نادية خليفة - محمد عاشور - يارا سامي تصوير: أماني زيان هل يمكن أن تحقق طموحك فى ثلاثة أشهر ؟.. هل يمكن أن تنمى مهاراتك ؟.. هل يمكن أن تحصل على علاقات اجتماعية ناجحة ومستوى اقتصادى أفضل ؟ تساؤلات قد تبدو للوهلة الأولى غير منطقية..فى ظل ظروف الحياة اليومية التى نعيشها حلما أو خيالا.. ولكن فى مركز سوزان مبارك لتنمية المرأة.. منطق قد تحقق..وحلم أصبح واقعاً بكل تفاصيله الدقيقة.. فى خدمة البسطاء من أبناء هذا المكان. * من هنا كانت البداية مركز سوزان مبارك للمرأة بالأقصر هو أحد المشروعات التنموية التى تهدف إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمرأة، بما يؤدى إلى رفع مستوى المعيشة للأسر.. والحد من البطالة.. والحفاظ على الصناعات اليدوية والحرفية، من جهة ومن جهة أخرى نشر ثقافة العمل الحر من خلال التدريب على المشروعات الحرفية. ثلاثة أدوار يتكون منها المركز.. الأول والثانى للتدريب على الحرف المختلفة والإنتاج.. والدور الثالث لعرض المنتجات. قالت لنا المشرفة على المركز عبير عبده سيد.. أعمل هنا منذ عامين.. وسعيدة جدا بتواجدى وسط زميلاتى اللاتى أصبحن مع الوقت أكثر من أخواتى، فنحن نقضى معا أوقات عمل ممتعة نفيد ونستفيد ونتبادل الخبرات وتعبر كل منا عما بداخلها من آمال وأحلام وطموح نحاول الوصول إليه... فنحن لدينا حلم مشترك.. هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى.. عملى هنا لا يسبب إزعاجاً لأحد، بل على العكس أهلى موافقون على العمل فى هذا المركز.. أولا لأن مكانه قريب وسهل الوصول إليه.. ثانى حاجة أننا نتدرب ونعمل مقابل أجر بالإضافة إلى نسبة من المبيعات. * سألناها: هل كانت هناك شروط للالتحاق بالمركز ؟ - أجابت: أبدا.. الشرط الوحيد إنك تكونى بتحبى تعملى حاجة.. أنا مثلا حاصلة على دبلوم تجارة.. وغيرى يحملن شهادات أخرى.. وغيرهن لا يحملن شهادات على الإطلاق.. ميزة هذا المركز أنه حرفى.. الحرف عديدة ومتنوعة.. من حقك هنا أن تجربى كل حرفة.. وبعد ذلك تختارين ما يناسبك.. وتضيف: أنا اخترت حرفة الخياطة، لأنها من أكثر الحرف التى تلقى رواجا فى بيع منتجاتها مثلها مثل الشنط والمفارش نسبة مبيعاتها مرتفعة جدا.. غير السجاد الحرير، لأن الانتهاء من غزلها يستغرق وقتاً يتراوح بين 6 شهور أو سنة حسب حجمها. يوجد بالمركز منتجات ومتدربات ويتم التقييم عن طريق الفنى ومشرفة القسم التى تتولى التدريب. * ثلاثة أشهر حنان يوسف مشرفة قسم الخياطة قالت: قسم الخياطة من أكثر الأقسام التى عليها إقبال شديد وفترة التدريب تكون ثلاثة شهور بعد ذلك يتم تقييمها إذا كانت ستكمل فى التدريب أو تنتقل إلى فئة الإنتاج ويكون التدريب من الساعة التاسعة صباحا حتى الثانية بعد الظهر، وعادة يأتى إلينا المتدربات وهن مقتنعات بالحرفة المقبلات عليها ويكن مقبلات باهتمام ومستمتعات بالتدريب وأحيانا أجد منهن بنات موهوبات، ولكن رغم ذلك لابد أن تكمل ثلاثة شهور فى التدريب. كما قالت أيضا : لقد دربنا كثيرا من الفتيات وبعضهن خرجن من المركز وأخذن قرضاً وفتحن محلات ومارسن المهنة فيه. ثمن تفصيل الفستان 03 جنيها والجيب من 51 إلى 02 جنيها حسب الموديل كذلك البنطلون. وعندما تبدأ دورة تدريبية جديدة نكتب نشرة يتم تعليقها على باب المركز، وكل من يرى النشرة يخبر غيره، ولأن المكان يشد كثيرا من الناس فيكون هناك كثيرات متقدمات للتدريب على الحرف المختلفة مثل تعليم الخياطة، وهو أكثر الأقسام قبولا وتعليم التطريز والخزف والكليم والسجاد وغيره. * صداقات جديدة فى قسم التطريز.. حيث التقينا بالمشرفة سيدة حسن على..والتى قالت لنا أعلم البنات كيفية عمل غرزة وبعد ذلك أيديهن تاخذ عليها كما أن قسم التطريز اليدوى يلقى إقبالاً ملحوظاً. ويعتبر أكثر ما يتم بيعه هو الشنط والشيلان وأسعارها تحددها الإدارة، كما أن الإدارة تقوم بإعطائنا الخامات وكل واحدة منا تأخذ قطعة وتشغتل عليها، ويكون الوقت المحدد للانتهاء من العمل حسب الرسمة المطلوبة، وعادة يكون 31 يوما، وفريق التطريز اليدوى به 6 منتجات والباقى متدربات وكلنا من نفس المحافظة حتى إذا ابتعدت المسافات، فالمواصلات اليومية لا تأخذ أكثر من جنيهين والمتدربات يحصلن على 57 جنيها، فهن يتعلمن ويأخذن أجراً، وهو مكان يقضين فيه أوقات فراغهن ويتعلمن حرفة تساعدهن على عمل مشروع مستقل فى البيوت ويوزعن للبازارات. وانتقلنا إلى قسم السجاد وقابلنا نادية التى جاءت إلى التدريب واختارت حرفة السجاد على الرغم من عدم معرفتها به كما أنه يحتاج صبراً كبيراً.. قالت : عندما أعمل سطر صغير يحتاج منى نصف ساعة وحتى أقوم بعمل سطر ثانى أعمل شىء اسمه تفويته والسجاد البارز يعنى ذلك أنه تم تشطيبه وقطعه بالمقص العادى، فنحن لا نستعمل آلات، وعلى الرغم من صعوبة العمل إلا أنه ممتع جدا. نادية متزوجة حديثا.. ورغم أعباء حياتها الزوجية الجديدة عليها.. إلا أنها استطاعت أن تنظم وقتها.. وتقول :زوجى يعمل طوال النهار.. ومعظم الرجال هنا فى الأقصر.. لا يعودون إلى منازلهم إلا فى المساء.. أنتهى من أعمالى المنزلية وأذهب إلى المركز لأقضى وقت فراغى الذى يمتد لساعات طويلة، بالإضافة إلى أننى أكسب صداقات جديدة مع البنات هنا. * سألناها : وما رأى زوجك فى خروجك إلى المركز يوميا ؟ - أجابت : زوجى رجل متفهم.. ليس زوجى فقط، بل كل الرجال الصعايدة.. ويقدر عملى.. وسعيد بتنمية مهاراتى وممارسة هوايتى. * سألناها : بعد فترة التدريب، هل تفكرين فى عمل مشروع خاص ؟ - الحقيقة.. لا.. فالمشروع الخاص يحتاج وقتاً أطول.. وأنا حبيت المركز وأشعر أن لدى طاقة لمزيد من التعلم وإفادة غيرى من المتدربات. * النحاس بعد الحجر - تقول مروة نجدى محمد حاصلة على بكالوريوس تجارة، وتعمل فى قسم النحاس: بعد التخرج كان المركز فى بدايته، فجئت إليه، واخترت قسم النحاس لأننى وجدت نفسى فيه، ولم أختار العمل فى النحاس إلا بعد أن عملت بالنقش على الحجر والخشب والنحاس، وأخيرا استمر عملى فيه، لأننى أتقنت النقش عليه، وقالت: تم اختيارى للعمل فى المركز، وأنا الآن أتولى تدريب الفتيات الجديدات من بنات الأقصر، وأضافت قائلة: قمت بعمل مشروع مع مجموعة من الشباب عددهم سبعة، وقمنا بتمويل المشروع تمويلاً شخصيا، وفتحنا مشروعاً للنحت باستخدام خامة mdf ، ويتم عمل النحت بأنواعه البارز والغائر والإسلامى، والنحت القبطى، كما قمنا بعمل الديكورات لعديد من المطاعم والكافيهات بالمدينة، وكانت التجربة ناجحة لنا جميعا، وأصبح المشروع يدر علينا دخلا ماديا جيدا. - أما شادية عبد الفتاح - حاصلة على دبلوم صنايع - وتعمل حاليا مساعد فنى بالورش بالمركز بعد أن تم اختيارها للعمل فيه وقالت أنها إلى جانب أعمال النقش التى تقوم بها فى المركز، تتولى مهمة تدريب الفتيات على الرسم والنقش على النحاس، وأضافت: إن مدة التدريب تستمر لمدة ثلاثة أشهر، يخصص الشهر الأول منها لأعمال الرسم، حيث يتم رسم النقوش المطلوب طبعها على النحاس، وبعد ذلك يتم طبع هذه الرسومات ونقشها، فالعمل فى المركز يتم وفق جداول يتم إعدادها للتدريب المهنى، وخلال هذا الشهور الثلاثة لا تخرج الفتاة من المركز، إلا وهى صاحبة حرفة تؤهلها للعمل فى أى مكان تذهب إليه، أو تعتمد على نفسها فى عمل مشروع خاص بها، والمركز يساعد على ذلك، حيث يُقدم القروض الصغيرة للمرأة المعيلة أو المرأة العاملة، هذا إلى جانب وجود معرض خاص لعرض منتجات المركز، ويتم عرضها بأسعار رمزية، ويعود جزء من قيمة هذه المنتجات للبنات العاملات، والجزء الأكبر يتم الإسهام به لتدريب البنات الأخريات ممن يلتحقن بالمركز. - فاطمة جامع، طالبة تدرس فى معهد الخط العربى تقول أنها التحقت للتدريب بالمركز من أول شهر فبراير، وأنها تعلمت خلال هذه الفترة القصيرة الرسم على اسكتشات الورق، وإن كانت فترة تعلمها للرسم حتى كتابة هذه السطور لم تكن قد انتهت، ولكنها أصبحت بارعة فى مجال الرسم، وقامت برسم العديد من الاسكتشات التى تستخدمها زميلاتها فى نقوشهن، ونظرا لاستيعابها السريع التحقت بصورة مبدئية بأعمال النقش، ولكنها لن تمارس النقش إلا بعد انتهاء فترة التدريب على الرسم. * السجاد والكليم فى قسم السجاد والكليم الصوف، كان موجوداً خمس فتيات سعاد حسانى تقول: تدربت على عمل السجاد بالنول حتى أتقنت الحرفة وبعد انتهاء فترة التدريب انقطعت عن الحضور للمركز لفترة من الوقت، كنت خلالها أعمل بأحد المصانع الصغيرة الخاصة بصناعة السجاد، وفوجئت فى يوم أنهم فى المركز يتصلون بى للعمل بالمركز، وكانت فرحتى لا توصف فجئت للمركز منذ سنة، وقدمت خلال هذه السنة إنتاجا كثيرا يزيد على سبعين سجادة من الصوف، وأضافت أن مدة العمل فى السجادة تستغرق ثمانية أيام للسجادة الصغيرة، حتى ثلاثة أسابيع للسجادة الكبيرة، أو السجادات ذات التفاصيل الكثيرة، فصنع السجادة نفسها لا يستغرق وقتا طويلا، إذا كانت سادة أو تفاصيلها بسيطة على عكس السجادة التى تحتوى على رسومات ونقوش معقدة، وصناعة السجاد تتم وفق رسومات وصور ونقوش يقوم برسمها أحد المتخصصين، ونحن نقوم بغزل هذه الصور على السجادة بالخيوط الصوف، وأضافت أن صناعة السجاد مهنة صعبة وإن كان البعض يعتقد أنها بسيطة، ولكنها مهنة معقدة جدا. أما سلوى نصر الدين مصطفى مازالت فى فترة التدريب فقالت، ولو اتعلمت الحرفة كويس، المركز يقدم لنا المساعدات من ماكينات لصنع السجاد أو قروض لعمل مشاريع خاصة، وأضافت: أتقاضى أجراً بسيطاً، لكنى لا أنظر إلى ذلك، لأن المركز يقدم لنا خدمات تفوق الخدمات المادية، فلو أتقنت هذه المهنة فسوف أقوم بعمل مشروع خاص بى، أنا الآن مسئولة عن أسرتى وأصبحت قادرة على تقديم المساعدة لهم، لو طلب منى تدريب الفتيات بعد حصولى على فترة التدريب لن أتردد ولو حتى بدون أجر مادى، فكما جئت إلى المركز ووجدت فيه من وقفن إلى جانبى لن أتردد بدورى عن الوقوف إلى جانب الأخريات. وأضافت قائلة: أفكر بشكل جدى فى الحصول على قرض لعمل مشروع صغير، وربما يكبر هذا المشروع ذات يوم، ويكون عندى أكبر مصنع لصناعة السجاد فى الصعيد. وأشارت بسمة نصر الدين، حاصلة على دبلوم تجارة إلى سجادة وهى تحمل ورقة مصورة فى يدها، وقالت: هذه هى الأشكال التى نقوم بغزلها وأخذت تشرح لى تفاصيل الورقة المصورة، وقالت: نحن لا نتعامل بالصور، ولكن بالورق المطبوع والملون حتى تظهر صورة السجادة الحقيقية، ولكن لخبرتها الطويلة فهى تستخدم الورقة المصورة حتى تتيح للأخريات فرصة استخدام الورق المطبوع، وأخذت تشرح لى تفاصيل صنع السجاد منه وصنع خيوط الصوف، وطريقة نسجها خيطاً خيطاً. * مشروع خاص زينب محمد ياسين تقول: حضرت إلى المركز للعمل فى مشروع الخيامية والمفارش، حيث علمت من صديقة لى أنه يتم التدريب على هذه الحرفة فى دورة مدتها ثلاثة أشهر، وبعدها يتم إلحاقى للعمل بالمركز أو تسهيل الحصول على قرض شخصى لإقامة مشروع صغير، وهذا المجال يتميز بأن أعمال المفارش والخيامية مطلوبة لدى الناس، والإنتاج يتم بيعه كاملا لقلة العاملين فى هذا المجال. تضيف زينات عبده عبد الله : أن المركز يوفر لهن الخامات اللازمة لعملهن، وهن من يقمن بقص الخامات حسب المقاسات المطلوبة، وقالت إن الإنتاج يظهر بصورة مشرفة.. مروة المشرفة على الأقسام تقول: لدينا أقسام كثيرة بالمركز مثل صُنع السجاد بأنواعه، والخياطة، والخوص والنحاس والجريد... وأُنشئ المركز بهدف خروج البنت الصعيدية من نطاق البيت وتعلمها صنعة أو حرفة ثم يوفر لهن المركز فرصة أخذ قرض بعد دورة تظل 3 شهور وتحصل خلالها على 57 جنيهاً فى الشهر ثم تحصل على القرض وتعمل مشروعاً خاصاً بها.. تأتى معظم الخامات من القاهرة إلا الجريد، والذى هو من النخل ويصنع منه أيضا الأرابيسك.. وتباع كل المنتجات بأسعار رمزية جدا... ليلى النوبى - 22 سنة - تتدرب فى قسم الجريد وكانت تتمنى الدخول فى الخياطة، ولكن الحظ لم يسعفها تقول: فكرت أن أتعلم صنعة تنفعنى.. ولم يعترض أهلى، بل شجعونى فأنا بنت وحيدة وسط ثلاثة إخوة رجال.. كان هدفى هو تعلم الخياطة وليس الجريد، ولكن جاء توزيعى فى هذا المكان ولكنى بعد انتهائى من هذه الفترة سوف أحاول دخول الخياطة إذا أتيحت لى الفرصة.. شيماء على تقول أعمل هنا منذ سنتين فقد أنهيت تدريبى فى قسم النول وطلب منى التحول إلى الإنتاج وآخذ الآن 051 جنيها فى الشهر فى السنة الأولى كانوا يعطوننى نسبة من بيع منتجاتنا، إننا سعداء فى العمل هنا. أما هبة صلاح -22 سنة - تعمل فى المركز منذ أكثر من سنة ونصف فتقول اجتهدت فى التدريب فاختارونى للعمل هنا، ولكننى لا أجرؤ على عمل مشروع خاص بى أو آخذ قرضاً من المركز لأنه إذا لم يصادفنى النجاح فى المشروع سأتسبب فى مشاكل كثيرة لأهلى، وهذه مسئولية أكبر من قدراتى، وصراحة أنا أستمتع بوجودى هنا حتى لو مر علىَّ عشر سنوات فأصدقائى حولى ولا أمل أبدا من العمل هنا.. ابتسام محمد أعمل هنا منذ سنة ولم أحاول عمل مشروع خاص أولا لأنه لا يوجد عندى مكان للبدء فيه وثانيا فكرة القرض تخيفينى بشدة.. ثم إننا هنا فى الصعيد المرأة ليست مضطرة لإعالة نفسها فالرجل هو العائل سواء كان أباً، أو أخاً، أو زوجاً، ولكنى أحب المكان وأحس فيه بكينونتى. شادية عبد الحاكم-42 سنة - تقول: عملى هنا هو هدفى، وبالطبع أتمنى أعمل مشروع، ولكن إصرارهم على وجود ضامن يعمل عملا حكوميا يقف عائقا بيننا وبين إقبالنا على القروض، ثم إن المكان أيضا يعد مشكلة أخرى فى طريقنا، فبيوتنا صغيرة ولا تحتمل أخذ غرفة منها، ولا نستطيع أخذ مكان خارج البيت، فنحن لا يُسمح لنا بالتأخر ليلا، ولكن هذه مشكلة ممكن حلها.. أما الضامن فهى المشكلة الأكبر... تؤكد فاطمة مصطفى أحمد -52 سنة - على كلام شادية وهى تعمل فى الخيامية وتقول: حقا المكان مشكلة كبيرة لنا فى عمل المشروع الخاص، حيث إن القرض أيضا مشروط بوجود مكان.. لذلك لا نفكر فى ذلك ونكتفى بالعمل هنا بالمركز ونأخذ راتباً 051 جنيهاً فى الشهر، ونحن كأقصريات نصنع الخيامية بشكل جميل وراق وأتمنى فى المستقبل الذهاب للقاهرة والمنافسة فى هذه الحرفة. * شكاوى المرأة فى المركز تم إنشاء مكتب لشكاوى المرأة.. والذى يمثل حلقة الوصل بين المجلس القومى للمرأة ونساء الأقصر ممن يعانين من مشكلات تتعلق بأى شكل من أشكال التمييز ضدهن.. أو تعرضهن لأى ممارسات تتعارض ومبدأ المساواة وتكافؤ الفرص.. يدير مكتب شكاوى المرأة بمركز سوزان مبارك الدكتورة نيفين وديع.. وعن رسالة المكتب ودوره سألناها : - أجابت : يسعى المكتب إلى المساهمة فى حل المشكلات والعقبات التى تواجه المرأة هنا، وتحول دون مشاركتها فى تنمية مجتمعها، إلى جانب مساندتها فى الحصول على حقوقها المختلفة. نتلقى الشكاوى من خلال المقابلة الشخصية أو البريد العادى والإليكترونى أو الفاكس.. ونقدم الاستشارات القانونية والاجتماعية مجانا.. ثم إحالة الشكاوى إلى جهات الاختصاص ومتابعتها.. والتى تتطلب اللجوء إلى القضاء إلى المحامين المتطوعين المتعاونين مع المكتب. فمن حق كل امرأة التقدم بالشكوى فى حالة تعرضها لأى نوع من أنواع الظلم والتمييز ضدها.. سواء فى مجال الحياة العامة.. أو الحياة الشخصية. * أكثر القضايا شيوعا ؟ - أجابت : قضايا النفقة سواء نفقة زوجية أو نفقة طلاق. * عدد الشكاوى ؟ - أجابت : حوالى 53 شكوى على مدار الشهر، وأغلبها من النساء اللاتى يتراوح أعمارهن بين العشرين أو الثلاثين. * سألناها عن نسبة الطلاق فى الأقصر ؟ - أجابت : للأسف مرتفعة.. والسبب يعود إلى الزواج فى سن صغيرة لا تتجاوز الفتاة عمر الثالثة عشرة. و من أغرب حالات الطلاق..فتاة فى السابعة عشرة طُلقت مرتين.. وفى سبيلها الآن للطلاق للمرة الثالثة.. فمعظم حالات الطلاق على وجه العموم تأتى نتيجة سوء اختيار.. فكل ما يهم أسرة الفتاة هو أن تزوجها مهما كان عمرها.. وإلى أى رجل فقط حتى يقال أن ابنتهم تزوجت.. وعليه تفشل الزيجة بعد شهر.. الأهالى هنا لا يسألون عن ابنتهم بمجرد زواجها.. ولكن الغريب واللافت للنظر أن الفتاة عندما تُطلق يحمى سوقها.. يزداد الطلب عليها.. والدليل على ذلك أن الفتاة الصغيرة التى تطلق تتزوج لأكثر من مرة بعد ذلك.. وتضيف الدكتورة نيفين : جاءتنى فتاة فى العشرين من عمرها.. وكانت قد طلقت من زوجها الأول وقد أنجبت منه طفلا. ثم تزوجت من رجل آخر.. وأنجبت من طفلا آخر.. وهى الآن تريد الطلاق !!.. ولكن فى النهاية يسعى المكتب إلى التصالح ويبذل قصارى جهده مع الطرفين.. وإذا فشل يتم توكيل المحامين المتطوعين لرفع القضايا إذا لم تحل بشكل ودى. انتهت جولتنا بالمركز الذى جمع بنات وستات بالحب والإيمان بحقهن ودورهن فى التنمية.. وأتاح لهن فرصة للعمل وتفجير طاقاتهن الإبداعية لتنمية مهاراتهن ومواهبهن.