أمام الشاشة الصغيرة التي ارتسمت ملامحها في خيالي وذاكرتي منذ الطفولة في إطار راق محترم، جلست أنتظر حديثا هاما يبرر فيه السيد طلعت السادات أسباب تقديم استقالته من مجلس الشعب المصري في برنامج القاهرة اليوم ويجلس معه السادة مصطفي بكري ومصطفي شردي وعمرو أديب، ذلك بعد موافقة د. أحمد فتحي سرور رئيس المجلس علي استقالة عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بعد تراشق بالألفاظ النابية بين بعض نواب المجلس. وكنت فيما قبل حين أسمع لفظاً نابياً أهرول نحو أطفالي في رعب خوفاً من جرح مشاعرهم ربما سمعوا ما سمعت، أما الآن فالغوث مما يفرضه علينا الإعلام المحترم الذي يدخل منازلنا بكل ما يحمله من موبيقات مبتعداً ينفر من كل القيم و آداب الحديث و النخوة التي تمنع رجال اعتبرهم المواطن المصري البسيط من صفوة المجتمع ليفاجئ الإعلامي عمرو أديب مشاهدي برنامجه وبإصرار في سؤالٍ للعضو المستقيل طلعت السادات عن الألفاظ النابية التي تراشق بها أعضاء المجلس الموقر وبكل صدق وتلقائية نطق أول لفظ قذر فزاده عمرو أديب وإيه كمان ؟ كدة بس ؟! فزاده الضيف من بذاءات يتفوه بها أعضاء المجلس الموقر، ولا شك أن طلعت السادات أساء إلي كل من سمع وشاهد البرنامج !! ولا أعلم ما الإضافة العظيمة التي ميزت برنامج القاهرة اليوم من البذاءات التي سمعتها وشاهدتها بعيني وأذني؟ وأشهد إحقاقاً للحق أن اللفظ يسقط علي آذاننا كالصاعقة ثم يبتسم المذيع أو زميله مع تعبيرات وجه غاية في البراءة معتذراً عما سمعت عزيزي المشاهد لكنها الحقيقة ونحن برنامج واااااو لديه السبق دائما فانفردنا بذكر ما دار بداخل مجلس الشعب .. فأنت مشاهدنا العزيز و معك أبناؤك في غاية الترفيه .. معنا تسمع وكأنك تري ! يالا فجيعتي في كل ما يحدث حولي .. ردد أمامي صديق عزيز جملة تحمل معانيها اليأس البالغ و إحباط عميق .. يردد : كل شيء راح كل شيء ضاع ! فأسارع ألاحقه لا تقل ما قلت كما لو كنت أنفض عنه ما بداخله ! لكني أرددها فيما رأيت و سمعت من وضع متدنيا قاتم يحمل مستقبلا أخلاقيا وضيعا للإعلام المصري الذي ارتسم في خيالي مقترناً بالالتزام وحديث جاد يخرج بعده المشاهد بكل المعلومات المطلوبة في إطار محترم كلنا شاهدنا أماني ناشد ، ملك إسماعيل و طارق حبيب في حوارات مشاغبة لكنها غير مسيئة للمتلقي ، كان الإعلام المصري يتسم بالصدق والسمو في الأداء إلي أن حدث الصراع في كل شيء و كاد يقضي علي الأخضر واليابس ! الحقيقة أن مستوي الإعلام ودنو بعض البرامج الآن صادم بالنسبة لي ، أصبح منفراً بعد أن كان الرائد و القائد للمشاهد والمواطن العادي ، يؤثر في فكر وتكوين رأي العامة بلا منازع والآن لدينا نخبة مثقفة تتربع علي عرش الإعلام المصري لكنهم غاية في السلبية والانزلاق نحو أساليب غير متحضرة وليست مصرية بالطبع ، عليهم الآن وقفة من أجل ابعاد البيوت عن الإيذاء و الحفاظ علي خصوصيتها قدر الإمكان ، أما دكتور فتحي سرور فأطالبه، بل أرجوه الحد و توقيع الجزاء علي عضو المجلس الذي يسئ إلينا في منازلنا بعد أن أصبح مجلس الشعب المصري منبع الشتائم والسباب، بينما علي الإعلامي عمرو أديب تقديم الاعتذار أولاً لأسرته ثم لكل مشاهد أساء إليه دون مبرر مع وعد بعدم التكرار لإنه إعلامي متميز و من أسرة لم تعرف "العيب " الذي وضع من أجله القوانين الصارمة الراحل الزعيم الفلاح محمد أنور السادات. حنان خواسك