تقدم منظِّر الأفغان العرب الشيخ مصطفى حامد المكنى ب«أبوالوليد المصرى»، والمعتقل مع أسرته فى طهران منذ عام 2002، بطلب إلى الحكومة الإيرانية يلتمس فيه الإفراج عنه حتى يتمكن من العودة إلى مصر بعد غياب عنها استمر نحو 30 عاما، إلا أن السلطات الإيرانية رفضت. وكان أبوالوليد ترك مصر نهاية سبعينيات القرن الماضى واتجه إلى الجنوب اللبنانى لينضم إلى المقاومة الفلسطينية (حركة فتح) فى حربها ضد الاحتلال الإسرائيلى، ثم عمل كصحفى فى جريدة الاتحاد الإماراتية. ومع بداية الاحتلال السوفيتى لأفغانستان كان حامد أول عربى يلبى دعوة الجهاد ضد السوفيت فسافر إلى باكستان ومنها إلى المنطقة الحدودية، وتعرف هناك على الزعيم الأفغانى جلال الدين حقانى، وظل يعمل معه حتى فتح جرديز فى أبريل عام 1992 وبعدها بأيام فتحت كابل العاصمة. وطالبت أسرة حامد السلطات المصرية بالتدخل لدى نظيرتها الإيرانية للإفراج عنه وتسهيل عودته إلى أرض الوطن، حيث لم يتمكن مصطفى أو أى من أبنائه من الاتصال بالسفارة المصرية بطهران، حسب شقيقته ثناء. وناشدت ثناء وزارة الخارجية والحكومة المصرية ونقابة الصحفيين المصريين وجميع القوى الوطنية ومنظمات حقوق الإنسان الوقوف إلى جانب أسرة مصرية لصحفى مصرى قارب السنوات العشر معتقلا بغير محاكمة وتخطى الخامسة والستين من العمر، فوهن منه العظم ومرض القلب، ومع ذلك ترفض السلطات الإيرانية السماح له بالعودة لمصر، بحسب نص النداء الذى تلقت «الشروق» نسخة منه. وكان أبوالوليد المصرى المعروف بمؤرخ الأفغان العرب على علاقة قوية بزعيم حزب «إسلامى أفغانستان» مولوى محمد يونس خالص، والزعيم السياسى عبد رب الرسول سياف، وانتهت صداقته مع سياف إلى خلاف شديد، حول نهج الأخير فى قيادة منظمته الجهادية. كما ارتبط أبوالوليد بعلاقات صداقة قوية بكل من المجاهد الفلسطينى عبد الله عزام، وزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن الذى عمل معه بعد ذلك كمستشار سياسى، وزعيم القاعدة الحالى أيمن الظواهرى، كما تعرف على العديد من كوادر الجماعات الجهادية من مصر وغيرها. قابل حامد زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر، فى مدينة قندهار عدة مرات، وكان أول من بايعه من العرب «أميرا للمؤمنين» فى أواخر عام 1997، أقام فى أفغانستان حتى سقوط كابل عام 2001، وعمل فترة طويلة كمراسل لقناة الجزيرة بقندهار، كما ترأس تحرير العديد من الإصدارات الصحفية بأفغانستان. لجاء إلى إيران هو وأسرته بعد احتلال أفغانستان فاعتقلته الأجهزة الإيرانية ثم تم وضعه تحت الإقامة الجبرية مع زوج ابنته محمد صلاح زيدان المكنى بسيف العدل وعدد من قيادات القاعدة، ولا يزال محتجزا هناك حتى الآن. وقال بيان صادر عن أسرته أمس إن السلطات الإيرانية أنكرت وجود مصطفى على أراضيها لسنوات طويلة، كما لم تتدخل إدارة قناة الجزيرة التى عمل لها حامد مراسلا فى أفغانستان، فى الوقت الذى شنت فيه حملة ضد اعتقال مراسليها تيسير علونى وسامى الحاج. ودعا محمد النويهى المعروف بشريف المصرى الوفود الدبلوماسية الشعبية التى تزور طهران إلى الضغط على المسئولين الإيرانيين حتى تطلق سراح صهره، لاسيما أنه لم يتورط فى أى قضايا ضد مصر أو غيرها من الدول، وانحسر دوره فى جهاد المحتل السوفيتى لأفغانستان.