قرية طنان هي إحدى قرى محافظة القليوبية كانت تعتمد على الزراعة والحرف البسيطة لكسب العيش لكنها تحولت بجهد أبنائها إلى قلعة صناعية في عالم الأثاث. قال محمد عبد الرءوف النقيب وهو من أصحاب المعارض بطنان: في أواخر الستينيات تم إنشاء ورشة لتصنيع الأثاث (نجارة) بطنان وكان صاحبها أحمد إبراهيم الجزار والذي تعلم الحرفة في دمياط وعمل بها فترة. وكان في ذلك الوقت الأثاث الذي كان يستخدم في الزواج عبارة عن غرفة نوم، وكانت غرفة النوم عبارة عن صندوق من الخشب وسرير من الملل الخشبية، وفي 1968 تم افتتاح أول معرض للأثاث بطنان وقام بإنشائه صديقان، هما: باسم عبده العمدة واحمد الطناني فكانا يستوردان الموبيليا من دمياط، ويتم بيعها بالمعرض الصغير بطنان، فكان هذا المعرض يخدم أهل القرية والقرى المحيطة بها.. وفي أوائل السبعينيات لاحظ العديد من أهل القرية التقدم المادي لأصحاب المعرض، فبدأ بعض الأشخاص من أهل القرية بعمل معرض آخر. ولكن في نفس الوقت كانت توجد أكثرمن ورشة تصنيع يعمل بها العديد من الأفراد ليتعلموا الحرفة، وكانت الورش تقوم بتصنيع الأثاث لتلك المعارض فبدأت أعداد المعارض في الازدياد. وفي البدايات كان الاعتماد على استيراد الاثاث من دمياط لأنه كان لا يوجد ورشة لتشطيب الأثاث (استورجي) إلى أن قام أحد أصحاب المعارض بإنشاء أول ورشة لتشطيب الموبيليا (استورجي)، وكان يدعى "حسن اللبان"، فكانت أول ورشة لخدمة المعارض الموجودة في ذلك الوقت وتعلم فيها الكثير من أهل القرية تلك المهنة ثم بدأ بعد ذلك فتح المزيد من ورش التصنيع والتشطيب مما أفاد المعارض لأنها كانت تقلل التكلفة عن الشراء من دمياط وبالتالي زادت عملية البيع بالقرية. وبعد تعلم الكثير من الأفراد من أهل القرية عملية النجارة والاستورجي والتنجيد ساهم بشكل كبير في عملية تصنيع غرف النوم والانتريه والصالون والسفرة وكل ما يلزم لتجهيزات الزواج من الاثاث ومع زيادة حركة البيع. وبعد شهرة طنان بين القرى والمدن المجاورة لها عن وجود معارض لبيع الأثاث والقرب المكاني بدلاً من السفر إلى دمياط والاسعار الرخيصة بدأت الشهرة تزداد حتى وصلت إلى القاهرة والجيزة ومحافظات أخرى. وفي ذلك الوقت تحولت الأراضي الزراعية والتي كان بجوارها مصرف كبير (رشاح) إلى قطع من الذهب إلى أصحابها لأن قطعة الأرض في تلك المنطقة زاد سعرها عشرات الأضعاف عن سعرها الأصلي فوصل سعر المتر الواحد إلى 35 ألف جنيه فهي أغلى من أماكن كمصر الجديدة ومدينة نصر وذلك بعد تحويل مجرى المصرف إلى مكان آخر وبدأت عمليات البناء وانشاءات معمارية على أعلى مستوى من أصحاب المعارض.. ومن أهل القرية فكل من كان لديه قطعة أرض زراعية أو أي حرفة أخرى كان يحاول بقدر الإمكان أن يتخلص منها لكي يشتري بجانب المعارض حتى يتم استخدام هذا المكان تجارياً، ففي هذا المكان الآن إيجار المعرض الواحد يصل إلى 10 آلاف جنيه شهرياً فذلك بالنسبة لصاحبه مكسب مادي كبير من أي حرفة أخرى، فتحولت الأرض الزراعية إلى قصور من الأثاث وشوارعها مليئة بالعمالة ففي كل بيت. وفي كل شارع بجانب المعارض تجد ورش تصنيع وتشطيب الاثاث تخدم تلك المعارض فكثرت المعارض وورش التصنيع والتشطيب إلى أعداد كبيرة حتى وصلت إلى 500 معرض للموبيليا وأكثر من 700 ورشة للتصنيع وتشطيب الأثاث فلكل معرض ورشة أو أكثر لتصنيع وتشطيب الأثاث وكل معرض يختلف في أشكال التصنيع حتى يتميز عن غيره. وقال إسلام نيلو صاحب ورشة لتشطيب الاثاث (استورجي) بطنان أنه كان من ضمن الكثير من اشتغل في مهنة التشطيب من أهل القرية منذ الصغر. وبدأ الأمر يتطور حتى انتشرت المعارض، ومع زيادة البيع والشراء مع احتياج الكثير من الاثاث بدأت عمليات التصنيع والتشطيب بطنان لأنه كان إستيراد الاثاث من دمياط لا يكفي إحتياجات المعارض مع زيادة حركة البيع والشراء فكانت أكبر بعد معرفة الكثير من القرى والمدن المجاورة بمعارض طنان فبدأت عملية التصنيع والتشطيب بطنان حتى تلبي احتياجات المعارض فكل من يعرف المهنة أو لا يعرف شيئا عنها عمل بها وأنشأ معرضا حتى يتحسن دخله المادي لأنه في ذلك الوقت لا يوجد مهنة أخرى مربحة بشكل كاف، مثل العمل بالمعارض وورش التصنيع فهي وفرت فرص عمل كبيرة لمن يعمل من أهل القرية أو من خارجها ففي كل معرض ما يتراوح بين 3 إلى 4 عمال، وفي كل ورشة تصنيع أو تشطيب لا يقل عن 5 أفراد للعمل بها فزادت العمالة في هذا المكان إلى حد كبير جداً كما يوجد الكثير من سيارات النقل والتروسيكلات التي تخدم هذه المعارض في عملية نقل الموبيليا من ورش التصنيع والتشطيب إلى المعارض أو نقل الاثاث الذي يقوم الزبائن بشرائه إلى أي مكان في مصر، كما أن دمياط تقوم بتوريد أكثر من 1000 غرفة أسبوعيا إلى معارض طنان لتوفير احتياجاتها فهي عملية مشتركة بين طنان ودمياط الآن بعدما كانت طنان تستورد كل الاثاث من دمياط، ولكن الأمر الآن اختلف بعد ظهور الكثير من المعارض وورش التصنيع والتشطيب بها التي توفر الكثير من أسعار الأثاث وبالتالي تم تخفيض أسعارها عما يشترى بسعر أكبر من الخارج. وقال محمود البوهي صاحب ورشة لتصنيع الاثاث أنه يمتلك ورشة للتصنيع ويعمل بها أكثر من 3 عمال وأنه غير قادر على توفير إحتياجات المعارض من تصنيع غرف النوم في مواعدها لأن الطلبيات كبيرة والعديد من ورش التصنيع تقع في نفس المشكله بسبب عمليات كبس الخشب التي تحتاج وقتا كبيرا لتصنيعها؛ فالكل يحاول أن يعمل على تغطية الطبيات المطلوبة منه في وقتها حتى لا يضيع العملاء منه فالغرفة الواحدة إذا عمل فيها أكثر من عامل تستغرق من يومين إلى 3 أيام في عملية النجارة فهي تدخل في مراحل متعددة مثل عمليات التصنيع والتشطيب والتشطيب النهائي. وهناك الكثير من ورش التصنيع يوجد ورش خاصة لتصنيع غرف نوم الاطفال وأخرى لغرف النوم الكبيرة كما يوجد ورش خاصة لتصنيع الصالون والانتريه والسفرة والملل وايضا ورش خاصة لعمل فرم واشكال الغرف. وتختلف الاسعار من غرفة إلى أخرى حتى تناسب جميع الاحتياجات فهناك غرف نوم أبلكاش صيني تبلغ التكلفة لها 3750 جنيها، أما غرف الاطفال فتبلغ 2350 جنيها، وتختلف الأبلكاش الكوري في الغرف الكبيرة فالتكلفة 4100، أما غرف الاطفال في الأبلكاش الكوري فتبلغ التكلفة 2700 فهذه أقل الاسعار الموجودة ولكن يوجد أسعار تختلف مع اختلافات التصنيع ونوع الخشب والتشطيب فتأتي أسعار السفرات في معدل 2000 جنيه والانتريه 2100 والصالون 2200. في النهاية هي قرية مصرية بسيطة تحولت إلى مدينة صناعية كبيرة وساعدت أهلها ومن حولها في توفير فرص عمل وربح مادي.