المصريون العائدون من ليبيا - صورة أرشيفية كشف مصريون عائدون من مدينة مصراتة غرب ليبيا عن تعرضهم لعمليات قصف عشوائي من قبل دبابات القذافي إضافة إلى هجمات المرتزقة الأفارقة ومرتزقة سيدات. وقال مصطفى الصغير وهو فني ألومنيوم من طنطا، إن نحو 17 مرتزقًا إفريقيا هجموا على منزله وكادوا يفتكون به لولا أنه أختبأ في حظيرة أغنام وهو أسرته وبينهم طفله الصغير الذي يبلغ عامًا واحدًا، ولو بكى هذا الطفل وقتها لانكشف أمرهم وقتلوهم المرتزقة على الأرجح . وأوضح مصطفي الصغير بحسب ما اوردته وكالة أنباء الشرق الاوسط - في شهادة مسجلة أمام البعثة المشتركة للجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي في ليبيا وقيادات المجتمع المدني في مدينة طبرق بشرق ليبيا - أنه ظل مختبئا مع جيرانه الليبيين داخل إحدى الشقق بعد أن تعرضوا لقصف الدبابات والقناصة، واستمروا في وسط هذه الشقة عدة أيام لايستطيعون الذهاب للحمام بسبب القناصة. وشدد مصطفي - الذي كان ضمن مجموعة من العائلات التي وصلت مدينة طبرق أمس الاثنين على متن سفينة قطرية - على أن المرتزقة الذين اقتحموا منزله لم يكونوا عربا بل كانوا يتحدثون بلغة أجنبية. وقال مصطفى إنه رأى بعينيه جثث لقائدي دبابات دمرها الثوار، واكتشفوا أن أيديهم مقيدة في الدبابات بطريق تجبرهم على قيادتها وإطلاق القذائف بحيث يكونون محاصرين بين الثوار من جهة وكتائب القذافي من جهة مما يضطرهم لإطلاق النار على الثوار. وأشار اللاجئ المصري القادم من مصراتة إلى أن كتائب القذافي تعتمد على دبابات حديثة للغاية لدرجة أن الثوار أطلقوا ثلاثة صواريخ أر بي جي المضادة للدبابات على إحداها ولم تفجرها، وأن المرتزقة استولوا على 4 آلاف دينار ليبي ومصوغات زوجته خلال اقتحامهم لمنزله. وكشف أن حماه رفض مغادرة مصراتة التي يعيش فيها منذ 20 عاما، مؤكدا أنه سيستمر في البقاء في المدينة مع الثوار الذين يقاتلون ببسالة للدفاع عن مدينتهم في مواجهة المرتزقة الأفارقة. هذاأيضَا كان شعور محمد الذي جاء من مصراتة هو أسرته، وقال: كنت أريد البقاء في المدينة بعد مارأيت من قسوة كتائب القذافي وشجاعة الثوار، لولا توسلات زوجتي بأن استقل معها السفينة القطرية".وأضاف محمد الذي رفض الإفصاح عن اسمه بالكامل إن الثوار وفروا لنا الحماية، ومكنونا من الوصول إلى الميناء لكي نغادر المدينة المحاصرة، لافتا إلى أن منطقة مصنع الصلب بمصراتة تتعرض لقصف شديد. وكشف عن تعرض المسجد الذي كان يصلي فيه صلاة الجمعة مع ابنه للقصف من قبل الثوار. وروى محمد قصة غربية، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، وهي اختطاف أحد أقاربه في مصراته يعمل سباكا، وقال إنهم شاهدوه في التليفزيون وسط مجاميع تهتف بحياة القذافي في طرابلس. وطالب صاحب مصنع ملابس عربي يعيش في مصراتة منذ سبع سنوات بضرورة الانتباه إلى العمال المصريين الأفراد المحاصرين في مصراتة، لافتا إلى أن السفن التي تجلي العالقين تركز على العائلات وتهمل الأفراد، مشيرا إلى أن هؤلاء أيضا بشر لهم أمهات وعائلات تخشى على مصيرهم. وقال التاجر الذي رفض الإفصاح عن هويته - لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن هناك العديد من العمال المحاصرين في مصنع الحديد والصلب الذي يتعرض للقصف من قبل كتائب القذافي. وأشار إلى أن الإمارات أرسلت السبت الماضي سفينة لإجلاء الرعايا المصريين الموجودين في مصراتة. ودعا عمر وهو ميكانيكي من محافظة دمياط شباب الثورة في مصر إلى الاهتمام بمشكلة المصريين في الخارج وخاصة في ليبيا، وكذلك الانتباه لقضية الثوار الليبيين، منوها بشجاعتهم وبسالتهم وحرصهم على حياة المصريين في المدينة. وكشف عمر عن أنه رأى 4 مرتزقة سيدات، وكن يقمن بضرب مخازن التموين إلى أن استطاع الثوار القضاء عليهم، مؤكدا أن معنويات الثوار عالية رغم كل هذه الظروف. وطالب العائدون السلطات المصرية بتكثيف عمليات إجلاء الرعايا المصريين الموجودين في مصراتة وطرابلس، وغيرها من المدن الليبية الخاضعة لحكم العقيد معمر القذافي أو المحاصرة. وقال أحد اللاجئين العراقيين إنه شاهد مرتزقة القذافي يطلقون الرصاص على أم تحمل رضيعًا تم إطلاق الرصاص عليها مما أدى إلى مقتلهما.