أيام قليلة وتستقبل الأمة الإسلامية عيد الأضحى المبارك ويبقى الشغل الشاغل لدى المواطنين هو الأضحية التي ارتفع سعرها بشكل جنوني . حيث أصبح العثور علي أضحية مناسبة بسعر مقبول مهمة صعبة، حيث ارتفعت أسعار الأضاحي في مصر بشكل ملحوظ مما يرجح التوقعات بإحجام كثير من المصريين عن الأضحية لهذا العام. ونلاحظ ان ارتفاع اسعار الاضاحي ليس في مصر فقط ، بسبب الثورة وتداعياتها ولكنه ارتفاع عالمي وتشكو منه كثير من الدول الاسلامية ولكنه ملحوظ في مصر هذا العام لان المصريين تحت مجموعة من الضغوط منها السياسي، والاجتماعي والاقتصادى وغيرها . المراقب.. رصدت ارتفاع أسعار الأضحية بمحافظة المنوفية وسببها ومدى إقبال المواطنين على شرائها ، حيث تراوح سعر الأضحية بين 1500 إلى 2000 جنيه بزيادة بلغت 40% عن الأعوام الماضية وارتفعت بالمثل أسعار اللحوم البلدية بنسبة تتراوح مابين 20 و 30% وبلغ سعر العجل الواحد بحد أدنى 14 ألف جنيه زنة 600 كيلو جرام ولجأ عدد كبير من المستهلكين إلي استبدال الأضاحي بالأغنام لأنها رخيصة الثمن ومتوافرة بالأسواق المحلية. ونلاحظ إن أفضل أنواع الخراف يأتي من محافظة سوهاج، وإن مواصفات الخروف الجيد يتراوح وزنه بين 50 و60 كيلو جراماً وأن يكون "لباني صغير السن وخالي من الأمراض وقرونه وسطية لا كبيرة ولا صغيرة" ، وهناك الخروف "المارينو" ويأتي من استراليا لكنه قليل وغير مطلوب في مصر برغم جودة مذاق لحمه، أما الخروف "الأوسيمي" و"الرحماني" فهي أنواع نادر وجودها في مصر، وهو متوسط الوزن، ولونه ابيض، ورأسه وأذنه سوداء . التجار أكدوا أن زيادة التكلفة وأسعار الأعلاف هي السبب وراء ارتفاع الأسعار، وأشاروا إلى تراجع في نسبة الشراء، مما أدى إلى قيامهم بخفض الكمية التي يقومون بإعدادها للبيع سنويا إلى النصف . حيث أكد محمد عبد الحميد - أحد التجار أن السوق "نائمة" والعرض قليل فهناك إقبال علي شراء العجول الحية من جانب المستهلكين مما يؤدي إلي نقص المعروض في الأسواق فأسعار العجول تتراوح ما بين 25 و30 جنيهاً للكيلو القائم ..وارتفع سعر الكيلو عند الجزار إلي 50 و 55 جنيها، ولجأ عدد كبير من المستهلكين إلي استبدال الأضاحي بالأغنام لأنها رخيصة الثمن ومتوافرة بالأسواق المحلية . واضاف حمدى السيد - تاجر ماشية- أن ارتفاع أسعار الأضاحي أجبرالمستهلكين على المشاركة في شراء عجل وتقسيمه على ستة أو سبعة أفراد وهو أفضل من الخروف الذي ارتفعت أسعاره متسائلا هل جاء الوقت الذي لا يجد فيه المواطن أضحية ؟! .. مضيفا أن الأسواق تعاني من الركود ونقص المعروض من الماشية والخراف والسبب تجار الصعيد والوجه البحري الذين يقومون بشراء جميع الكميات قبل عيد الأضحى بفترة كبيرة جداً تمتد إلي الشهرين ويحصلون عليها بأقل الأسعار مستغلين حاجة المربين ثم يعيدون بيعها قبيل العيد مباشرة بأسعار باهظة تصل إلي أربعة أضعاف والمستفيد الوحيد في هذه الحالة هو التاجر وليس المربي . وأشار جلال محمد - إلى أهمية تقديم تسهيلات كبيرة لمربي الماشية مثل توفير الأعلاف وبيعه للمربين بسعر مدعم علي أن تقوم الحكومة بتحديد سقف الأسعار وإنشاء بورصة لمربي الماشية ومنع خروج الأبقار قبل عيد الأضحى بوقت كاف حتى يتمكن المواطن من شراء احتياجاته الضرورية من الأضاحي أما المواطنين فاتهموا وزارة التموين بغياب الرقابة مما شجع التجار على الأسعار ويلجأ البعض إلى دفع جزء من ماله إلى إحدى الجمعيات الخيرية ليشارك في الأضحية في حين يلجأ آخرون بالمشاركة في قيمة الأضحية كأن يدفع النصف أو بالربع من ثمنها وهذا الأسلوب يتبعه معظم الموظفين ومحدودي الدخل في الأحياء الشعبية وفي الريف المصري . حيث أشار عبد الفتاح محمد - إلى أن غياب الرقابة علي المزارع ورفض التجار وأصحاب المزارع هو السبب في زيادة الأسعار بشكل جنوني، ولفت إلى أنه مضطر لشراء الخروف بسعر2000 جنيه باعتبارها سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى لا يحرم أولاده من فرحة تناول لحوم الأضحية . أما مصطفى جمال موظف - أشار إلى أنه سيلجأ إلى شراء لحوم العيد من محلات الجزارة لعدم استطاعته شراء خروف العيد بسبب ارتفاع سعره بشكل مستفز، وأكد أن الأضحية أصبحت للأغنياء فقط بعدما شهدت أسعارها موجة من الغلاء لم تشهدها من قبل ووقع الغالبية من المواطنين تحت طائلة الغلاء . من جانبه شدد الدكتور محمد على بشر محافظ المنوفية على ضرورة التفتيش على "محلات الجزارة – شوادر بيع اللحمة – ثلاجات حفظ اللحوم – محلات بيع منتجات اللحوم"، كما تم التنبيه بفتح المجازر العمومية بالمحافظة طوال أيام العيد لاستقبال ذبائح الجزارين أما المواطنين فيتم استقبالهم والذبح لهم مجاناً لضمان سلامة اللحوم. وأشار بشر إلى أنه تم عمل غرفة للعمليات بالإدارات الخارجية والتابعة لها لاستقبال شكاوى المواطنين على أرقام مديرية الطب البيطري (2261947 - 2260980) وكذا تليفونات الإدارات المختلفة ((شبين 2260967)، (أشمون 3442184)، (الباجور 3884665)، (تلا 3791014)، (السادات 2692915)، (منوف 3661782)، (الشهداء 2750069)، (قويسنا 2573122)، (بركة السبع 2994742)، كما تم التنبيه على الأطباء بالمرور على مواقع العمل سواء المجازر أو متابعة حملات التفتيش. كما شدد بشر على ضرورة المرور على السلخانات ومجازر اللحوم والدجاج وكتابة تقرير مفصل عن مدى استيفاءها للاشتراطات الصحية وكذا العاملين في هذه المجازر والشهادات الصحية التي يحملونها واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين والمرور على الأسواق والباعة الجائلين والتأكد من صلاحية الأغذية المعروضة بها واتخاذ اللازم حيال المخالفين، وكذلك التنبيه على جميع الإدارات الصحية بعمل حصر شامل لاماكن بيع وعرض اللحوم والدواجن والمرور عليها واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالف.