كمال حين علي السفير السوداني بالقاهرة نفى السفير السودانى بالقاهرة كمال حسن على، أن تكون بلاده تدعم الثورة المضادة فى مصر .وقال على،في مؤتمر صحفي بمقر السفارة السودانية مساء أمس الأول: "لسنا ضد ثورة 25 يناير، فعلاقاتنا الآن مع مصر أقوي بكثير مما كانت عليه في عهد النظام السابق،فقد كانت لنا مشاكل مع نظام مبارك وهي معروفة للجميع" . وأضاف :" هذه محاولات يهدف من وراءها البعض تصوير أن نظام الخرطوم ضد الثورة حتي يستعدي الشعب المصري ضد السودان"،مؤكدا إن العلاقات المصرية السودانية فى تنام مستمر خاصة بعد الثورة . وأشار الي أن علاقات نظام الرئيس السابق حسنى مبارك مع نظام الرئيس البشير "كانت قائمة علي عدم الإستلطاف للقيادات هنا وهناك،ونحن كنا نشعر بهذا"، وإستطرد: لكن في الوقت الحالي هناك روح جديدة في العلاقات بين القاهرةوالخرطوم وروح جديدة في السياسة المصرية تجاه السودان يقابلها روح سودانية تجاه مصر. ولفت الي زيارة الرئيس عمر البشير للقاهرة ،وهو أول رئيس عربي ودولي يزور مصر عقب تنحي مبارك ،أكدت دعم السودان للثورة المصرية ، منوها بأن أول زيارة خارجية قام بها الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء كانت للخرطوم , وأن هذه الزيارات تشير الي عمق العلاقات المصرية السودانية والوعي بأهميتها . وشدد سفير السودان في مصر علي أن القاهرةوالخرطوم بدأتا الخطوات العملية لوضع العلاقة بينهما في إطارها الصحيح ، ومحاولة خلق مصالح إستراتيجية بينهما . وإعتبر "على" أن الثورة المصرية أدت إلي أن تحرير الإرادة المصرية من الفيتو الأمريكي، مشيرا إلي أن السودان "متمرد على أمريكا منذ زمن" ، وإن هذا سيؤهل كلا من القاهرةوالخرطوم لتطوير العلاقات فيما بينهما والتعاون في كافة المجالات، وعلى رأسها الإستثمارات والتجارة والزراعة. وقال كمال حسن علي : أن حجم الإستثمارات المصرية في السودان الآن تجاوز 6 مليار دولار بعدما كانت بضعة ملايين بالسابق، وأن نسبة 37% من العمالة الأجنبية الموجودة بالسودان الآن مصرية، مضيفا : أن هذا يدل على إدراك المصريين لأهمية الإستثمار في السودان . وأعلن سفير السودان بالقاهرة أن لجنة مصرية سودانيةة مشتركة من كافة الجهات المعنية بين البلدين سوف تجتمع على الحدود بين البلدين أيام 27- 28- 29 من الشهر الجاري لمحاولة التوصل الي إتفاقية تحكم المعابر بين البلدين وتحديد أماكن هذه المعابر،والنظر في الخطوات العملية لإكمال الطرق المعبدة بين مصر والسودان، وقال : إن الطريق الساحلي اكتمل الآن، وأن طريق النيل الشرقي سوف ينتهي الشهر القادم، وأن طريق النيل الغربي سينتهي في شهر ديسمبر المقبل وسوف يصل بين الخرطوم إلى الإسكندرية، مؤكدا أن هذه الطرق سوف تحدث نقلة نوعية كبيرة في العلاقة بين البلدين، وأنها ستساعد على نقل المركبات والبضائع، وستقلل تكلفة نقل طن اللحوم من السودان إلى مصر سوف يتكلف فقط 300 دولار بدلا من 900 دولار بالطيران. وأشار الي وجود اتفاق " مشروع اللحوم الإستراتيجي " بين مصر والسودان، لافتا الي أن حكومته خصصت 30 ألف فدان لهذا المشروع ستكون للإنتاج والتصنيع الحيواني بغرض التصدير الي مصر . وأعلن أن كلا من حكومتي القاهرةوالخرطوم بدأتا الخطوات العملية لقيام مصر بزراعة مليون و250 ألف فدان قمح في الولاية الشمالية بالسودان،موضحا أن هذا المشروع سيتم علي 3 مراحل،أولها إنشاء مزرعة للأبحاث على مساحة 100 فدان لتوليد البذور الصالحة للزراعة، والثانية مزرعة تجريبية من 10 إلى 13 ألف فدان، والثالثة زراعة مليون و250 ألف فدان قمح لتكفي إحتياجات البلدين . وأكد سفير السودان بالقاهرة علي عدم وجود أي قلق لدي حكومة الخرطوم بخصوص تنفيذ قانون الحريات الأربع،موضحا أن مصر وعدت بتطبيقه كاملا بعد إنتهاء الظروف الحالية . وقال: لسنا قلقين من التأخير ولكننا نرى أن تطبيقه سيكون به فائدة كبيرة لمواطني البلدين . وفي رده علي سؤال حول مخاوف البعض من وصول الإسلاميين للحكم في مصر وترديد أن النظام الإسلامي فشل في السودان، قال سفير السودان : أن " الإنقاذ " أفضل نظام مر على السودان، وأن الشريعة الإسلامية التي يطبقها ليست بفهم حركة"طالبان"الأفغانية، وإنما بتوفير المواطنة لكل سوداني. وأضاف إن الدساتير العربية أكثر اسلامية من السودان، وأن المادة الثانية في الدستور المصري والتي تنص على أن الإسلام مصدر التشريع غير موجودة بالدستور السوداني، مؤكدا أن النظام الإسلامي لم يفشل في السودان، ولكن هناك مصالح إستراتيجية غربية تحرك العداء ضد السودان والإسلام.