العدوان الإجرامي علي المساجد الإسلامية. ليس سوي حلقة في سياسة التهويد العنصرية التي تمارسها حكومة نتنياهو وتترك للمستوطنين المجرمين حرية التحرك لتنفيذها تحت حماية قوات الاحتلال في وجه مقاومة مستميتة من الفلسطينيين العزل. فقد اطلقت الحكومة الإسرائيلية المتعصبة المتطرفة بقيادة نتنياهو وشريكه ليبرمان العنان لجماعات المستوطنين اليهود التي انطلقت في الضفة الغربية والقدس المحتلة تعيث فسادا وتعتدي علي الفلسطينيين أصحاب الأرض الشرعيين وتدمر منازلهم وممتلكاتهم دون رادع. هكذا رأت جريدة"الجمهورية" جريمة احراق مسجد قرية اللبن قرب نابلس واردفت تقول: يجب ألا تمر هذه الجريمة العنصرية بلا رد عملي وإلا فإنها قد تكون تجربة عملية لاحراق المسجد الاقصي ونسبة الجريمة ايضا إلي "تماس كهربائي" بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب!! وفي سخرية من التبرير الاسرائيلي لحريق المسجد يقول حافظ البرغوثي في جريدة"الحياة الجديدة" : السيد تماس بن كهرباء استيقظ عند الثالثة فجرا وقام بجمع المصاحف والستائر في كومة داخل المسجد واشعل فيها النار.. وعلى بعد كيلومترات قليلة من اللبن اشعل المستوطنون النار في مزروعات حوارة وكأنهم يؤكدون مقولة يكاد المريب يقول خذوني.. وتحلل جريدة"الوطن" الكويتية الحادث معتبرة إياه "حيلة" ينبغي إفشالها تقول: عندما يشعر الإسرائيليون أنهم محاصرون من قبل المجتمع الدولي وللهروب من استحقاقات السلام وللبرهنة على عدم قدرتهم على تلبية نداءات السلام المتعالية والمتوالية من كل حدب وصوب عليهم، فإنهم عادة ما يلجأون إلى القيام بأعمال صبيانية طائشة ولكنها مدروسة، على غرار ما أقدم عليه قطعان المستوطنين المتطرفين الذين قاموا أمس بحرق مسجد في قرية اللبن الشرقية في الضفة الغربية، في محاولة لتشتيت الاهتمامات ولفت الأنظار عن لب القضية. وتضيف: إن مثل هذه الاستفزازات لا تحمل معنى أكثر من أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة بقيادة المتطرف بنيامين نتنياهو تسعى إلى تأجيج حروب دينية كسبيل تراه أفضل للهروب للأمام من الضغوط التي تتعرض لها من أجل بدء المفاوضات وتجميد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة، بعد أن باءت محاولاتها السابقة بالفشل. وتؤكد الجريدة على ضرورة تضافر الجهود العربية والإسلامية لوضع آلية تعري وتفضح الألاعيب الإسرائيلية وتحذر من الانجرار وراء دعاة الحروب والدمار، وبيان أن خلافنا مع الإسرائيليين كتعامل وكمنهجية وكراغبين في العيش بسلام ورافضين للاحتلال، وليس خلافنا مع الديانة اليهودية التي نحترمها، والمؤكد أن مثل هذه الآليات ستصب في صالح الموقف العربي وتقويه، وبالتالي من الممكن أن تشكل اتجاهًا عامًّا لدى المواطن والمسؤول الغربي أن المعرقل للسلام والكاره لثقافته هو الجانب الإسرائيلي وليس الجانب الفلسطيني. وخير دليل على سبيل المثال رد الأحزاب الإسرائيلية في حكومة نتنياهو على الانتقادات الصادرة من بني جلدتهم في أوروبا حول سياسة التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقيةالمحتلة، بأن "رد العالم الحر على الإرهاب الإسلامي لا ينبغي أن يكون إحناء الرأس". ومعنى ذلك أن عود الزيتون الممدود من العرب نحوهم يعتبرونه إرهابًا، وأن لا سلام منتظرًا أن تصنعه هذه الطغمة الفاسدة والمتطرفة والنزاعة إلى القتل والاحتلال وظلم الشعوب صاحبة الحق.