ونجحت الثورة .. كلمة لم نكن نتوقع أن نحلم بسماعها منذ اندلاع الثورة المصرية يوم 25 يناير والتي بدأت بحركة شبابية وتظاهرات منادية بثلاث مطالب أساسية كنت شاهد عيان عليها هي الإصلاح – الحرية – العدالة الاجتماعية ، ثم تطورت الأوضاع يوما بعد يوم ليتعالي سقف المطالب حتى وصل إلي مطالبة الرئيس السابق حسني مبارك بالتنحي ، وبالفعل تنحي والآن بدأنا في مرحلة محاكمته وتم إسقاط النظام بكل رموزه .. ورغم هذا لازال هناك معتصمون في ميدان التحرير .. لماذا ؟؟ لأننا جميعا كاذبون . نعم .. كلنا كاذبون .. كلنا أراد أن يكون بطلا شعبيا بعد انتصار الثورة سواء من شارك فيها أو من لم يشارك .. سواء من كان في الميدان أو من كان مختبئاً في بيته .. من رأي شهداء الثورة بعينيه وهم يتساقطون في الميدان وهو بجوارهم ينتظر مصيرهم ذاته بين لحظة وأخري ومن تابع الأحداث علي شاشات القنوات الفضائية .. من حمل صديقه المصاب علي يديه مهرولا إلي أقرب مستشفي أو أقرب ركن بعيد عن مرمي القناصة المأجورة ليوقف نزيف دماءه .. ومن كان مضطجعا بجوار والده ( الحزبي المعروف ) يخططان كيف يكون للشاب الدلوعه دور في قيادات الثورة إذا ما نجحت . كذبنا في أحداث كثيرة استعرض لكم بعض منها : - عندما تهكمنا من إذاعة التليفزيون المصري خبر توزيع وجبات جاهزة علي المعتصمون في الميدان بالرغم من أنها حقيقة شاهدناها جميعا بأعيننا . - عندما قلنا أننا كنا نخطط من البداية للقيام بثورة ضد النظام بالرغم من أنها كانت دعوة لتظاهرات ليس إلا والجميع بلا استثناء توقع نهايتها بنهاية اليوم . - عندما قلنا أن سالي زهران استشهدت في ميدان التحرير علي يد قوات الشرطة في الوقت الذي أكدت فيه والدتها أنها سقطت من شرفة منزلها بعد عودتها من المظاهرات. - عندما قلنا أن كل من في تواجدوا في ميدان التحرير أبطال وثوار بالرغم من معرفتنا اليقينية أن بعض من تواجدوا في الميدان كانت لهم مآرب أخرى أعلمها وتعلمونها ولا داعي لتفصيلها . - عندما اتهمنا المطالبون بالاستقرار بأنهم عملاء وخونة وأعضاء من الحزب الوطني وأنهم ضد الثورة وتناسينا أن هناك مئات الآلاف فقدوا عملهم ومصدر رزقهم بسبب طول أمد الأحداث . كذبنا في أحداث كثيرة ولا زلنا نواصل الكذب والتزييف والإدعاء والبطولية ظنا منا بأن المشاهد والمتابع للأحداث أشخاص سذج لا يستطيعون التفرقة بين الغث والثمين .. لكن هيهات .. هيهات يا شادي .. هيهات يا حمادة .. هيهات يا ( ننوس عين أمه ) يا كل من تحلم بأن تكون بطلا علي أعناق الثوار وشباب الثورة . لقطات : • إلي كل شاب خرج لوسائل الإعلام ليدعي أنه بطل وأنه قائد الثورة وأنه ( الفارس .. والحارس .. ومفجر ثورة مارس ) لن تخدعنا.. انتهي دورك . • إلي شباب الثورة الحقيقيون .. أعلم أنكم ترفضون الشو الإعلامي وأن ما بذلتموه من أجل بلدكم .. أسفت لترككم هؤلاء المستفزين ليصدعونا في الفضائيات . • إلي المعتصمون حاليا بالميدان .. ماذا تريدون ولماذا أنتم معتصمون ؟ • إلي من يريدون تغيير علم مصر .. أين أنتم من الأهرامات وأبو الهول ؟ • إلي المجلس الأعلى للقوات المسلحة أرجو ألا تتم الاستجابة لكل ما ينادي به المتظاهرون بهذه البساطة .. لأنهم لا يعبرون عن غالبية الشعب كما أننا لا ندري ما هي المصلحة من وراء ما يسعون إليه .. لا أخّون أحد ولا أتهم أحد .. لكن الناس سئمت ما يحدث .. استفتوا الناس .. سلوهم ماذا يريدون .. والحكم لصندوق الانتخابات . • إلي الدكتور أيمن نور زعيم ورئيس حزب الغد .. أقدم لك تحياتي واحترامي لأنك لم تسعي لخطف الأضواء من الثوار ولم نراك تفعل كما فعل كثيرون ممن حاولوا ركوب الموجة فقد كنت شاهد عيان علي نزولك الشارع من يوم 25 إلي نهاية الثورة . • إلي الفريق أحمد شفيق .. أقدم تحية واجبة لرجل كانت تحتاجه مصر في وقت شدتها .. لكن هناك محاكم تفتيش الثورة وقفت ضدك .. لكن صدقني ومن أجل مصر قدم نفسك في الانتخابات وستري حب الأغلبية الصامتة لك وإيمانهم بإخلاصك ووطنيتك.