كم هى اللجان التى يتم تشكيلها يوميا ولا تؤدى عملها وتتحول من دينامو يحرك الأحداث إلى عائق يقف حجر عثرة أمام التطور وتحقيق الأهداف المرجوه ،ولذا قال المصريون فى الأمثال «إذا أردت أن تقتل شيئا فأنشىء له لجنة» لأن عمل اللجان عادة ما لا يكتمل ويأخذ وقتا طويلا فى الأخد والرد والتداول ومن ثم فإن اتخاذ قرارا نهائى أمر يطول انتظاره . وهذا هو الإحساس الذى عم الوسط السينمائى بعدما تم الإعلان، عن تشكيل لجنة وزارية بغرض النهوض بصناعة السينما فى مصر وحل أزماتها إثر حالة الشلل التى أصيبت بها خلال الأحداث الأخيرة حيث منيت بخسائر فادحة . تتشكل اللجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء الدكتور زياد بهاء الدين، وتضم عدداً من الوزراء من بينهم درية شرف الدين، وزيرة الإعلام، والدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، على أن تضم لاحقاً ممثلين عن غرفة صناعة السينما تحث عدد من صناع السينما للإدلاء برأيهم فى هذه اللجنة . «النهار» فتحت هذا الملف لتستطلع آراء السينمائيين فى هذه الخطوة ومدى تقييمهم لها ،وكيف يرى صناع السينما مستقبل هذه الصناعة المهمة للاقتصاد المصرى ؟! وهل يمكن للروح الجديدة التى دبت فى مصر بعد زوال الإخوان أن تعوض هذه الخسائر؟ من جانبه قال المنتج إبراهيم أبو ذكرى «رئيس اتحاد المنتجين العرب»إن هذه اللجنة لن تنجح فى حل أزمة صناعة السينما طالما تحكمها طريقة التفكير العقيمة التى ما زالت تسيطر على المسئووليين وأضاف أبو ذكرى : لا بد أن يفهموا أن الوزراء و الجهات الرسمية المسؤلة عن صناعة السينما هى السبب فى الأزمة و بالتالى فان الاستعانه بهم فى حلها أمر يثير الضحك و الشفقة لان الأطراف الفاعله على الأرض ليست ممثلة فى هذه اللجنة مثل المنتجين الذين يمثلون عصب صناعة السينما و على رأسهم الشركة العربية فضلا عن المسؤولين عن شركات الانتاج فى العالم العربى و شركات التسويق الإلكترونى وتابع: إذا كان المسئولون يعتقدون أن غرفة صناعة السينما تعبر عن المنتجين فهم واهمون لأنها ترهلت و شاخ دورها و ليس لها أى تأثير على أرض الواقع و تحتاج إعادة هيكلة بشكل سريع و ملح جدا لتغيير اللائحة وطريقة الانتخابات بها وشدد أبو ذكرى على وجود دراسة حقيقية للسوق السينمائى العالمى و العربى و ليس المصرى فقط لأن القرصنة هى أساس المشكلة التى تدفع المنتجين للإحجام عن خوض تجارب انتاجية جديدة وفى النهاية حدد أولى خطوات الحل فى التفرقة فى أزمة السينما بين الصناعة و الإبداع فالصناعة لها فرسانها أما الإبداع فله رونق خاص لا يمكن أن يجاريه أحد مضيفا « لا أمل فى أى حلول إلا بعد أن يحدث تفاهم بين الإعلام المصرى والسينما على التفاهم بحل جميع مشاكل قطاع ما يطلق عليه «المرئى و المسموع» أما اجتماع المسئوليين بمناصبهم فلن يجرى كثيرا و يدخل فى إطار الحرث فى البحر أما منيب شافعى رئيس غرفة صناعة السينما فقال أنه سينتظر مقترحات زملائه من أجل مناقشتها فى الاجتماع والتقدم بها للجنة وأكد على وجود الكثير من القضايا التى سيتم طرحها على اللجنة بغرض النهوض بصناعة السينما، كاشفاً أن زيادة الموارد السينمائية سيكون المطلب الأول، وذلك من أجل تشجيع المنتجين على العودة مرة أخرى إلى الإنتاج بعد عزوف معظمهم عن القيام بدوره بسبب الأحداث وتحدث عن «سرقة موارد السينما» التى تجرى حالياً، نتيجة الإهمال فى عملية صيانة الأفلام قبل عرضها، ملقيا باللوم على الشهر العقارى الذى يتسبب فى بيع الكثير من الأعمال دون التحقق من سند ملكيتها وأوضح منيب أن عملية القرصنة على الأعمال السينمائية من قبل بعض القنوات التى تعرضها دون تملكها، ستكون ثانى النقاط التى يتم طرحها، خاصة أن هذه العملية تتسبب فى خسائر فادحة لملاك الأفلام وطالب منيب الدولة بأن تعود مرة أخرى إلى دعم إنتاج الأفلام، مسترجعاً ما حدث من قبل بدعم الدولة للإنتاج السينمائى ب20 مليون جنيه، ولكنه طالبها بأن يتم، هذه المرة، توزيع الأموال بشكل أكثر حرصا. ومن جانبه قال المخرج محمد خان أن الخسائر التى تعرضت لها دور العرض بسبب إغلاقها إنما هى خسائر يمكن تعويضها على أمد قادم ولكن لا أعتقد أن هناك دور عرض تم تخريبها واعتقد أنه ليس هناك مغالاة فى الأجور ليخدم مصر ولكن هناك بعض النجوم بل قلة منهم هى التى أجورها عالية بالنسبة لسوق السينمائى ولكن بعد هذه الأحداث اعتقد أنه لابد من حدوث تغييرات فى الأجور وتخفيض هذه الخسائر التى دفعت بعض المنتجين إلى عدم خوض هذه التجربة مرة أخري. أما المنتج هانى جرجس فوزى قال : بالنسبة لخسائر السينما خلال الفترة الماضية والتى تعرضت لها مؤخرا لا يمكن تحت أى حال من الأحوال استرجاعها مرة أخرى نظرا لما عانت منه السينما ومن اغلاق لدور العرض ولم تتحقق الإيرادات المرجوة ومقاطعة الجمهور عن دور العرض وأكد هانى أن ارتفاع أجور النجوم خلال الفترة الماضية بشكل مبالغ فيه كان له أثر سلبى ومباشر على بعض المنتجين فمن الأفضل لو اتحد المنتجون على كلمة واحدة بتخفيض أجور هؤلاء النجوم ومن لا يلتزم لا يتعاملون معه .