قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن تحذيرات الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول استخدام سوريا للأسلحة الكيماوية بأنها تشكل "خط احمر" بالنسبة لبلاده أثارت موجه انتقادات عارمة بداخل الإدارة الأمريكية. وقالت الصحيفة -في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني – الثلاثاء 22 أغسطس- أن محللين سياسيين اعتبروا أن هذه التصريحات قد تمنح الرئيس السوري بشار الأسد مبرراً لمواصلة دك معاقل المعارضة بالأسلحة التقليدية مثل الدبابات والطائرات وغيرها. ونقلت الصحيفة عن الرئيس أوباما قوله في هذا الصدد"حتى هذه النقطة لم آمر بالتدخل العسكري في الصراع السوري، بيد أن الحديث عن اللجوء للأسلحة الكيماوية والبيولوجية من جانب النظام السوري لهو أمر بالغ الأهمية"،وأضاف بأنه"سيكون هناك عواقب وخيمة إذا رصدنا أي حركة تدل على استخدام الأسلحة الكيماوية أو نقلها عبر سوريا". وتعليقا على تصريحات الرئيس الأمريكي، أشارت الصحيفة إلى أن مسئولين بارزين أعربوا عن اعتقادهم بأن هذه التحذيرات هدفت في الأساس إلى توجيه رسالة إلى دمشق توضح حدود صبر الأمريكيين حيال ما يحدث هناك. ومع ذلك،أضاف هؤلاء المحللون بأن ما يبعث الخوف والقلق حاليا هو إمكانية أن تفسر تحذيرات الرئيس أوباما في دمشق على إنها تعد إشارة على عدم قدرة الولاياتالمتحدة على اتخاذ رد فعل أقوى من ذلك. ونقلت "واشنطن بوست" عن مدير معهد واشنطن للسياسة في الشرق الأدنى روبرت ساتلوف، قوله"لم أحبذ صيغة حديث الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الإطلاق، فهو أتاح عن غير قصد للسوريين استخدام وفعل أي شيء خلاف الأسلحة الكيماوية". ورأت الصحيفة أن التحذير الأمريكي المباشر وغير المعتاد حيال الأسلحة السورية يعكس في الحقيقة أصداء مناقشات وتحذيرات "الخطوط الحمراء"التي وجهت من قبل إلى إيران كي تمنعها من تطوير برنامجها النووي. وأضافت"إن إيران،نتيجة لذلك،حرصت بعناية فائقة على تجميع كافة ما تحتاجه من موارد لبناء قنبلة من دون أن تتخطى الخطوط الحمراء والحدود التي رسمتها لها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها،مثل طرد المفتشين النوويين الدوليين أو تخصيب اليورانيوم إلى مستويات من شأنها تطوير قنبلة نووية". وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه على الرغم من مراقبة الولاياتالمتحدة لأربعة مواقع سورية على الأقل بها أسلحة كيماوية،إلا أن هناك مخاوف جسيمة تنتاب ذهن المسئولين الأمريكيين منها إمكانية سقوط هذه الأسلحة في أيدي الجماعات المتشددة مثل تنظيم القاعدة أو حزب الله اللبناني،هذا بخلاف المخاوف التي تدور حول إمكانية استخدام النظام السوري لهذه الأسلحة في وجه المدنيين العزل.