رأت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية الصادرة اليوم السبت أنه يتعين على الرئيس الأمريكي باراك أوباما تذكر الدروس المستفادة من حملة الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا عام 1994 وهو يبحث عن الأدلة الأكثر حسما بشأن استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية ضد المدنيين. وذكرت الصحيفة في تقرير لها بثته على موقعها الألكتروني أن الإدارة الأمريكية يتعين عليها تذكر اللحظة المخزية التي أبت فيها إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون الاعتراف بأن هناك حملة إبادة جماعية تقع في رواندا لعدم توريطها في تدخل عسكري لوقف القتال بموجب اتفاقية الأممالمتحدة لمنع الإبادة الجماعية لعام 1948، وهو ذات السبب الذي يحول دون اعتراف إدارة أوباما باستخدام أسلحة كيماوية في سوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن الأنباء حول استخدام أسلحة كيماوية في سوريا من قبل القوات النظامية قد ظهرت فى شهر ديسمبر الماضي، عندما أرسلت القنصلية الأمريكية في مدينة إسطنبول التركية تقارير ولقاءات مفصلة حول سقوط ضحايا ووجود شهود عيان يؤكدون استخدام مثل هذه الأسلحة قبيل أعياد رأس السنة (الكريسماس). وقالت «واشنطن بوست» إنه رغم تحذير أوباما بأنه ستكون هناك عواقب كارثية في حال رصد أي تحركات للأسلحة الكيماوية ، تبدى الإدارة الأمريكية رغبات قليلة تكاد تكون منعدمة في التدخل بسوريا على نحو يفوق ارسال المساعدات غير القتالية إلى بعض المجموعات المختارة من صفوف المعارضة وبذل الجهود الدبلوماسية مع روسياوالأممالمتحدة لإيجاد مخرج سياسي للأزمة. ودعت الصحيفة البيت الأبيض إلى إدراك حقيقة أن مقاليد اللعبة قد تغيرت وأن مصداقية الولاياتالمتحدة في العالم باتت على المحك وقالت:" إنه يتحتم على أوباما أن يدرك الأضرار الهائلة التي سيجلبها إلى الولاياتالمتحدة وإلى إرثه حال فشل في اتخاذ تحرك إزاء سوريا". وأضافت:" أنه يجب أيضا على أوباما أن يتصور كم الأضرار الناجمة عن اتساع الهوة بين الأقوال والأفعال بنحو يصعب تجاهله خاصة عندما تأتي من أناس يمتلكون القوة والسلطة ولا يفعلون ما يقولون أو العكس". وشبهت الصحيفة الأمريكية اتساع رقعة انعدام الثقة في الولاياتالمتحدة بالعالم خاصة ين المسلمين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمرض السرطان وقالت:" إنه مع استمرار الأسد في قصف شعبه بالغاز سيتم تصوير أوباما الذي زعم أنه سيرسم ملامح بداية جديدة مع العالم الإسلامي بشكل سلبي واعتباره رئيس أشرف على أحد الفصول الدموية في الصراع بين الغرب والشرق. واختتمت الصحيفة تقريرها بذكر أن العالم رغم ذلك لا يرى تعقيدات الموقف داخل البيت الأبيض وهو ما يتمثل في صعوبة تحقيق أي نتائج إيجابية من جراء التدخل في سوريا فضلا عن الضرر المحتمل في الملف المحلي إذا ما أغرق أوباما جيشه في صراع جديد بالشرق الأوسط وأن ما يراه فقط لا يتعدى مشهد سقوط آلاف المدنيين في سوريا في وقت تقف فيه واشنطن دون اتخاذ أي موقف.