة مترو السيدة زينب لتبيعها لربات المنزل فتقول: "ببيع الهون الصغير ب5 جنيهات والكبير ب 20 جنيها والمفركة ب 3 جنيات". وحتى تتوارث الأجيال هذه المهنة: "بعلم أولادى النجارة وإزاى يقدروا يعملوا أشكال جديدة وأى حاجة ممكن تساعد أى حد تانى".