تستعد الشرطة البريطانية لمواجهة محتملة مع الجالية المسلمة في لندن التي تحاول منع طرد الشيخ محمد السلاموني مبعوث الأزهر السابق من المركز الإسلامي في العاصمة البريطانية. ويتزامن ذلك مع إصرار إدارة المركز على تنفيذ أمر المحكمة بطرد الشيخ مع مسكنه. من المتوقع أن تنفذ السلطات أمر طرد الشيخ السلاموني من مسكنه في المركز الإسلامي يوم الثلاثاء بعد أن قضت محكمة بريطانية بأنه لم يعد يحق له شغل السكن بعد انتهاء صلته الرسمية بالمركز كمبعوث للأزهر. وفي الوقت نفسه، تستعد الجالية المسلمة لتنظيم مظاهرة كبرى أمام المركز الإسلامي، الذي يضم أكبر مسجد في المملكة المتحدة ويشتهر باسم مسجد ريجنت بارك، في محاولة لمنع طرد الشيخ الكفيف. وتؤكد معلومات " بوابة الأهرام" أن كبير مفتشي قسم شرطة سانت جونز وود، التابع له المركز الإسلامي، تلقى اتصالًا هاتفيًا من إدارة المركز لطلب المساعدة في أثناء تظاهر المحتجين يوم الثلاثاء. كان الشيخ السلاموني، الذي بعثه الأزهر للعمل إمامًا في المركز في شهر فبراير عام 2007، قد تعرض لاعتداء وحشي في شهر أغسطس من العام نفسه وهو يصلي داخل المسجد. فقد تمكن شاب أيرلندي متطرف من اجتياز سور المسجد دون أن ترصده كاميرات المراقبة ودخول قاعة الصلاة في المسجد والانقضاض على الشيخ السلاموني وفقأ عينيه. ومنذ وقوع الحادث المروع، لم تتوقف النزاعات القانونية بين السلاموني وإدارة المسجد التي لم تدفع له، كما يقول، التعويضات المالية المستحقة. وكان السلاموني قد تلقى العلاج في أحد المستشفيات العامة، ولجأ إلى القضاء البريطاني طالبا التعويض من إدارة المسجد التي اتهمها بالمسئولية عن الإخفاق في حمايته خلال أداء عمله، ما أدى إلى تمكن المعتدى من فقأ عينيه. وقد فشلت جهود الوساطة لحل النزاع وديا بين السلاموني وإدارة المركز. ويرى منظمو مظاهرة الثلاثاء، الذين ينتمون إلى مختلف الجنسيات والجمعيات العربية والمسلمة، إنه ليس من الملائم أن يطرد الشيخ في شهر رمضان الكريم ويترك بلا مأوى. غير أن إدارة المركز الإسلامي تقول إنها صبرت وتفهمت وأبدت رغبة في الصلح مع الشيخ السلاموني لكنه للأسف رفض أن يغادر( شقته في المركز) أو أن يقدر الموقف الذي وجد المركز نفسه فيه. وفي بيان رسمي، قالت الإدارة " من المؤسف أن المركز اضطر لأن يلجأ، كخيار أخير، إلى الطريق الوحيد المتاح وهو اتباع الطرق القانونية للحصول على أمر باسترداد حيازة العقار(الشقة التي يسكن فيها السلاموني)". وتقول الإدارة، إن انتداب الشيخ السلاموني للعمل في المركز الإسلامي انتهى رسميًا من جانب الأزهر في شهر أكتوبر 2009. غير أنها، كما يقول البيان، سمحت له بالبقاء في السكن دون أي مقابل حتى اضطرت للجوء للقضاء لتحصل في الخامس عشر من شهر يوليو الماضي على أمر بطرده. وادعى البيان أن المركز الإسلامي دفع نفقات علاج الشيخ السلاموني بعد الاعتداء عليه، كما قدم له المساعدة القانونية والإنسانية. وتشير إلى أنه لابد من إخلاء السكن حتى لا يتأخر استقبال الأئمة القادمين بسبب رفض الشيخ السلاموني تلبية مطلب المركز المعقول بمغادرة السكن. غير أن مصطفى رجب، رئيس اتحاد المصريين في بريطانيا، يقول إنه لا أحد يعلم بأن الأزهر أوفد إمامًا آخر. وأكد أن الشيخ السلاموني عولج على نفقة الحكومة البريطانية وأن المركز الإسلامي لم يتحمل أي أعباء مالية. وقال رجب إن المركز لم يتعاون مع محامي السلاموني للحصول على حقوقه بل أنكر مسئوليته القانونية والإنسانية والأخلافية التي تفرضها التعاليم الإسلامية في التعامل مع إمام فقد عينيه داخل المسجد الذي يفترض أن يكون، كما يقول رئيس اتحاد المصريين في بريطانيا، مؤمِّنا بشكل جيد. وكشف رجب عن أنه كان شخصيًا طرفًا في محاولات تسوية الخلاف بما يمكن الشيخ من الحصول على حقوقه غير أنه أشار إلى أن " إدارة المركز لم تكن جادة في المساعدة، ولهذا اضطر الشيخ الكفيف إلى اللجوء إلى القضاء". وقال إن أفراد الجالية مصممون على التظاهر يوم الثلاثاء دعمًا للسلاموني. وطالب بضرورة " إصلاح إدارة المركز الإسلامي الذي اهتزت صورته وسط الجالية المسلمة بسبب الطريقة التي يتعامل بها مع الإمام السلاموني". ويصر محامو المركز على دفع تعويض ضئيل للسلاموني الذي يصر محاموه على الحصول على تعويض ملائم، حسب القواعد والسوابق المعمول بها في بريطانيا، مقابل معاناة الشيخ بقية حياته بسبب فقدان بصره. من ناحيتها، انتقدت مجموعة من الشباب المسلمين سلوك إدارة المركز الإسلامي وقالت" الحصول على أمر قضائي لطرد شيخ كفيف في شهر رمضان الكريم سلوك معيب يثير الحزن". وفي موقع أنشئ خصيصًا على الإنترنت للدفاع عن قضية السلاموني بعنوان: www.egentsparkmosque.wordpress.com قال الشباب " ليس أمامنا خيار سوى التظاهر والاحتجاج على هذا السلوك المشين". وأضافوا في رسالة إلى أفراد الجالية المسلمة في بريطانيا:" لو كنتم مهتمين بالجالية ويهمكم أمر مسجد ريجينت بارك فإننا نحثكم على دعمنا في قضيتنا لإعادة المسجد إلى سابق عهده كمركز عظيم".