ما حدث في لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب يدخل تحت تحذير "للكبار فقط" الذي تضعه الرقابة على أفلام تتضمن مشاهد فاضحة يخشى منها على الأطفال ومن هم دون سن الرشد! قاموس عجيب من الشتائم والبذاءات، ألفاظ لو سمعتها من حشاشين وحوارجية لأوجبت الاستياء، فما بالك أن يقولها نائب يناقش قضايا الوطن الحساسة ويضع تشريعات الدولة والمجتمع. أنأى بقلمي هنا أن أكتبها احتراما لضيوفي الأفاضل الذين يزورنني، لكنهم لا شك قرأوها أو سمعوا بها، وهي تدل في النهاية على أننا أمام نواب "بيئة" جاءوا من مفرزة الحزب الوطني. وأعني بالبيئة هنا ما تقصده العامية المصرية، وليس الجغرافيا والمناخ والطقس. هل كان السيد لواء الشرطة السابق يتحدث سياسة عندما وصف حماس ب"........" أم أنه كان يسترجع ذكرياته في نفخ بطن وضرب قفا من ساقه حظه السيئ لأقسام الشرطة التي عمل فيها، فلم تسعفه ثقافته الجمعية إلا بهذه الكلمة الوقحة التي كان يرددها طوال ساعات وجوده في مكتبه خلال عمله البوليسي! لا شك أنه قالها كثيرا وهو يخبط على القفا والوجه وينفخ البطن ولم يتطهر منها عندما وجد نفسه تحت قبة البرلمان لأنه جاء عبر مفرزة حزب سيئ السمعة لا يهتم إلا بالمنافقين وطويلي اللسان والراسخين في الشرشحة والذين ينهبون البلد ويقتلون أبناءه بدم بارد تحت حماية "الحصانة" ثم يسهل هروبهم للخارج عندما تضيق الدائرة أمام الرأي العام! أبلغ شرح للألفاظ الخارجة عن تقاليد الشعب المصري وليس برلمانه فقط أن فتحي سرور طلب حذفها من المضبطة. لكن هل يكفي الحذف؟!. كيف نثق في نائب يضع تشريعا أو مشروعا بقانون بينما نسمعه يقول لزميله "يا ابن....."! ومن البرلمان إلى مجمع الشيخ طنطاوي.. لن أسميه البحوث الإسلامية، فهو مجمع مأمور بالفتوى التي توافق السلطان، فمن يعمل بفتاويه بعد أن قال إنه يؤمن إيمانا شديدا بالعقيدة المسيحية؟! المجمع أصدر فتوى يوم الخميس الماضي بتأييد 25 عضوا يؤيد إنشاء الجدار الفولاذي على الحدود مع غزة ويرمي من يعترض عليه بمخالفته للشريعة الإسلامية.. هكذا "حتة واحدة"! طبعا الدولة وجدت نفسها في وضع محرج بعد فتوى العلامة الشيخ يوسف القرضاوي فأرادت أن تلبس رداء العامل بالدين فأمرت موظفها الأكبر بأن يصدر تلك الفتوى المجمعية، والتي تدل على أن يد الحزب الذي أثبت نوابه معرفتهم بالأمن القومي بألفاظهم الخادشة للحياء والذوق العام، امتدت إلى الأزهر ومراكز الفتاوى الشرعية تعبث بها كما تشاء وبالطريقة التي تريدها، وسيصل الأمر أن تصدر فتوى في يوم من الأيام بحق ولي الأمر في اغلاق المساجد ومنع الجماعة وحبس الأذان حفاظا على وحدة الوطن ومشاعر غير المسلمين!