كأن اليهود لم يسرقوا الأرض الفلسطينية ولم يستوطنوها ولم يهجروا مئات الآلاف من الفلسطينيين العزل تحت حراب وبارود عصابات الهاغانا وشتيرن و الارجون وهما المنظمتان اللتان نفذتا مذبحة دير ياسين التي ارتقي على أثرها 360 شهيدا فلسطينيا من أبناء القرية , كأنهم لم يستولوا على كل فلسطين بما فيها الضفة والقطاع ,وكأنهم لم يفرغوا مئات المدن و القرى الفلسطينية من سكانها الفلسطينيين , وكأن الإسرائيليين لم يصادروا مئات الآلاف من الدونومات من أراضي الفلاحين الفلسطينيين , وكأنهم لم يطردوا عشرات العائلات الفلسطينية من بيوتهم من مدينة القدس , قد يبدو غريبا ما تفعله إسرائيل هذه الأيام وهي تسرق و تستوطن وتهجر وتهدم بيوت الفلسطينيين ابتداء من القدس وأحياؤها وحاراتها وقراها وحتى شوارعها العربية العتيقة التي تفوح منها رائحة الزيت الفلسطيني و انتهاء بحدود غزة و أحياؤها ومخيماتها وتحتاج بعد ذلك إلى قانون ليجيز لها كل هذا ...!و يمنع أي محكمة إسرائيلية من إصدار أي حكم بحق المستوطنين لإجبارهم على إعادة الأرض لمالكيها الفلسطينيين ,ويمنع أي قرارات دولية تعيق الاستيطان الصهيوني ..! , هذا بالفعل عمل عنصري صهيوني شيطاني شرير . إن مشروع قانون سرقة الأرض الفلسطينية الذي وقعه غالبية أعضاء الائتلاف الحكومي الإسرائيلي وأيدته الحكومة الإسرائيلية، التي فيما يبدو ستقره في جلستها القادمة بالكنيست الصهيونية يعني أن إسرائيل بحكومتها المتطرفة تخترع القوانين التي تحمي بها ما يغتصبه المستوطنين من ارض فلسطينية بعد سرقتها بالقوة الجبرية وهذا يعني أن الفلسطينيين ليس لهم الحق بمقاضاة سلطة الاحتلال الإسرائيلي لتدفع المستوطنين إلى إخلاء الأرض الفلسطينية التي يقدم أصحابها ما لديهم من إثباتات ملكية قانونية وتاريخية للأرض وبالتالي لا يجوز لأي سلطة إسرائيلية أن تجبر أي من المستوطنين على إخلاء أي من البؤر الاستيطانية التي اغتصبوها بالضفة الغربيةوالقدس وهذا بالفعل يعني عمل عنصري صهيوني إرهابي بامتياز, ولعل الأرض الفلسطينية اليوم تتعرض لأكبر حركة استيطان في تاريخ الصراع وتتعرض لأوسع هجمة استيطانية على مر التاريخ لان المستوطنين الآن يعيثوا فسادا بالأرض الفلسطينية , يقتلعوا ويحرقوا الأرض وما عليها من أشجار فلسطينية زرعها أجداد الأجداد ورعاها الآباء و الأبناء , ليس هذا فحسب بل أن المستوطنين بدؤوا بممارسة إرهاب ديني مخطط و مقصود فقد تم منذ بداية العام 2011 إحراق العشرات من المساجد التي أتت النيران على معظمها بالغالب و التي كان أخرها مسجد النور في قرية برقة شرق محافظة رام الله والبيرة، قبل أن يلوذوا بالفرار من المكان ويكتبوا ويوقعوا على جدران المسجد بعبارات عنصرية نابية لا يرضاها إلا الشياطين الذي لا يدينون بأي ديانة نزلت على الأنبياء والرسل ولا حتى يعترفون بأي من مبادئ الإيمان التوراتي الحقيقي. و لعل تمادي المستوطنين الصهاينة في حرب استيطانهم وحماية حكومة التطرف الإسرائيلية لكافة أفعالهم الشنيعة كانت بمثابة الدافع الحقيقي وراء قيامهم بمثل هذه الأعمال الإرهابية والتي تعتبر في نظري احدي أهم عناصر الإرهاب الديني المتطرف والذي سيقود لمزيد من جرائم الإرهاب الأخرى والتي قد تطال حياة مدنين آدميين مسالمين أثناء صلاتهم داخل مساجدهم كما حدث في الحرم الإبراهيمي عام العام 1994, ولعل الإرهاب الديني هذا هو إرهاب مخطط و مقصود ستتكرر أحداثة يوما بعد يوم ليعتاد الفلسطينيين على أمر الاعتداء على مقدساتهم تهيئة للاعتداء الأكبر وهو الاعتداء الذي يجهز له المستوطنين والمتطرفين اليهود على المسجد الأقصى للشروع في هدمه وإقامة هيكلهم المزعوم في باحاته وهنا سيكون لليهود قانون يحمي من يفعل هذا ولا يقدمه لمحاكمة ما ,وبالتالي يلزم الدولة بحمايته من أي مسائلة محلية أو محاكمة دولية . كل هذا وأكثر يحدث في إسرائيل التي تريد التفاوض مع الفلسطينيين وحراب المستوطنين على رقاب الفلسطينيين وهم في مساجدهم ,وكل هذا يحدث ونار الاستيطان تأكل المساجد بما فيها من مصاحف ومخطوطات ومنابر ,وكل هذا يحدث والعالم مازال على صمته يحاول أن يقنع الفلسطينيين بالتفاوض على هذا الأساس ,وكل هذا يحدث والمنظمات الدولية الراعية للسلام و الأمن والاستقرار والحامية لحقوق الإنسان بالعالم والضامنة للإنسان بالوصول إلى مقدساته ليمارس فيها شعائره الدينية دون إرهاب و دون تهديد لحياته في صمت مطبق , ومن هنا لقد باتت المسؤولية ملقاة على عاتق المجتمع الدولي وبات هاما أن يصحو هذا المجتمع من صمته و نومه العميقين ,وبات هاما أن تتحمل الرباعية الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة مسؤولية حماية مقدسات وأرض المسلمين في فلسطين وبات واجبا على منظمة اليونسكو والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأفريقي ومنظمة العمل الإسلامي المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة "الألكسو" ومجلس كنائس الشرق الأوسط التحرك جديا لوقف هذه الحرب الدينية العنصرية التي يقودها المستوطنين الصهاينة في نفس الوقت عليهم التحرك نحو المجتمع الدولي ليوفروا حماية دولية لكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين قبل فوات الأوان . [email protected]