على الرغم من مرور 130عام على إنشاء مستشفي العباسية للصحة النفسية فى مصر وأصبحت مصر من الدول المتقدمة فى مجال الطب النفسى واصبحت الزمالة الطبية فى مصر لاتقل عن الزمالة البريطانية .على الرغم من مرور عقود من الزمان تكاتفت فيها الجهود المخلصة لكل المتهمين بالطب النفسي في مصر التى نجحت فى إحراز تقدم نحو تطور الطب النفسي وإزالة وصمة لحقت بالطب النفسى والمريض النفسي وتوجت تلك الجهود بصدور قانون رعاية المريض النفسي تحت رقم 71 لسنة 2009م وكانت مستشفى العباسية للصحة النفسية إحدى الصروح الشامخة للطب النفسي فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط كله ولها إسهامات كبيرة فى هذا المجال . إلا أن حكومة نظيف تسعى لهدم أية أثر موجود بمصر خاصة وأن هذا المبنى يعتبر رمزا تاريخيا ويقع فى وسط العاصمة المصرية وتم بناءة على يد الخديوى توفيق فى عام 1979م ليكون قصرا يسكنة أحد أفراد العائلة المالكة على مساحة 532فدان تقريبا وتكلف بناءوة حوالى 250ألف جنية فى ذلك الوقت .. وخربة حريق بعد بناءة بعام واحد فقط وتبرعت الأميرة فاطمة بنت إسماعيل باشا بهذا القصر كهبة (للمجاذيب) كما كان يطلق على مرضي النفسيين فى ذاك الوقت وكانت الأميرة فاطمة قد تبرعت فى نفس العام بأرض جامعة القاهرة .. ومنذ ذلك الحين وأصبح للمرضي النفسيين مستشفى عملاق ليتم علاجهم فيها أو بمعنى أخر ليتم إيداعهم فيها .. لكن هذه الأرض تم إقطتاع من 532 فدان أجزاء على مراحل مختلفة بعد أن أقتطعت وزارة الإسكان 260فدان لبناء مساكن لضباط القوات المسلحة فى هذه المنطقة .وأخذت وزارة الأستثمار خمسة أفدنة و177فدان فى أرض المعارض والملحقات التابعة لها ووتبقى 90فدان فقط هى مساحة المستشفى إلا ان محافظة القاهرة قامت بإنشاء حديقة العروبة على مساحة 22فدان فى الفترة القليلية الماضية وأصبحت مساحة المستشفى 68فدان فقط بعدما كان 532 فدان منذ عام 1879م وتقدر قيمة ماتبقى للمستشفى بحوالى 12 مليار جنية. ويعتبر بيع هذه المباني هو إهدار حقيقي لقيمة تاريخية وتراثية لهذه الأرض والمبانى الموجودة عليها والتى بنيت منذ أكثر من 130عام لكن حكومة نظيف تفكر جديا فى إهدار هذا الصرح التاريخي وقتل تراث بناه إسرة محمد على . الغريب والطريف أن وزارة الصحة لم تنف أو تؤكد هذا الخبر على الرغم من قيام جبهة تسمى جبهة الدفاع عن مستشفى العباسية للصحة النفسية وقام أخصائى الطب النفسي والأطباء بوقفة إحتجاجية طالبو فيها بعدم بيع أوإقتطاع جزء أخر من المستشفى وطالبو بتدخل الرئيس مبارك . الدكتور عبد الرحمن شاهين المتحدث الرسمي بإسم وزارة الصحة نفى فى إتصال بالمراقب النية لنقل هذا المستشفى ولم يؤكد أيضا أنها لم تنقل وقال أننا لم نفكر فى بيع المستشفي لانه لم يأتى حتى الأن مشترى لها ويرى الاطباء والأخصائيين النفسيين والعاملين بالمستشفي أن عدم نفى شاهين أو تأكيد بيع أو نقل المستشفى يدل على أن هناك نية مبيتة للبيع أو النقل ونحن نفرض ها تماما وطالبوا بتدخل الرئيس مبارك . -_الدكتور أحمد عكاشة العالم النفسي شارك فى هذه الوقفه وتعاهد امام الجميع أنه سوف يحارب بكل قوة من أجل إقصاء المسئولين عن بيع هذا المبنى الأثري قبل ان يكون مستشفى للأمراض العصبية .وقال أن الحكومة فكرت فى هذا الأمر مرتين الاولى كانت فى عام 1982م والثانية كانت فى عام 1993م وكنت حاضرا فى الأخيرة ورجع المسئولين عن هذا الأمر لكنهم عادو من جديد تم نشر هذا الموضوع فى إحدى الصحف المستقلة وإنضم إلى الدكتور أحمد عكاشة الدكتور جمال ماضي أبو العزايم العالم النفسى وإتفق مع الدكتور عكاشة على أنهم سوف يكونون جبهة للدفاع عن حقوق المرضى وطلبو تدخل زاهى حواس رئيس المجلس الأعلى للأثار وفاروق حسنى وزير الثقافة للدفاع عن هذا الأثر التاريخى . قال نادرعبد العزيز مدير إدارة العلاقات العامة بالمستشفى أننا نطالب بتدخل الرئيس مبارك لانقاذ هذا المبنى التاريخى وهذا الصرح التاريخى يتم بيعه بمنتهى السهولة وكيف تفكر الدولة فى كيفية زيادة المشقة والمعاناه التى يلاقيها أهل المرضى الذين يأتون من كل مكان . وقال أن المريض النفسي علاجة مختلف عن باقى الأمراض حيث يتم تأهيله للعودة إلى صفوف المواطنين من جديد والألتحام بهم ودمجه داخل المجتمع عن طريق وجود مقر العلاج داخل الكتلة السكنية وأن يتم زيارتة بإستمرار من أقاربة الذين يقللون فى زيارة أقاربهم من الأساس وإذا تم تنفيذ هذا المخطط وتم نقل المستشفى لم يقم أحد من أقارب هؤلاء المرض لهم وبالتالى سوف تزيد الانتكاسة الموجوة من الاساس عند مثل هؤلاء المرضى وقال أن المرض لن يكونون أول المتضررين من نقل المستشفى بل سوف يؤثر على الأطباء وكل الموظفين الذين يقومون بعناية المرضى وعلى أسرهم حيث يوجد بالمستشفى أكثر من 570 مابن أطباء وممرضين وموظفين وقائمين على العناية بالمرضى . وقال الدكتور حسام صبرى أخصائي أمراض نفسية وعصبية بالمستشفى أن نقل المستشفى سوف يتسبب فى كارثة بكل المقاييس وأننا لن نسمح وسوف نقاوم بكل مانملك حتى يتم إقصاء المسئولين أو الذين يفكرون فى البيع عما يفكرون فيه وقال كيف تفكر الحكومة فى بيع مكان تاريخي وأثري من أجل أقامة مدينة للملاهى ومجموعة مشاريع لمستثمرين كبار معروفون بالأسم . إنتهى كلام كل الأطراف المشاركة فى هذه الوقفة الأحتجاجية ومازال المراقب يتساءل هل يتم بيع المستشفى أو نقله إلى صحراء مدينة بدر التى تبعد عن القاهرة 60كيلو متر أم يبقى الحال على ماهو عليه . مجرد سؤال؟