كتب / مصطفي حمزةقال الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب إن وجود نسبة ال 50% عمال وفلاحين داخل البرلمان المصري لا تؤثر سلبا علي الدبلوماسية البرلمانية، لأن هذا التقسيم لا يرتبط بعدم الفهم والمعرفة للقضايا الوطنية، مشيرا إلى الجذور التاريخية لهذا التقسيم والمرتبطة بتهميش العمال والفلاحين سياسيا واجتماعيا، وهو ما دفع الثورة إلى العمل على إشراكهم في الحياة السياسية والعمل البرلماني لإزالة هذا التهميش بحد أدنى 50% من إجمالي مقاعد البرلمان .وأضاف خلال الندوة التي عقدتها كلية الإعلام بجامعة القاهرة حول الدبلوماسية البرلمانية والاتصال الدولي بحضور الدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة والدكتور سامي عبد العزيز عميد الكلية : إن العمال والفلاحين ليسوا هم الطبقة الجاهلة أو غير القادرة علي الفهم، لافتا النظر إلي وجود عدد كبير من لواءات الشرطة في المجلس الحالي يحملون صفة الفلاحين، بالإضافة إلي بعض المرشحين في الانتخابات الحالية ممن يحملون صفة الفئات باعوا أملاكهم لأبنائهم للحصول علي الصفة العمالية , بسبب حكم المحكمة الإدارية العليا والدستورية العليا والذي قضى بأن العبرة بالصفة وقت الترشيح .وبصراحته المعهودة قال سرور: أحيانا تأتيني دعوة لحضور مؤتمر برلماني دولي، فأتأمل الحاضرين لأرى من الذي يستطيع التمثيل فلا أجد، معلنا أن هناك اتجاه عام لتدريب البرلمانيين الجدد عن طريق مراكز متخصصة لإن اللي بينجح في البرلمان ولو بشراء الأصوات يبقي شخص مدقدق جدا وأحسن من اللى معاه دكتوراه، لأن الأخير يجيد تخصصا معينا لكن قدراته علي الاتصال والإقناع والحركة تكون مححدودة بالإطار الأكاديمي، أما النائب فهو شخص ذكي بغض النظر عن أنه استخدم ذكائه فيما هو مشروع أو غير مشروع .ولفت إلى أن الانتخابات بمثابة امتحان قدرات الناخب الشخصية وقدرته على الاتصال واٌلإقناع وكسب ثقة الجماهير , مشيرا إلي ان هذا الإقناع ربما يأتي عن طريق الرشوة الانتخابية وهو أمر غير مشروع، موجهارسالة للناخب أن الرشوة بالمال متروكة لضميره، قائلا لو اضطريت لقبول هذا المال خده واضحك عليه وماتديهوش صوتك لان معنى ذلك أنه لا يثق بنفسه ويشترى ذمتك بالمال .وعن طريقة إدارته للجلسة رغم وجود 88 نائبا من جماعة الإخوان المسلمين إلى جانب المعارضة وأغلبية الوطني قال رئيس مجلس الشعب: نحن لا نمسك العصا من المنتصف ولكن نمسك بالتفاهم والتعامل والحياد الكامل لأن النواب تحت قبة البرلمان سواء ولا فرق بين وطني ومعارضة، مؤكدا أن حماية المعارضة وتمكينها من التمثيل هي مسئولية رئيس المجلس .وعندما وجه اليه سؤالا عن شكل الانتخابات القادمة قال الله أعلم ، ولكن في ضوء المعطيات السياسية يمكننا القول بأهمية الانتخابات البرلمانية القادمة في التأثير علي الانتخابات الرئاسية التي تليها، مشيرا إلي أن الأحزاب التي لم تكن ممثلة في المجلس أو كانت ممثلة بنسبة ضعيفة تعرف أنها قد تكتب شهادة وفاتها سياسيا إذا لم تمثل في هذه الانتخابات بنسبة أكبر .وانتقد الأحزاب التي كانت تدرس قرار المشاركة أو المقاطعة للانتخابات، قائلا : أتعجب من الأحزاب التي تفكر في خوض المعركة الانتخابية من عدمه ، مشيرا إلى أن الوظيفة الأساسية للأحزاب هي المشاركة في الحكم ومن ضمن صور تلك المشاركة هي الانتخابات بحيث تمتلك مقعدا في البرلمان يمكنها من المنافسة علي الرئاسة .وواصل سرور: الأحزاب التي تجبن عن المشاركة في الانتخابات تنتحر سياسيا وتكتب شهادة وفاتها، والأحزاب التي لن تشارك في هذه الانتخابات سوف تختفي من الساحة السياسية بمرور الزمن ، لافتا النظر إلي أن هناك بعض الدساتير تنص علي إلغاء الحزب الذي لا يحقق نسبة من المقاعد في البرلمان علي مدى عامين .وحول توقعاته عن وجود الإخوان المسلمين في المجلس القادم بنفس النسبة قال رئيس المجلس نص الدستور في مادته الخامسة بعد تعديلات 2007 علي عدم جواز مباشرة أي نشاط سياسي وفقا لمرجعية دينية، والشعب المصري قادر علي تقييم مجموعة ال 88 وما أفرزته أو قدمته وفي ضوء تقييم الشعب سيتحدد عدد الإخوان في البرلمان القادم .وأكد علي أنه لا يجوز الخلط بين الدبلوماسية والسياسة الخارجية، مشيرا إلي أن السياسة الخارجية قرار سياسي تصنعه السلطة المختصة التي يحددها الدستور، وأن الدبلوماسية تتجه لتحقيق أهداف السياسة الخارجية عن طريق أدواتها المختلفة .