«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. مصطفى الفقى: مقومات البرادعى للرئاسة لا تختلف عن مقومات حسن شحاتة

يبقى الدكتور مصطفى الفقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب والذى فاز بجائزة مبارك للعلوم الاجتماعية وبالتعيين بمجلس الشورى فى يومين سعيدين متتاليين حالة خاصة جعلته رقماً محيراً داخل المعادلة السياسية المصرية فهو مفكر السلطة بالنسبة للمعارضة وفى أحيان أخرى تسبب آراؤه حالة من الضبابية على علاقته بالنظام.. وفى حواره مع «روزاليوسف» تحدث الدكتور الفقى فى جميع أمور الساعة داخلياً وخارجياً وكشف تفاصيل جديدة فى عملية اختيار الدكتور محمد البرادعى للوكالة الدولية للطاقة الذرية والذى كان شاهداً عليها أثناء عمله سفيراً لمصر لدى فيينا - وإلى تفاصيل الحوار.
تعيينك فى مجلس الشورى من قبل الرئيس مبارك ماذا يعنى لك فى هذا التوقيت خاصة أنك كنت تستعد لخوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة؟
- يعنى وضعى فى المكان الأكثر مناسبة لظروفى فبحكم السن وبحكم الخبرات والجانب الأكاديمى والشخصى من الأفضل أن أكون فى المجلس الأكثر تخصصاً والذى يحتوى خبراء وعلماء ومفكرين وهذا لا ينتقص من قدر مجلس الشعب بالعكس مجلس الشعب هو المجلس الذى يعبر مباشرة عن إرادة الناس.. إنما أنا قضيت فيه عشر سنوات رئيساً لواحدة من أهم لجانه واعتقد أنه آن الأوان كما يحدث فى كل العالم الانتقال من المجلس الأدنى إلى المجلس الأعلى.
ولكن تعيينك فى الشورى سبقه حصولك على جائزة مبارك.. فهل معنى ذلك أن المياه عادت لمجاريها بينك وبين النظام خاصة أن البعض اعتبر الفترة الماضية كان هناك ما يمكن تسميته بسحابة صيف بسبب بعض آرائك؟
- أولاً جائزة مبارك لا علاقة للنظام بها لا خلافات ولا مصالحات فكثيرون ممن يحصلون على جوائز الدولة هم من خصوم النظام فما بالك بى فأنا لم أكن يوماً خصماً للنظام ربما حدث بعض سوء الفهم من تصريح هنا أو هناك لكن النظام والسيد الرئيس شخصياً يدرك تماماً لا أقصد شيئاً يمكن أن يؤدى إلى موقف سلبى لعلاقتى مع النظام فهذا غير صحيح.
ورأيك فى استغلال البعض لتصريحاتك لتصفية حساباته مع النظام وأعنى بذلك الأستاذ محمد حسنين هيكل؟
- ما حدث كان فيه ظلم شديد لى بأن أتحول إلى كرة من اللعب يلقى بها الأستاذ هيكل إلى النظام، فأنا استخدمت كحزام ناسف ولم يكن هناك أبداً ما يدعو لأن يحدث ذلك.
كلامك عن مجلس الشعب يدعو للتساؤل هل مازلت تحمل مرارة من تجربة الانتخابات الماضية وما أثير حولها بما ينال من صورتك عند الشارع؟
- شوف لا يستطيع أحد أن يدعى أنه يمكنه اجتياز الانتخابات بقدراته الشخصية أو الفكرية أو الثقافية فالأمر يحتاج اما أن تكون صاحب مال أو منطويا تحت جماعة دينية أو لك عصبية قادرة على القيام بالبلطجة عند اللزوم ولذلك لا يتسرب إلى مجلس الشعب من العناصر الواعدة الكثيرون وهذا أمر مؤسف، وأنا ممن يعتقدون أن الانتخابات بالقائمة ولو القائمة النسبية يمكن أن تسمح للمرأة وللشباب والأقباط وأساتذة الجامعات والعلماء بأن يكون لهم مكان فى مجلس الشعب ولكن الانتخابات الفردية صعبة جداً، يمكن أن يكون هناك أستاذ جامعى كبير أو عالم فذ ويتفوق عليه إنسان عادى معتمداً على المظاهر الثلاث التى ذكرتها. ؟
اسم مصطفى الفقى فى المعادلة السياسية المصرية «محير» المعارضون يصفونك بمفكر السلطة وأهل السلطة أحياناً يراودهم الشك تجاهك بسبب عدم اتخاذك مواقف حزبية قوية فى معارك الحزب الحاكم الذى تنتمى اليه فأين تقف فى هذه المعادلة؟
- تفسير هذه المعادلة لصالحى تماماً ويعنى أننى أمضى مع الضمير الوطنى أنا مع الدولة والحكومة عندما تصيب وكثيراً ما تصيب فأنا لست مصابا «بعمى الألوان» الذى يجعلك تقوم بالنقد لكل ما تقوم به الدولة بسبب أو بغير سبب وبما لا يخرج عن الإطار العام لانتمائى الحزبى ويجب أن تضع فى اعتبارك أن الحزب الوطنى يمنحنا هامشا من الحرية كبيرا للغاية ولو حضرت اجتماعاً للمجلس الأعلى للسياسات فى حضور أمين السياسات لوجدت أن هناك اختلافات لا تصل إليها المعارضة، وإذا أرادوا أن يتحدثوا، وبالتالى لا يوجد قيد على فى ذلك إطلاقاً، وإذا كان هناك انتقاد لى من جانب الحكومة أو السلطة وجانب آخر من المعارضة فإن هذا يعنى أننى أمضى فى الطريق الصحيح.
ولكن علاقاتك ببعض القوى السياسية تثير اللبس وخاصة مواقفك من الإخوان المسلمين مذبذبة أحياناً تهاجمهم وأحياناً تطلب الحوار معهم؟
- لم أقل أبداً أنهم قوة سياسية فى الشارع إلا وأكملت أننى ضد فكرهم مائة وثمانين درجة وموقفى منهم واضح ولست مع فكر الإخوان على الإطلاق ولم أكن ولن أكون لأننى أرى أن فكر الإخوان تقوقعى استبعادى منغلق لا يخدم أهداف المواطنة المصرية ولكن فى الوقت ذاته أرى ضرورة الحوار معهم والاستماع إلى وجهات نظرهم عند اللزوم.
وما شكل الحوار الذى تقترحه؟
- يجب أن يكون تحت مظلة الشرعية إذا كونوا حزباً سياسياً فيجب أن يكون الحوار إنما لا يمكن أن يتحاور أحد مع جماعة يصفها القانون بأنها جماعة محظورة.
ولكن طرحك غير دستورى لأن الدستور المصرى يحظر قيام الأحزاب الدينية؟
- ومن قال إنه حزب دينى ما أقصده حزبا مدنيا عاديا إذا استطاعوا وهم يتحدثون عن ذلك أحياناً وربما كانت تجربة حزب الوسط ليست بالضرورة هى بالضبط ما نتصوره ولكن كان يمكن أن تكون مقدمة لحزب له مخزون دينى ولكنه يتصرف بطريقة علمانية فى دولة مدنية ويحضرنى هنا النموذج التركى فى الأحزاب الإسلامية.
وهل هم يريدون حزباً علمانياً فى دولة مدنية؟
- لا أعتقد أنهم يريدون ذلك ولوسألت عضواً فى الإخوان بالبرلمان أى دائرة تمثل سوف يقول لك إننى نائب الجماعة ولن يقول اسم الدائرة إنهم يعتقدون أنهم جزء من أمة إسلامية أكثر منهم جزء من دولة مصرية.
لك جملة مشهورة وهى أن «مصعد» الوزارة لا يقف فى طابقك هل تنتظر أن يقف مصعد الأمانة العامة للجامعة العربية فى طابقك خاصة مع قرب انتهاء فترة الأمين العام الحالى عمرو موسى؟
- لا أعتقد ذلك لأن عمرو موسى أعطاه الله العمر والصحة كفاءة كبيرة وأعتقد أنه سيجدد له فى عمله بجامعة الدول العربية لفترة مقبلة، وقد يكون هذا فى مصلحة مصر فى الظروف الحالية وأنا تطلعاتى محكومة بالمصلحة العامة ولم أفكر يوماً بطريقة شديدة تدعونى إلى أن أتطلع لشىء على حساب المصلحة العامة.
ولكن بعد إعلان الأمين العام بأن هذا العام هو الأخير له تردد اسم مصطفى الفقى مع أسماء آخرين؟
- وارد وورد منذ سنوات طويلة فى كثير من الترشيحات لوزارات مختلفة ولمناصب مختلفة ولكن هذا لا يعنى أبداً أن هذه الأمور يجب أن تتحقق أو أننى تعلقت بها أو أننى حزنت لعدم تحقيقها.
كيف تقيم ظهور الدكتور محمد البرادعى على الساحة السياسية بمصر وخاصة أنك زاملته بالعمل الدبلوماسى وشاهدته فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قرب أثناء عملك سفيراً لمصر فى فيينا؟
- البرادعى شخص يحظى باحترام كبير على المستويين الدولى والوطنى وهو صديق وقد تجنبت دائماً إبداء أية آراء فى مبادرته التى اتخذها فى الشهور الأخيرة ولكن أعتقد أنه كان يمكن أن يجد منافذ أخرى للتغيير أفضل من الوضع الذى بدأ به فهو يبدو أكبر من مثل هذه المحاولات ويبدو أفضل من معظم المحيطين به ولا تنسى أنه قد تلقى عرضاً منذ ما يقرب من عشر سنوات ليلحق بركب النظام وأنا ممن يؤمنون أنه يمكن التغيير أحياناً من داخل النظام.
وما هو العرض؟
- تلقى عرضاً أن يكون وزيراً للخارجية فى عام .2001
إذن لماذا يصور دائماً أنه قيمة تجاهلتها الدولة ووقفت ضد وصوله لمقعد الوكالة؟
- لا أعتقد ذلك وأنا شاهد على أننى تلقيت اتصالاً هاتفياً من السيد الرئيس وأنا سفير فى فيينا للتشاور فى شأن ما خاص بعملى فى فيينا وقلت للرئيس إن البرادعى قد أنتخب وقال الرئيس أنه شاب طيب وأنا سعيد بهذه النتيجة وعندما يأتى فى مصر فى أول زيارة سوف أستقبله، لم تقف منه مصر موقفاً سلبياً أو على الأقل لم يقف منه الرئيس مبارك موقفاً سلبياً.
هل يملك البرادعى المقومات التى تجعله رئيساً لمصر؟
- هذه قضية أخرى، والحكم فيها صعب، فهل كل شخص ناجح فى مجال معين يصلح لأن يكون رئيساً لو اتبعنا هذا المنهج يمكن أن نرشح شخصيات كثيرة نجحت فى عملها بدءاً من أحمد زويل إلى حسن شحاتة، هو رجل ناجح فى مجاله ولكننى لا استطيع الحكم عليه فى موقع منصب الرئيس لأننا لم نجرب عمله فى السياسة الداخلية ولا فى إدارة شئون البلاد ولا يمكن أن يأتى رئيس لمصر إلا من داخل التركيبة المصرية فى الداخل ليس ضرورياً أن يكون جزءاً من النظام ولكن أن يكون جزءا ممن عايشوا الحياة السياسية فى العقود الأخيرة بمصر.
أنت كنت شاهد عيان على عملية اختيار البرادعى للوكالة الدولية للطاقة الذرية هل حدث بالفعل أن الولايات المتحدة ضغطت بكل أدواتها من أجل انتخاب محمد البرادعى ومنع فوز الدكتور محمد شاكر ما هى حقيقة ما حدث فى فيينا؟
- طبعاً الدكتور محمد شاكر شخصية دولية لها قيمة ويكفى أن تعلم أنه كان أقوى المرشحين فى التصويت الأول كله على الإطلاق لأن الدكتور شاكر كان رئيس مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار منذ سنوات طويلة ومرتبط بهذا المجال منذ وقت طويل ومؤهلاته الأكاديمية تدعمه فى هذا الموضوع، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تريد شخصية من داخل الوكالة جربتها وخبرتها وتستطيع أن تتعامل معها لذلك كان انحيازها للدكتور البرادعى واضحاً فى هذا الشأن.
هل تذكر مواقف تبرهن على هذا الانحياز؟
- عبرت الولايات المتحدة الأمريكية صراحة وكل الدول الغربية بما يشبه الإجماع على أنه لايمكن أن نضع مثل هذه الوظيفة الخطيرة لأول مرة خارج نطاق الولايات المتحدة وأوروبا ويأخذها العالم الثالث إلا فى يد أمينة جربت فى العمل وثبت نجاحها لأن الدكتور البرادعى كان مساعد المدير العام للشئون الخارجية والقانونية.
اتصالاً بالشأن الداخلى كيف تنظر للأزمة الحالية بين المحامين والقضاة؟
- أراها أزمة مؤسفة ولا يمكن أن يصطدم جناحا العدالة بهذه الصورة لأن هناك القضاء الجالس وهناك القضاء الواقف وهو المحاماة ولذلك هو أمر مؤسف أن يتطور صدام أثناء العمل إلى هذه النتائج وتحدث هذه المظاهرات الكبيرة وتتعطل العدالة وتتعطل بالتالى حقوق ومصالح الناس وفقاً لذلك أنه أمر مؤسف وعلى العقلاء فى الجانبين أن يلتقوا وأن يتجاوزوا هذا الخلاف الذى هو فى النهاية محسوب على السلطة القضائية بكل أجنحتها.
وما رأيك فى الأزمة المتعلقة بموضوع الزواج الثانى للأقباط خاصة أنك لك دراية بهذا الأمر فى حكم موقعك السابق داخل مؤسسة الرئاسة فضلاً عن الروابط التى تجمعك بالكنيسة المصرية؟ - عبرت عن وجهة نظرى صراحة فى هذا الشأن بأننى لا أعتقد أن هناك حكم محكمة مهما ارتفع شأنها يمكن أن يمس نصاً مقدساً وكل أصحاب شريعة أولى بتفسيرها فهل يمكن أن يصدر حكم من محكمة القضاء الإدارى يمنع تعدد الزوجات من أجل تحديد النسل والحفاظ على الأسرة مثلاً، يستحيل لأنه يخالف نصاً وهو نص الإباحة فى الإسلام بتعدد الزوجات وكما نريد أن يحترم الناس ديننا يجب أيضاً أن ننظر بنفس النظرة إلى الديانات الأخرى خصوصاً إذا كانت هى ديانات قريبة منا تماماً لأن أهل الكتاب شركاء فى مجموع الديانات الإبراهيمية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام.
ننتقل إلى الشأن الخارجى.. على مدار الشهور الأخيرة هناك محاولات لترسيخ فكرة أن الدور المصرى تراجع فى المنطقة العربية وأننا نعيش عصر تركيا وهو كلام مشابه لما قيل عن الدور الإيرانى فى فترة حرب غزة وقيل من قبل أيضاً عن الدور السعودى بعد توقيع اتفاق مكة فما رأيك؟
- هذا كله مردود عليه، الدور ليس هبة أو منحة من أحد أنه معطاة تاريخية تقوم على عناصر الزمان والمكان والبشر، الدورالمصرى لم يعطه لمصر أحد حتى يستطيع أن يسلبها هذا الدور عندما يريد أو ينال منه حين يشاء، إنه تراكم تاريخى وثقافى وحضارى وعسكرى واقتصادى وجغرافى وسكانى لهذا فإننى لا أعتقد بفكرة تراجع الدور، ولكن الدور يغير أدواته.. كان الدور المصرى من فترة قائماً على التعليم والثقافة والتنوير والعسكرية فى عين جالوت وحطين وأكتوبر 1973 إلى آخره، ثم بدأنا بأدوات جديدة التى تجعلك الدولة النموذج ربما تكون الديمقراطية واحترام المفردات الجديدة فى هذا العصر كحقوق الإنسان ورعاية الأقليات يعنى الدور يظل ولكن أدواته قد تتغير ولذلك أنا لا أعتقد أبداً أن دور مصر متراجع.
إذن ما تفسيرك للمحاولات التى ذكرتها؟
- نعم أشعر أن هناك محاولة استهداف لتقزيم هذا الدور ولتحجيم دور مصر قدر الإمكان وهذا الأمر «بيحرق» قلبى أحياناً لأننى أشعر أنه يحمل نكرانا للجميل وخروجا عن السياق ومحاولة لتحقيق أهداف فى ظروف غير طبيعية لم يكن لها أن تتحقق فى ظروف طبيعية، وهذا اصطياد فى ظروف العالم العربى المتدهورة وفى ظروف القضية الفلسطينية المتراجعة وفى ظروف قوى دولية مواتية لقوى معادية لدور مصر فى المنطقة وأنا لا أعتبره عملا شريفا هذه المحاولات لطعن مصر والخلط بين انتقاد النظام وهذا أمر مسموح به فى جميع أنحاء العالم وبين محاولة المساس بهيبة الدولة المصرية نفسها.
وكيف ترى حالة التشدق بالدور التركى التى يروج لها «المتعثمنون» إذا جاز التعبير داخل مصر وخارجها؟
- نحن لسنا ضد الدور التركى، فليتقدم الأتراك ويفعلون ما يستطيعون تقديمه، مصر ليست ضد الأدوار الأخرى، مصر ترى أن الدور التركى مكمل وأن الدور القطرى مكمل وأن الدور السورى أساسى وأن الدور السعودى أساس لا اعتراض لنا على هذا على الإطلاق.
ولكن البعض يصور أن كل مساحة يأخذها الأتراك تكون خصماً من القضاء المصرى؟
- غير صحيح، تستطيع مصر أن تتدخل فى أى شأن بقرار إدارى فى أى لحظة مصر ليست مكبلة ولكنها اتخذت قراراً إدارياً بألا تشتبك مع كل حدث فى أى وقت بلا مبرر ولها جدول أولويات مختلف عن أولويات الستينيات والسبعينيات والثمانينيات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.