رغم مرور ايام قصيرة في موسم المسلسلات إلا انني توقفت كثيرا عند حجم الشتائم والبذاءات في لغة الحوار.. حتي الآن لم تظهر بوادر الفن الجميل في معظم المسلسلات ولكن الذي طفح علينا من الحلقات الأولي هو تلك الشتائم التي تتسلل مثل الأمراض المعدية إلي اطفالنا الصغار. ويتصورون ان هذا الكلام يمكن ان يقال في البيت والشارع والمدرسة.. هناك كلمات لا أستطيع ان اسطرها سمعتها بنفسي والغريب ان يقولها رجل لامرأة يدعي انه يحبها لمجرد انها طلبت الحلال..اي ان تكون زوجة بينما هو يريدها حراما وما بين الحلال والحرام تتدفق كلمات كثيرة لا ينبغي ان تقال علي شاشات التلفزيون أو ان تقال علي الإطلاق..ولا أدري لماذا لا تراجع هذه الكلمات من البداية ليس بغرض الرقابة علي النص ولكن الرقابة علي الألفاظ خاصة إذا كانت البذاءات لن تضيف للنص شيئا غير حالة من الغثيان تصيب المشاهد لا اتصور المسلسلات خطبا أو مواعظ ولكنها دروس في الأخلاق..وفي مسلسلات هذا العام ايضا زادت جرعة الخمور والمخدرات من الحلقات الأولي ونحن في رمضان وربما كان السبب في ذلك جس النبض مع التيار الإسلامي وردود افعاله ولكن من حسن حظ المسلسلات ان مجلس الشعب غاب عن الساحة..لو كان المجلس قائما الآن لوجدنا مائة استجواب وطلب إحاطة حول66 مسلسلا احتشدت علي أكثر من500 فضائية عربية في وقت واحد وكان الأسوأ من ذلك كله هو صور الإعتداء الوحشي والضرب والإهانات التي كانت من حظ المرأة..لا أحد يستطيع الآن ان يتحدث عن المستوي الفني في هذه الأعمال فلم يظهر فيها حتي الآن شئ يحرك الخيال ولكن الملاحظة التي تثير الاهتمام هو حجم الذقون والسبح والبخور والحجاب والكلام في الدين ولا أدري هل هذا غزل غير عفيف للتيارات الإسلامية أم هو هجوم مستتر أم هو جس نبض لمستقبل الفن في ظل الإخوان المسلمين..الأحداث وحدها سوف تكشف لنا النوايا وهل ما نراه مدح أم قدح..الشتائم والبذاءات لن تصنع فنا ولن تطهر وجدانا ولن تبني الأجيال التي نريدها. نقلا عن الأهرام