الدكتور محسن صالح عميدا لكلية الآثار لمدة ثلاث سنوات    وكيل الأزهر: القضية الفلسطينية يجب أن تشغل موقعًا مهمًا في نفوس الشباب    مواعيد امتحانات الفصل الدراسي الثاني للمرحلة الإبتدائية بكفر الشيخ    مجلس مدينة الحسنة يواصل إزالة الآثار الناجمة عن السيول بوسط سيناء    مكافحة العدوى الطفيلية ب«طب القصر العيني»    محافظ قنا يضع حجر الأساس لمحطة مياه الكلاحين بقفط    تطوير منطقة الكيت كات أبرزها.. تفاصيل لقاء محافظ الجيزة رئيسَ "التنمية الحضرية"    السيسي يؤكد ضرورة التركيز على زيادة احتياطي النقد الأجنبي وخفض مديونية الموازنة    «فتحي»: «السياحة» تواكب التطورات التكنولوجية في المواقع الأثرية والترويج للمنتجات    عاجل- الرئيس السيسي يجتمع مع رئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزي ووزير المالية    وزير الخارجية: كل ما يتردد عن توسيع العدوان الإسرائيلي على غزة مرفوض تماماً    الرئيس اللبناني يتسلم دعوة من نظيره الفرنسي للمشاركة في قمة نيس    القوات الروسية تستهدف نقطة تمركز مؤقتة للجيش الأوكراني بصواريخ موجهة    نتنياهو: تابعت الهجوم على الحوثيين من مقر سلاح الجو وسنواصل العمل ضدهم    باكستان: استخدام الهند اتفاقية نهر السند كورقة ضغط غير مقبول    اتصال هاتفى لوزير الخارجية والهجرة مع المفوض الأوروبي للاقتصاد    الزمالك يستقر على توجيه الشكر ل عبدالواحد السيد مدير الكرة    الزمالك: نعمل على سداد مستحقات بوطيب وباتشيكو لحل أزمة القيد    في ذكرى وفاته ال23.. المايسترو صالح سليم حاضر في قلوب الأهلاوية وإرثه يلهم الأجيال    الأرصاد تكشف موعد ذروة ارتفاع درجات الحرارة    ضبط 12 طن مصنعات وأجزاء دواجن منتهية الصلاحية يتم إعادة تدويرها بمصنع بالخانكة    تعليم السويس يعلن جدول امتحانات الشهادة الإعدادية    18 مايو.. بدء محاكمة مرتضى منصور في اتهامه بسب خالد يوسف وزوجته    المشدد 5 سنوات ل3 أشخاص بتهمة استعراض القوة في المنيا    أحمد سعد يشعل الأجواء في حفل افتتاح أحد المشروعات المصرية بالعراق |صور    ادعوله بالرحمة.. وصول جثمان الفنان نعيم عيسى مسجد المنارة بالإسكندرية.. مباشر    داليا البحيري تشارك جمهورها مقطع فيديو من زيارتها لأسوان    مركز السينما العربية يكشف عن برنامجه في مهرجان كان السينمائي ال78    عن ويلات الحروب.. عرض «قضية أنوف» بالمهرجان الختامي لنوادي المسرح (صور)    6 عروض بمشاركة دول عربية وأجنبية بالدورة الثانية من «SITFY-POLAND» للمونودراما    أبرز اللقطات من داخل عزاء زوج كارول سماحة | صور    وكيل الأزهر: على الشباب معرفة طبيعة العدو الصهيوني العدوانية والعنصرية والتوسعية والاستعمارية    الصحة: تقديم الخدمات العلاجية ل339 ألف مواطن من خلال القوافل الطبية خلال الربع الأول من العام الجاري    محافظ أسوان يترأس اجتماع المجلس الإقليمى للسكان    زيادة السولار والبنزين تعمق من انكماش أداء القطاع الخاص بمصر بأبريل    البيئة: خط إنتاج لإعادة تدوير الإطارات المستعملة بطاقة 50 ألف طن    "هذه أحكام كرة القدم".. لاعب الزمالك يوجه رسالة مؤثرة للجماهير    كم يوم متبقي حتى عيد الأضحى 2025 ؟    شوبير: الأهلي استقر على مدربه الجديد من بين خمسة مرشحين    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 6-5-2025 في محافظة قنا    فضيحة جديدة بسبب سيجنال ووزير الدفاع الأمريكي.. إليك الكواليس    قرار عاجل من التعليم لإعادة تعيين العاملين من حملة المؤهلات العليا (مستند)    مدير التأمين الصحى بالقليوبية تتابع جاهزية الطوارئ والخدمات الطبية بمستشفى النيل    وزير الثقافة يطلق مشروع "أهلا وسهلا بالطلبة" بتخفيض 50% للمسارح والمتاحف    مدرب كريستال بالاس: هذا ما يجب علينا تقبله    ضبط (18) طن دقيق مدعم قبل بيعها بالسوق السوداء    فاضل 31 يوما.. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    «الداخلية»: ضبط شخص عرض سيارة غير قابلة للترخيص للبيع عبر «فيس بوك»    إيران: نحتاج الطاقة النووية للاستخدام السلمى وعلى الطرف الآخر إثبات حسن نيته    صور حديثة تكشف أزمة بسد النهضة، والخبراء: التوربينات توقفت وإثيوبيا تفشل في تصريف المياه    «الصحة» تستعرض إنجازات إدارة الغسيل الكلوي خلال الربع الأول من 2025    السعادة تغمر مدرب جيرونا بعد الفوز الأول بالليجا منذ 3 أشهر    رحيل بيسيرو يكلف خزينة الزمالك 7 ملايين جنيه ومفاجأة حول الشرط الجزائي    «العمل» تعلن عن 280 وظيفة للشباب بالشركة الوطنية لصناعات السكك الحديدية    ما علاقة الشيطان بالنفس؟.. عالم أزهري يوضح    تشغيل وحدة علاجية لخدمة مرضى الثلاسيميا والهيموفيليا في مستشفى السنبلاوين العام بالدقهلية    هل يجوز الحديث مع الغير أثناء الطواف.. الأزهر يوضح    مؤتمر منظمة المرأة العربية يبحث "فرص النساء في الفضاء السيبراني و مواجهة العنف التكنولوجي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشروق تحاور قائد معسكرات بن لادن بعد 22 عامًا من الجهاد والاختفاء القسرى 3
نشر في الشروق الجديد يوم 25 - 06 - 2011

روى قائد معسكرات بن لادن فى أفغانستان محمد عبدالستار النويهى المكنى ب«شريف المصرى» فى الجزء السابق من حواره مع «الشروق»، تفاصيل جديدة عن تفجيرات سبتمبر «غزوة مانهاتن»، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من قادة القاعدة طالبوا بن لادن بتأجيلها.
وقال المصرى إن أمريكا كانت على علم بأن القاعدة تخطط لهجوم عليها، لكنها لم تكن تعلم من أين ستأتى تلك الضربة؟، لذا ألغت مناورة كانت قد بدأت الإعداد لها فى الخليج وسحبت قواتها وهو ما كلفها مليارى دولار.
فى الجزء الثالث والأخير من حواره أشار المصرى إلى أن «القاعدة» ستضعف تحت قيادة أيمن الظواهرى الذى أعلن مؤخرا عن خلافته لبن لادن، وذلك نتيجة أن التبرعات التى كانت تحصل عليها من أثرياء خليجيين ستقل بسبب عدم وجود سعودى على رأس التنظيم.
واستبعد المصرى أن يكون عديله سيف العدل قد تولى قيادة القاعدة بشكل مؤقت بعد اغتيال بن لادن، مؤكدا أن «سيف العدل ومعظم مجلس شورى القاعدة قيد الإقامة الجبرية فى إيران»، نافيا ما تردد عن عملية تبادل أسرى أفرج خلالها عن سيف العدل ورفاقه
●ما الدور الذى لعبه عديلك سيف العدل بعد بداية القصف الأمريكى لأفغانستان؟
سيف العدل كان مسئولا عن قندهار فى ذلك الوقت، وكان أبوحفص هو المسئول الأول عن جميع المقاتلين فى أفغانستان، وعقب تفجيرات سبتمبر وقبل بداية القصف الأمريكى عقدت جميع الفصائل المقاتلة الموجودة فى أفغانستان اجتماعا فى كابول، وقلنا فى الاجتماع الذى ضم ممثلين عن القاعدة والجماعة الإسلامية والجهاد والجماعة الليبية ومجموعة أبومصعب الزرقاوى المقاتلة إن الحرب ستطول الجميع فيجب التوحد تحت قيادة واحدة، وبايعنا أسامة بن لادن أميرا للجهاد، فكان بن لادن يملك شخصية قوية ولديه معسكرات وأفراد ويملك التمويل.
ومن بعد هذه البيعة تم تقسيم المدن، وتحديد مسئولين لها، وكان سيف العدل مسئول المجاهدين فى قندهار معقل القاعدة، وكنت أنا مسئول ثالث فى كابل بعد أبوالخير المصرى (عضو شورى القاعدة)، وأبوفرج الليبى وعبدالهادى العراقى، وحاولنا أن ننظم مجموعات لتأمين كابل فرفض وزير داخلية طالبان، وقال لنا احموا أنفسكم فقط، وعرفنا بعد ذلك أنهم يخططون لإخلاء المدينة، فرحلت إلى قندهار وسقطت كابل، وفى هذه الأثناء طلب منى أبوحفص أن أذهب إلى هيرات، وكان معى أبومصعب الزرقاوى وأبومحمد المصرى وهو حى يرزق تحت الإقامة الجبرية فى إيران الآن، وكان هو الأمير على المجموعة وقتها واختارنا أبومصعب نائبا له ويلى أبومصعب أنا، وفى الطريق عرفنا أن هيرات سقطت فى أيدى الأمريكان، فعدنا بالقوات المصاحبة لنا إلى قندهار، فلم يتبق سواها بعد سقوط كل أفغانستان، وبقينا هناك إلى أن تم الانسحاب منها، بعدها طلب الملا عمر الذى تعاملنا معه بوصفه أميرا للمؤمنين أن ينسحب العرب من قندهار لأنه لن يتمكن من حمايتهم، وكان بن لادن قد قدم البيعة للملا عمر، وتفرق المجاهدون العرب بعد ذلك على أكثر من جبهة، واتفقت أنا ومجموعة من المجاهدين بلغ عددهم نحو 24 مجاهدا مع وزير الطيران فى حكومة طالبان، وقام بإخفائنا وسط قبيلته إلى أن نقلنا إلى باكستان، وكان معى فى هذه المجموعة الشيخ محمد شوقى الإسلامبولى، وأبومصعب الزرقاوى، ومصطفى أبواليزيد، ودخلنا بعدها باكستان وكانت قوات الأمن الباكستانية تلاحقنا ومكثنا فى أحد المنازل، كان ذلك فى منتصف عام 2002، بعدها انتقل سيف العدل ومجموعة أخرى إلى إيران، وبقيت أنا فى مدينة كويتا على الحدود إلى أن جاءنى تكليف من القاعدة يطلب منى التعاون معهم فى العمليات العسكرية مرة أخرى، ولم يكن هناك مفر أمامنا سوى ذلك، وتم تكليفى بأن أكون مسئولا عن أربع ولايات فى الجنوب الأفغانى ومنها قندهار على أن أنسق مع مقاتلى طالبان لتنفيذ هجمات ضد القوات الأمريكية، وكان هناك شخص اسمه الملا جليل كان مكلفا بالتنسيق معى من قبل طالبان.
●وكيف كان يتم الاتصال بينك وبين قيادات القاعدة المطاردة فى ذلك التوقيت؟
كنا نقوم بالاتصال بالأخ عبدالهادى العراقى، وبعد سقوط كابول لم ير أحد منا بن لادن، وكان أبوحفص المصرى قد قتل فى نوفمبر 2001، وكنت فى منزل مجاور له عندما قصفت الطائرات الأمريكية المنزل الذى كان يقيم به فى قندهار، وكان أسد أبن الشيخ عمر عبدالرحمن ينام بجواره اليوم الذى استشهد فيه لكنه نجا من القصف، وتولى بعدها سيف العدل المسئولية وأصبح المسئول العسكرى ومسئول التنظيم الأول بعد اختفاء بن لادن فى جبال تورا بورا، وكنت قريب منه فى هذه الأثناء، وكان أسامة بن لادن والظواهرى معزولين فى هذه الفترة عن باقى رجال القاعدة.
ثم أرسل بن لادن رسالة أبلغنا فيها أن مسئول التنظيم هو أبومحمد المصرى، ونائبه أبوالفرج الليبى، لكن أبومحمد وسيف العدل كانا قد انتقلا إلى إيران، ولم يعلم بن لادن بذلك، ثم وصلتنا أخبار اعتقال السلطات الإيرانية لقيادات القاعدة الذين تمكنوا من الدخول إلى أرضيها ووضعتهم تحت الإقامة الجبرية.
«ذكر شريف المصرى على هامس الحوار أن قيادات القاعدة كانت تتنقل بين أفغانستان وباكستان وإيران بشكل شبه طبيعى، وألمح إلى أن أجهزة المخابرات الإيرانية كانت على علم بتحركاتهم داخل أراضيها، والدليل أن طهران اعتقلت معظم مجلس شورى التنظيم فى أسبوعين ومن أماكن مختلفة ووضعتهم تحت الإقامة الجبرية».
وعن الشكوك حول دور الأجهزة الإيرانية فى دعم القاعدة قال المصرى على هامش الحوار «هناك عدو مشترك هو أمريكا لكن لا يوجد دعم أو تنسيق والدليل أن قادة القاعدة تعرضوا للتعذيب بعد اعتقالهم، وأظن أن طهران لم تسلمهم واحتفظت بهم طول تلك الفترة لتعلب بهم كورقة فى الوقت التى تريده».
●وكيف استكملتم القتال بعد اعتقال معظم قيادات التنظيم فى إيران؟
لم يكن هناك تأثير للمجموعة التى تم اعتقالها فى إيران، على العمليات القتالية، واستمر العمل بحكم الواقع، وقاد العمليات عبدالهادى العراقى (ضابط عراقى سابق برتبة رائد شارك فى الجهاد ضد السوفييت، وقاد عمليات القاعدة بعد غياب بن لادن، واعتقل على الحدود العراقية الإيرانية عام 2007، وتم نقله إلى معتقل جوانتانامو) بوصفه القائد العسكرى لأفغانستان بالكامل، وكان أبوالفرج الليبى (تم اعتقاله بباكستان عام 2005، وتردد أنه تورط فى محاولة اغتيال الرئيس الباكستانى السابق برويز مشرف، ومسجون الآن فى جوانتانامو) يدير القتال من منطقة وزيرستان على الحدود الباكستانية الأفغانية بوصفه الأمير العام لحين وصول تكليف من بن لادن.
وحتى أغسطس 2004 استمرت القتال بين القاعدة والأمريكان، على طريقة حرب العصابات «كر وفر»، إلى أن تم اعتقالى فى 2004.
●كيف تم إلقاء القبض عليك؟
اعتقلت عن طريق خيانة الملا جليل مسئول التنسيق بينى وبين طالبان، حيث اتفق مع المخابرات الباكستانية على تمكينهم من القبض على، وكانوا على علم بأنى مسئول القاعدة بقندهار، وكانت قد جرت محاولات كثيرة لاعتقالى، إلا أننى كنت أتمكن من الهرب منها فى اللحظات الأخيرة، كان آخرها محاولة اعتقال تم إلقاء القبض فيها على أسد بن الشيخ عمر عبدالرحمن عام 2003، لكنى هربت، كنت وقتها على قائمة المطلوبين التى وضعتها أمريكا وكانوا عارضين 5 ملايين دولار لمن يساعد فى القبض علينا، ومثلت الخيانة لى وقتها ضربة قاصمة، وقال لى الملا جليل حينها إن هناك ضيفا من الخليج يريد مقابلتك، وتوقعت أن يكون هذا الخليجى قادما لنا بأموال يريد إيصالها لأسامة بن لادن، وقال لى جليل ابق أنت فى البيت وسأحضر الضيف، وخرج وترك الباب مفتوحا، حتى فوجئت بالقوات الباكستانية فوق رأسى، وأدركت بعد ذلك أن جليل يرتب لهذه الخيانة منذ نحو عام، بعدها تم نقلى إلى مقر المخابرات الباكستانية، مكثت عندهم 10 أيام، سألونى فيها عن الأماكن المجاهدين ومعسكرات التدريب، وقال لى الضابط الأمريكى الذى حضر التحقيق أنه مطلوب منه القبض على ثلاثة، هم أنا وعبدالهادى العراقى وأبوالفرج الليبى، وصمدت ثلاثة أيام دون أن أتكلم ولم أعترف بأى شىء، حتى أعطى الفرصة والوقت للإخوة كى يغيروا أماكنهم ويهربوا قبل وصول المخابرات إليهم، وكانا متفقين على هذا السيناريو فى حال القبض على أى منا، وتم تعذيبى من قبل الباكستانيين بأوامر أمريكية حتى يتم استنطاقى، ثم تم نقلى إلى إسلام أباد، مكثت هناك 15 يوما فى أحد السجون الأمريكية السرية هناك وكان قد تم إنشاؤه تحت الأرض، وكانت التحقيقات متواصلة، وكان الأمريكان يهدفون الوصول إلى معلومات حقيقية «مش أى اعترافات وخلاص زى أخونا فى مصر»، وبعدها أخذتنى طائرة عسكرية إلى قاعدة باجرام، وجلست هناك 4 شهور متواصلة من التحقيقات والتعذيب، على غرار حفلات التعذيب التى كانت تحدث فى سجن أبوغريب بالعراق، حيث احتجزونى عاريا دون أى ملابس لمدة ثلاثة أسابيع فى زنزانة انفرادى ضيقة، وكان شتاء باجرام شديد البرد حيث وصلت درجة الحرارة إلى تحت الصفر.
●وما المعلومات التى كانوا يريدون الوصول إليها؟
بحكم موقعى فى القاعدة كانوا يريدون معرفة ما هى خطط العمليات التى تم إعدادها فى باكستان والغرب وأمريكا، وسئلت عن المعلومة التى تقول إن القاعدة جهزت قنبلة وأخفتها فى إحدى المناطق فى أوروبا.
●ذكرت إحدى وثائق ويكليكس التى تم الكشف عنها عقب اغتيال بن لادن إلى أنك اعترفت بأن بعض عناصر القاعدة زرعوا قنبلة فى أوروبا وتم الاتفاق على تفجيرها فى حال اغتيال بن لادن فما حقيقة تلك المعلومة؟
لا تعليق!
●وماذا بعد باجرام؟
استدعانى المسئولون عن سجن باجرام، وأخبرونى بأنهم سينقلوننى لكنهم لم يقولوا لى إلى أين سأنتقل، وجاءت طائرة وأخذتنى من مطار كابل، كنت بمفردى فى الطائرة وتوقعت حينها أن الوجهة الجديدة ستكون قاعدة جوانتاناموا، استقرت الطائرة فى أحد المطارات لمدة ساعة (ترانزيت) علمت فيما بعد أنه مطار بالأردن، كنت أخشى من أن تنقلنى المخابرات الأمريكية إلى إحدى الدول التى تعذب عنها بالوكالة ضمن برنامج الاستنطاق، ثم تحركت الطائرة مرة أخرى وبعد نحو ساعة هبطت فى مطار آخر، كنت معصوب العين طوال فترة الرحلة لكنى علمت من لهجة الرجال الذين تسلمونى إننى فى مصر، وأختلط على المشاعر فلم أستطع أن أمنع نفسى من الشعور بالفرح لعودتى إلى بلدى بعد سنوات طويلة من الغياب لكن فى نفس الوقت قلبى قبض حيث كنت على علم بطريقة الأجهزة المصرية فى انتزاع الاعترافات، نقلت بعدها إلى أحد المقار التابعة للمخابرات وكان فى انتظارى «الرجل الكبير» قالوا لى إنه الرجل رقم واحد فى مصر، كانوا ينادونه ب«أبوكريم»، وحقق معى وأنا معصوب العينين، كان هذا فى أبريل 2004، جلس معى ساعة ونصف الساعة، وسألنى عن مكان أسامة بن لادن وأكدت له أن بن لادن لا يريد تنفيذ أى عمليات فى مصر، وهنا أريد أن أؤكد أن التفجيرات التى وقعت فى السعودية فى الرياض وكذلك فى المغرب بالدار البيضاء لم يكن لبن لادن أى علاقة بها تماما، وكلها نسبت له زورا، وأنا اعرف المجموعات التى قامت بها حيث كانوا معنا فى أفغانستان، ورفضوا تقديم البيعة لبن لادن بعد أن طُلب منهم ذلك، وكان بن لادن يرفض بشكل قاطع تنفيذ عمليات تفجيرية فى البلدان العربية والإسلامية، وأصدر أوامر بذلك لأنه كان يرى أن كل العمليات يجب أن توجه للأمريكان.
بعد 7 شهور من التحقيقات فى المخابرات، تم نقلى إلى مقر أمن الدولة فى مدينة نصر، رأيت هناك أصنافا من التعذيب لم تخطر على بال بشر وكان الأمريكان أرحم، وقلت لضابط امن الدولة وقتها «ما تتعبش نفسك ده أنت سابع جهة تحقق معى وتعذبت كتير، لكن دون جدوى، وكل الأسئلة كانت متعلقة بما يجرى خارج مصر، وبقيت معهم 5 شهور تم بعدها نقلى لسجن استقبال طرة، وبقيت هناك عاما وتم بعدها نقلت إلى سجن العقرب، وأفرج عنى بعد نجاح ثورة 25 يناير بأسابيع، وعدت إلى قريتى ميت حبيش البحرية بعد غياب استمر نحو 21 عاما.
●كيف استقبلت خبر مقتل أسامة بن لادن.. وهل لك ملاحظات على الرواية الأمريكية التى أعلنت عقب اغتياله؟
فى البداية أريد أن أؤكد أننى تشرفت بمعرفة المجاهد الشهيد أسامة بن لادن نحسبه كذلك، وبحكم قربى منه وبحكم خبرتى فى أفغانستان وباكستان، بن لادن كان عايش بوضع طبيعى جدا وليس صحيحا أن المنزل الذى قالوا إنه قتل به تكلف مليون دولار، أنا كنت أسكن فى بيت أفضل منه، وهذا المنزل مستحيل أن يكون بهذا الرقم، وطبيعة البيوت هناك أن البيت يكون دورين ويتم بناء سور يبلغ ارتفاعه 5 أمتار وهذه عادة هناك.
واختياره للسكن بجوار قاعدة للجيش الباكستانى اختيار آمن، وبالتالى الرأى الذى يقول إن المخابرات الباكستانية كانت تحميه رأى بعيد جدا، ولكن من الممكن أن يكون أحد عناصر المخابرات الباكستانية ساعده ونقل له الأخبار، فهناك الكثير من المتدينين فى المخابرات الباكستانية التابعين لجماعة التبليغ.
●وهل الرواية التى نقلها الأمريكان عن تفاصيل عملية الاغتيال مقبولة؟
هناك أجزاء من الرواية قد تكون صحيحة، مثل أنهم تتبعوا أبوأحمد الكويتى، وأنا اعرفه جيدا، وسئلت عنه فى التحقيقات، وكونه مختفيا منذ فترة جعلهم يفكرون فى أنه يرافق بن لادن، أما أن تكون العملية تمت فى أربعين دقيقة واستخدم فيها أربع طائرات فهذا ما لا أصدقه، وأتوقع أن العملية تمت عن طريق تسلل كومندوز للمنزل قبل مجىء الطيران، وقام بتنفيذ العملية وبعد ذلك جاء الطيران وانتشل الجثث لأنه ليس من المعقول أن يحلق الطيران فوق المنزل لمدة أربعين دقيقة وبجواره قاعدة عسكرية باكستانية.
●وما تقييمك للمعلومات التى نقلتها وسائل الإعلام بأن سيف العدل خلف بن لادن بشكل مؤقت لحين اختيار زعيم جديد للتنظيم، ونقلت وسائل الإعلام تلك المعلومة عن نعمان بن عثمان الذى تم تعريفه بأنه أحد مساعدى بن لادن وعضو سابق بالجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة؟
بالرغم من ملازمتى لبن لادن لفترة طويلة فإننى لم ألتق بهذا النعمان من قبل، ولم يقل لى أحد من الإخوة أنه يعرفه أو سمع به، وكل معلوماته التى تتناقلها بعض وسائل الإعلام المعروفة بارتباطها بالأجهزة معظمها خطأ والجزء الآخر مشكوك فيه.
وفيما يخص تولى سيف العدل المسئولية لبن لادن بصفة مؤقتة، أرى أن سيف العدل كإدارى وتنظيمى هو أهل لهذه المسئولية ويستطيع أن يقود التنظيم، لكنه لا يصلح كخليفة لبن لادن لان هناك قيادات تختلف عليه، كما أنه ما زال خاضع للإقامة الجبرية فى إيران مع معظم مجلس شورى القاعدة، وتتم معاملتهم معاملة سيئة وغير مسموح لهم فى الأساس بمغادرة إيران وممنوع عنه الاتصالات ومسموح له فقط بمشاهدة التليفزيون، فهو تقريبا علم بخبر خلافته لبن لادن من الإعلام مثلنا وهذه المعلومة تنفى تماما توليه لهذا المنصب ولو بشكل مؤقت.
●لكن هناك تقارير تحدثت عن عملية تبادل أسرى بين القاعدة والأجهزة الإيرانية تم بمقتضاها الإفراج عن قادة القاعدة وأسرهم نهاية العام الماضى مقابل تسليم دبلوماسى إيرانى كان مقاتلى التنظيم أسروه؟
المعلومة ليست صحيحة فزوجتى ابنة أبوالوليد المصرى وشقيقة زوجة سيف العدل عادت من إيران قريبا وأخبرتنى بأن شقيقتها وزوجها وأباها ما زالوا قيد الإقامة الجبرية مع باقى القيادات وأسرهم.
●ولكن ألا تكون إيران قد استخدمت سيف العدل فى إطار حربها الباردة مع أمريكا؟
لا أظن ذلك، ولكن قد يكون هذا الخبر الكاذب مصدره المخابرات الأمريكية بهدف فتح الباب على إيران، ولتستخدمه بعد ذلك كذريعة ضد إيران.
●وماذا عن الخبر الذى تناقلته وسائل الإعلام بتولى الظواهرى مسئولية القاعدة بشكل رسمى خلفا لبن لادن؟
عدم وجود شخصية سعودية على رأس التنظيم سيقلل من التبرعات المالية، خاصة أن التنظيم سيكون أضعف تحت رئاسة الظواهرى لأن الجانب المادى وجوانب التمويل كانت مرتبطة بشكل كبير ببن لادن، ولا أنكر أن الظواهرى يتمتع بقدر كبير من الثقة بين قيادات وأفراد التنظيم، أما فيما يخص الجوانب الإدارية والتنظيمية فهناك مساعدون يجدون حول الظواهرى سيعينونه على ذلك ويملكون من الكفاءة الكثير.
●فى النهاية كعضو بالجماعة الإسلامية كيف تقيم قرارها بتأسيس حزب سياسى وجمعية أهلية؟
فيما يخص الحزب السياسى أرى انه من المفترض أن نتبع الآية الكريمة «وأن أقيموا الدين ولا تفرقوا فيه»، فلنترك للإخوان المسلمين هذا الأمر لأنهم مؤهلون له وتتفرغ الجماعة للدعوة من خلال جمعية.
●هل يعنى ذلك أنك ضد العمل الحزبى بشكل عام؟
ليس بشكل عام ولكن بشكل خاص للإسلاميين، كذلك لأن هناك جماعة إسلامية وهم الإخوان المسلمون مؤهلون لذلك ويمكنهم الوصول للسلطة ونحن فى الأصل جماعة دعوية وعلينا أن نهتم بالدعوة، ونحن كنا نقف فى وجه النظام لإقامة الدولة الإسلامية وفشلنا.
●وهل فكرة إقامة الدولة الإسلامية ما زالت قائمة لديكم؟
هذا أمل لكل المسلمين فنحن وجدنا أن الصراع المسلح غير مناسب ولن يؤدى لنتيجة ولابد من الدعوة أولا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.