لقد وصلت الثورة فى مصر إلى ذروة مطالبها بالتحقيق مع الرئيس السابق ونجليه ومن معهم من رؤساء المجالس المزورة للشعب والشورى وهو مايعنى كل أركان النظام السياسية وأذرعه المالية الفاسدة وبأيدى أركانه العسكرية سواءاً عن طيب خاطر أو جبراً ويحسب للرئيس المخلوع تمسكه بالبقاء علي أرض مصر هو وعائلته وغالبية أركان النظام فقد كانت لديهم فرص متاحة للهرب خارج البلاد ولاأدرى هل فعلوا ذلك عن وطنية إبتدعوها وما ألفناها عليهم أم كان لديهم الامل فى البقاء دون محاسبة والإفلات من العقاب فهذا ماسوف تظهره الأيام والتحقيقات فقد وضعت هذه التطورات نهاية للتكهنات التى سادت الحياة فى مصر عن الثورة المضادة والمحاولات اليائسة لإفشال ثورة الشعب والعبث بالحياة العامة ونشر الفوضى واليأس فى نفوس المصريين والذين يبدوا أنهم قبضوا على الأمر وليسوا فى سبيلهم إلى التفريط فى هذه الفرصة التاريخية ...فالوضع يتعدى توقيف بعض من أبناء مصر الذين خانوا الأمانة وأذلوا هذا الشعب وكذبوا عليه لسنوات طويلة خلت فقد ظلوا يكذبون ويزورون إرادة الناس دون النظر إلى التغير الذى ساد العالم طيلة العقود الماضية وإلى السماوات المفتوحة ووسائل الإتصال الحديثة التى أتاحت للناس التعرف على الدنيا والمقارنة بين ما يحدث عندنا من أكاذيب وفضائح ومايخطوه العالم من خطوات هائلة فى كافة المجالات والتى وضعتنا فى مراتب متخلفة بين الأمم فى كل المجالات الإقتصادية منها وما يتعلق بحقوق الإنسان وحرية التعبير إلى أن بلغ الكذب مداه فى الإنتخابات الأخيرة وتم تزويرها بالكامل فكانت القشة التى قسمت ظهر النظام الذى فعلها دون مبالاة حتى كان القدر الذى أزاح جدار الخوف من قلوب المصريين إلى أن تطورت الأحداث وسالت كثيراً من الدماء التى مهدت إلى إقتلاع النظام من جذوره ولكنه مالبث يتشبث بالأرض فقام بحرقها وتجريفها من الأمن والأمان وزرع فيها الرعب والفوضى بل والقتل وهاهواليوم يقبع هو وكل من شاركه وزين له الباطل ودافع عن الظلم داخل السجون رهن التحقيق ليأخد كل منهم جزاء ما إقترفت يداه فى حق أهله وناسه وكل حسب جرمه دون محاكمات إستئنائية .... وفجأة وجد المصريون أنفسهم أمام واقع جديد فالجميع حر غير مقيد اليد واللسان وكل الأماكن شاغرة لمن يرغب فى الخدمة ويرغب فى تحسين الأحوال ولم تعد المناصب مغنماً بل مغرما ًوليتها تكون كذلك وأحسب أنها ستكون حتى لو تطلب ذلك بعض الوقت فالكل يعلم أن النظام الفاسد السابق لم يترك شيئاً على حاله إلا ماندر وباتت الساحة مفتوحة على كل الإحتمالات وتستوعب كل الأفكار ولكنها المعضلة المصرية الأبدية ألا وهى التمويل لهذه المشروعات لتجسيد الأفكار وجعلها واقعا معاشاً ولكن مايدعوا للأمل هو أن مصر بلداً صبورا وشعبها شعباً حياً لايشكوا كثيرا من سوء الحال المعيشية إلا قليلاً فهو شعب يتمتع بقدر هائل من الكرامة والحياء ولا يريد من الحياة سوى الستر فى أغلب الأحيان فهو شعب لم يعتاد أن يمد يده لحكوماته على مر التاريخ لأنها لم تكن تعطيه شيئا بل كانت تسلبه الحاضر وتصادر عليه المستقبل وتكبله بالديون والإتفاقيات المجحفة فى حقه فى مايملك من مقدرات ولعل هذا مايدعونا إلى التفاؤل وهو أنه أصبح لدينا حكومة أوحكومات قادمة تخضع لرقابة الناس وتعمل من أجلهم وشعب تعود الصبر ومل من الفساد وبالتالى سوف تكون النتائج واضحة حتى لو كانت قليلة الأثر فلدينا الوقت لكى ننتظر ولدينا من الصبر مايسمح لشعبنا أن يرفع رأسه ويرتب بيته ويرسم مستقبله بما يحقق له مايريد من حرية وكرامة ورفاهية ....وللحديث بقية