يجب التفرقة بين أصول وفروع، وثوابت ومتغيرات، وعبادات وعادات، لأنها من سلامة التصور وصحة التكييف التى تعين على فقه النص واستنباط الحكم التكليفى منه، قال الله عز وجل - "ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستبطونه منهم"، والحذر من الاجتراء على تحليل وتحريم ممن لا يعرف الوسائل العلمية المعتمدة المعتبرة، قال الله جل شأنه. "ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون. متاع قليل ولهم عذاب أليم". ويجب فقه أن الأصل فى الأشياء الإباحة إلا ما حظر بدليل قطعى الورود، وهو القرآن الكريم والسنة النبوية المتواترة، قطعى الدلالة، وأن مورد الحظر - غالبا - النهى بصيفه، لا مجرد "الترك، لشيء من الشارع، ولا عدم فعله من سادتنا السلف الصالح - رضى الله عنهم". وأن التحليل والتحريم لله - عز وجل - ولرسوله - صلى الله عليه وسلم وليس لأحد سواهما، لأن التحليل والتحريم إنشاء للحكم، وعمل المجتهدين "كشف" للحكم. ومن وسائل الاستنباط الصحيح معرف "المصطلح" فمصطلح "العيد" يغلب من جهة الحقيقة الشرعية على عيدى الفطر والنحر، وهما مشروعان نصا واجماعا، ومصطلح "موسم" ويغلب ارتباطه بحدث دينى كيوم عاشوراء وأيام التشريق، ومصطلح "مناسبة" ويغلب على أحداث دينية مثل الاسراء والمعراج وتحويل القبلة، والهجرة النبوية والمولد النبوى الشريف، واجتماعية ووطنية تتعلق بأحداث كالنصر والتحرير والاستقلال وما أشبه، وهى تدخل فى "المصالح المرسلة" التى لم يرد من الشارع أو بالأعمال أو الاهمال، ولمصلحة عامة وليست خاصة، "وحينما كانت المصلحة فتم شرع الله" وهذه المناسبات وأن كانت غير منصوص عليها ولا محل إجماع. إلا أنها تتفق فى مجملها مع المباديء والمقاصد العامة للتشريع الاسلامي، فلا حرج فى الاحتفال العلمى أو الدعوي، تذكرة وإعلاما، أو الاجتماعى فى حدود ما أباحته الشريعة الإسلامية، والاحتفال.بالمناسبات الدينية والوطنية والاجتماعية لا يتعلق بها اعتقاد صحة أو فسادا - ولا "سنة تتبع ولا بدعة تجتنب". و"أنتم أدرى بشئون دنياكم". والله أعلى وأعلم. هام وعاجل بخصوص مانسب إلينا عبر الصحف من الحكم بالردة على "رافعى شعار رابعة " فى مناسك الحج ... من المعروف عنا أننا ننهج النهج الوسطى ونسعى لجمع المسلمين على كلمة واحدة دون تعصب أو تمذهب أو تحزب " وكذلك جعلناكم أمة وسطا " ومؤلفاتنا فى ذلك شاهدة علينا ... فإذا علم هذا : فإن المسلم بحق المؤمن بصدق إذا جاءه خبر عن الناس فواجب عليه أن يسلك المسلك الصحيح " إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينو " وفوجئت من أحد الإخوة يبلغنى إن هناك تصريحات على لسانى بالحكم بالردة على من يحمل إشارة" رابعة" فى مناسك الحج " والحق أنى لم أصرح بهذا !! ولكن كل ما قلناه " أنه لايجب رفع لافتات والاشتغال بأمور دنيوية فى الحج لقوله تعالى " ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب " وأن الله أمر بمناسك معينة تفعل فى الحج ولا يفعل غيرها " واذكروا الله فى أيام معلومات " وأن من يفعل غير ذلك فهو مسلم فاسق عاصى ولم أقل أنه مرتد.."
