هل يمكن لاوربا وامريكا ان تكونا يد العون للفكر العربى الجديد؟ ام انها ستحاول الخروج من الموقف باكبر المكاسب او اقل الخسائر؟ اعتقد ان هذه الاسئلة هى محور التفكير فى العلاقات الغربية العربية بعد الثورات الشبابية العربية التى اندلعت فى مصر وتونس ولم يتضح موقف ليبيا واليمن وسوريا والبحريين بعد. ان الناظر فى الادعاء الغربى بحماية الديمقراطية واختيارات الشعوب لن يستبشر خيرا لان هذا لا ينطبق على اختيارات الشعوب التى تفرز حكومات ينطلى عليها الطابع الدينى، ولنا فى نتائج الانتخابات الفلسطينية فى غزة خير دليل. فبعد اعلان فوز حماس وتشكيلها الحكومة لم تعترف بها معظم الدول الاوربية وامريكا ارضاءا لاسرائيل ولا نغفل انه يتملكهم هاجس الارهاب الاسلامى. وبالتالى اعتقد ان نتائج الانتخابات القادمة لمجالس الشعب والشورى سيتوقف عليها قوة او ضعف العلاقات العربية خاصة فى مصر مع اوربا وامريكا، وان من ينظر لحماسة الدول الغربية لقيام الثورات العربية واستيلائها على الحكم فى بلادها انما هو واهم وينظر تحت قدمية. واعتقد ان الدول الغربية التى تمد جسور العلاقات القوية مع مصر قد يكون هدفها اتاحة الفرصة لتواجد التوجيه الغربى للسياسة والسياسيين المصريين للحد من النفوذ الدينى الذى وضح فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية الاخيرة. واننا كمصريين نرى ضرورة وجود علاقات قوية مع دول الغرب قائمة على الاحترام المتبادل لما تقرره الشعوب بنفسها وخلق جو من التعاون المشترك وبحكم انهم الدول الاقوى علميا واقتصاديا عليهم مد يد العون لنا علميا واقتصاديا وفى المقابل علينا ان نعمل جاهدين لاثبات سماحة الاسلام فى التعامل مع الاخرين ومحو الافكار السابقة عن المسلمين. وهذا لن يتاتى بالانعزال عن المنظومة العالمية بل يجب سرعة الانخراط فيها وتقديم السياسة المصرية الجديدة التى تقوم على مبدا كفالة الحريات للجميع والمساواة بين ابناء الوطن الواحد داخليا ، واما خارجيا فعلينا ان نثبت للعالم كله اننا حريصيين على تبادل علاقات حسن الجوار مع دول المنطقة اولا والدول الغربية بعد ذلك. ان هذا هو اول ما سيبقى على العلاقات الغربية العربية علاقات تقارب لا تنافر. ولنا لقاء اخر ان شاء الله تعالى