فضيلة الآمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد الطيب، شيخ الأزهر، أن مصر تحتاج فى المرحلة المقبلة إلى صياغة جديدة لشخصيتها على جميع الأصعدة الفكرية والثقافية، وعلى شباب الثورة أن يتحمل مسئوليته، وسيكتب التاريخ أنهم أنقذوا مصر، ولم يسلموها للفوضى التى كان يدعيها البعض، فيجب أن يكون همنا الأول أن نضع برامج تفيد الشباب، وما نتمناه منه حتى ننقل مصر إلى مقدمة العالم. وقال خلال لقائه وفداً من شباب الثورة، برئاسة وائل غنيم، إن مصر تطلب منا أن نقف موقف التصويب، ونأمل من الشباب العمل والمثابرة والإصلاح فى كل حركاتهم وسكناتهم، مضيفا أن ثورة مصر المباركة جاءت بعد أن "بلغ السيل الزبى"، وهذا من فضل الله، وسيكتب التاريخ للشباب والثوار أنهم أنقذوا مصر فى وقت لم نعد نتحمل فيه الظلم والتهميش لمدة تزيد عن 60 عاماً من التشويه وعبث بأبنائها. وأوضح أن الثورة هى الوجه الأكثر إضاءة لمصر وللعالم العربى، فقد استطاعت فى فترة وجيزة أن تقطع جميع الحبال التى أوثقت القلب والعقل والوجدان المصرى، وأنا متأكد ومتيقن أن مصر لا يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه قبل ذلك إلا بتحرير الوعى وإرادة الشباب "الأسود"، مطالبا الشباب أن يصححوا ثورتهم، وأن يقبضوا بيديهم عليها، مشددا على أن الأزهر مع الثورة، فالأزهر حاضن الثورات ومبدعها ودوره وطنى، وليس سياسيا كما يدعى البعض، ولا ينتمى لحزب أو طائفة، ولو انحاز فى يوم من الأيام لكان فى "خبر كان"، فمنهج الأزهر تعددى يقبل الرأى والرأى الآخر. وشدد على أن الأزهر أمين على الأمة كلها، ومصر على وجه الخصوص، عمل جاهداً على حفظ تراثها وثقافتها وعلومها، وحفظ بتوسطيته واعتداله المسلمين مما تعرض له أتباع الأديان الأخرى من حروب وصراعات، ولم يسل سيف مسلم على أخيه فى يوم من الأيام من أجل العقيدة أو المذهب، كما حدث فى الغرب، حتى كاد البعض أن يفنى الآخر.