«اقتصادية النواب» تطالب «تنمية الصادرات» باستراتيجية متكاملة وتؤجل نظر موازنة المركز    إسرائيل: إصابة ضابط وجنديين شمال غزة واعتراض صاروخ من القطاع    كامل الوزير ينعى هشام عرفات وزير النقل السابق: فقدنا زميلا عزيزا وعالما قديرا    جاسبريني يعلن تشكيل أتالانتا لمواجهة يوفنتوس في نهائي كأس إيطاليا    مساعد كلوب يتولى تدريب سالزبورج النمساوي    ليس الفتيات فقط.. مسلسل التحرش والاعتداء الجنسي لسائقي تطبيقات التوصيل لن تنتهي بعد    رغم انفصالهما.. أحمد العوضي يهنئ ياسمين عبد العزيز على إعلانها الجديد    غدا.. إيزيس الدولي لمسرح المرأة يفتتح دورته الثانية على المسرح المكشوف    بعد تشغيل محطات جديدة.. رئيس هيئة الأنفاق يكشف أسعار تذاكر المترو - فيديو    وزارة النقل تنعى الدكتور هشام عرفات وزير النقل السابق    المشدد 7 سنوات لمتهم بهتك عرض طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بكفر الشيخ    مخاطر الإنترنت العميق، ندوة تثقيفية لكلية الدعوة الإسلامية بحضور قيادات الأزهر    وكلاء وزارة الرياضة يطالبون بزيادة مخصصات دعم مراكز الشباب    «الشعب الجمهوري» يهنئ «القاهرة الإخبارية» لفوزها بجائزة التميز الإعلامي العربي    البداية ب "تعب في العين".. سبب وفاة هشام عرفات وزير النقل السابق    هل الحج بالتقسيط حلال؟.. «دار الإفتاء» توضح    أمين الفتوى يحسم الجدل حول سفر المرأة للحج بدون محرم    خالد الجندي: ربنا أمرنا بطاعة الوالدين فى كل الأحوال عدا الشرك بالله    رئيس جامعة المنصورة يناقش خطة عمل القافلة المتكاملة لحلايب وشلاتين    "الزراعة" و"البترول" يتابعان المشروعات التنموية المشتركة في وادي فيران    كوارث النقل الذكى!!    بتوجيهات الإمام الأكبر ..."رئيس المعاهد الأزهرية" يتفقد بيت شباب 15 مايو    يكفلها الدستور ويضمنها القضاء.. الحقوق القانونية والجنائية لذوي الإعاقة    الكويت تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي للامتثال إلى قرارات الشرعية الدولية    طبيب مصرى محترم    محافظ مطروح: ندعم جهود نقابة الأطباء لتطوير منظومة الصحة    بث مباشر مباراة بيراميدز وسيراميكا بالدوري المصري لحظة بلحظة | التشكيل    زياد السيسي يكشف كواليس تتويجه بذهبية الجائزة الكبرى لسلاح السيف    إصابة 4 مواطنين في مشاجرة بين عائلتين بالفيوم    الطاهري: القضية الفلسطينية حاضرة في القمة العربية بعدما حصدت زخما بالأمم المتحدة    ملك قورة تعلن الانتهاء من تصوير فيلم جوازة توكسيك.. «فركش مبروك علينا»    الصورة الأولى لأمير المصري في دور نسيم حميد من فيلم Giant    «تضامن النواب» توافق على موازنة مديريات التضامن الاجتماعي وتصدر 7 توصيات    الزراعة: زيادة المساحات المخصصة لمحصول القطن ل130 ألف فدان    فرحة وترقب: استعدادات المسلمين لاستقبال عيد الأضحى 2024    إصابة عامل صيانة إثر سقوطه داخل مصعد بالدقهلية    الحكومة توافق على ترميم مسجدي جوهر اللالا ومسجد قانيباي الرماح بالقاهرة    «الصحة» تقدم 5 نصائح لحماية صحتك خلال أداء مناسك الحج 2024    ماذا قال مدير دار نشر السيفير عن مستوى الأبحاث المصرية؟    مفتي الجمهورية من منتدى كايسيد: الإسلام يعظم المشتركات بين الأديان والتعايش السلمي    أبرزها «الأسد» و«الميزان».. 4 أبراج لا تتحمل الوحدة    تحديد نسبة لاستقدام الأطباء الأجانب.. أبرز تعديلات قانون المنشآت الصحية    الأمم المتحدة: أكثر من 7 ملايين شخص يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي بجنوب السودان    أمين الفتوى: الصلاة النورانية لها قوة كبيرة فى زيادة البركة والرزق    "النقد الدولي" يوافق على قروض لدعم اقتصاد غينيا بيساو والرأس الأخضر    قطع الكهرباء عن عدة مناطق بمدينة بنها الجمعة    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 13238 قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة لشروط التعاقد    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    الصحة تشارك في اليوم التثقيفي لأنيميا البحر المتوسط الخامس والعشرين    ضبط 123 قضية مخدرات في حملة بالدقهلية    أحمد مجدي: السيطرة على غرفة خلع ملابس غزل المحلة وراء العودة للممتاز    بعد الصين.. بوتين يزور فيتنام قريبا    تشاهدون اليوم.. نهائي كأس إيطاليا وبيراميدز يستضيف سيراميكا    وزارة العمل: 945 فرصة عمل لمدرسين وممرضات فى 13 محافظة    فاندنبروك: مدرب صن داونز مغرور.. والزمالك وبيراميدز فاوضاني    قيادي ب«حماس»: مصر بذلت جهودا مشكورة في المفاوضات ونخوض حرب تحرير    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    ريال مدريد يكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في ليلة الاحتفال بالليجا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشروق تحاور قائد معسكرات بن لادن بعد 22 عامًا من الجهاد والاختفاء القسرى 3
نشر في الشروق الجديد يوم 25 - 06 - 2011

روى قائد معسكرات بن لادن فى أفغانستان محمد عبدالستار النويهى المكنى ب«شريف المصرى» فى الجزء السابق من حواره مع «الشروق»، تفاصيل جديدة عن تفجيرات سبتمبر «غزوة مانهاتن»، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من قادة القاعدة طالبوا بن لادن بتأجيلها.
وقال المصرى إن أمريكا كانت على علم بأن القاعدة تخطط لهجوم عليها، لكنها لم تكن تعلم من أين ستأتى تلك الضربة؟، لذا ألغت مناورة كانت قد بدأت الإعداد لها فى الخليج وسحبت قواتها وهو ما كلفها مليارى دولار.
فى الجزء الثالث والأخير من حواره أشار المصرى إلى أن «القاعدة» ستضعف تحت قيادة أيمن الظواهرى الذى أعلن مؤخرا عن خلافته لبن لادن، وذلك نتيجة أن التبرعات التى كانت تحصل عليها من أثرياء خليجيين ستقل بسبب عدم وجود سعودى على رأس التنظيم.
واستبعد المصرى أن يكون عديله سيف العدل قد تولى قيادة القاعدة بشكل مؤقت بعد اغتيال بن لادن، مؤكدا أن «سيف العدل ومعظم مجلس شورى القاعدة قيد الإقامة الجبرية فى إيران»، نافيا ما تردد عن عملية تبادل أسرى أفرج خلالها عن سيف العدل ورفاقه
●ما الدور الذى لعبه عديلك سيف العدل بعد بداية القصف الأمريكى لأفغانستان؟
سيف العدل كان مسئولا عن قندهار فى ذلك الوقت، وكان أبوحفص هو المسئول الأول عن جميع المقاتلين فى أفغانستان، وعقب تفجيرات سبتمبر وقبل بداية القصف الأمريكى عقدت جميع الفصائل المقاتلة الموجودة فى أفغانستان اجتماعا فى كابول، وقلنا فى الاجتماع الذى ضم ممثلين عن القاعدة والجماعة الإسلامية والجهاد والجماعة الليبية ومجموعة أبومصعب الزرقاوى المقاتلة إن الحرب ستطول الجميع فيجب التوحد تحت قيادة واحدة، وبايعنا أسامة بن لادن أميرا للجهاد، فكان بن لادن يملك شخصية قوية ولديه معسكرات وأفراد ويملك التمويل.
ومن بعد هذه البيعة تم تقسيم المدن، وتحديد مسئولين لها، وكان سيف العدل مسئول المجاهدين فى قندهار معقل القاعدة، وكنت أنا مسئول ثالث فى كابل بعد أبوالخير المصرى (عضو شورى القاعدة)، وأبوفرج الليبى وعبدالهادى العراقى، وحاولنا أن ننظم مجموعات لتأمين كابل فرفض وزير داخلية طالبان، وقال لنا احموا أنفسكم فقط، وعرفنا بعد ذلك أنهم يخططون لإخلاء المدينة، فرحلت إلى قندهار وسقطت كابل، وفى هذه الأثناء طلب منى أبوحفص أن أذهب إلى هيرات، وكان معى أبومصعب الزرقاوى وأبومحمد المصرى وهو حى يرزق تحت الإقامة الجبرية فى إيران الآن، وكان هو الأمير على المجموعة وقتها واختارنا أبومصعب نائبا له ويلى أبومصعب أنا، وفى الطريق عرفنا أن هيرات سقطت فى أيدى الأمريكان، فعدنا بالقوات المصاحبة لنا إلى قندهار، فلم يتبق سواها بعد سقوط كل أفغانستان، وبقينا هناك إلى أن تم الانسحاب منها، بعدها طلب الملا عمر الذى تعاملنا معه بوصفه أميرا للمؤمنين أن ينسحب العرب من قندهار لأنه لن يتمكن من حمايتهم، وكان بن لادن قد قدم البيعة للملا عمر، وتفرق المجاهدون العرب بعد ذلك على أكثر من جبهة، واتفقت أنا ومجموعة من المجاهدين بلغ عددهم نحو 24 مجاهدا مع وزير الطيران فى حكومة طالبان، وقام بإخفائنا وسط قبيلته إلى أن نقلنا إلى باكستان، وكان معى فى هذه المجموعة الشيخ محمد شوقى الإسلامبولى، وأبومصعب الزرقاوى، ومصطفى أبواليزيد، ودخلنا بعدها باكستان وكانت قوات الأمن الباكستانية تلاحقنا ومكثنا فى أحد المنازل، كان ذلك فى منتصف عام 2002، بعدها انتقل سيف العدل ومجموعة أخرى إلى إيران، وبقيت أنا فى مدينة كويتا على الحدود إلى أن جاءنى تكليف من القاعدة يطلب منى التعاون معهم فى العمليات العسكرية مرة أخرى، ولم يكن هناك مفر أمامنا سوى ذلك، وتم تكليفى بأن أكون مسئولا عن أربع ولايات فى الجنوب الأفغانى ومنها قندهار على أن أنسق مع مقاتلى طالبان لتنفيذ هجمات ضد القوات الأمريكية، وكان هناك شخص اسمه الملا جليل كان مكلفا بالتنسيق معى من قبل طالبان.
●وكيف كان يتم الاتصال بينك وبين قيادات القاعدة المطاردة فى ذلك التوقيت؟
كنا نقوم بالاتصال بالأخ عبدالهادى العراقى، وبعد سقوط كابول لم ير أحد منا بن لادن، وكان أبوحفص المصرى قد قتل فى نوفمبر 2001، وكنت فى منزل مجاور له عندما قصفت الطائرات الأمريكية المنزل الذى كان يقيم به فى قندهار، وكان أسد أبن الشيخ عمر عبدالرحمن ينام بجواره اليوم الذى استشهد فيه لكنه نجا من القصف، وتولى بعدها سيف العدل المسئولية وأصبح المسئول العسكرى ومسئول التنظيم الأول بعد اختفاء بن لادن فى جبال تورا بورا، وكنت قريب منه فى هذه الأثناء، وكان أسامة بن لادن والظواهرى معزولين فى هذه الفترة عن باقى رجال القاعدة.
ثم أرسل بن لادن رسالة أبلغنا فيها أن مسئول التنظيم هو أبومحمد المصرى، ونائبه أبوالفرج الليبى، لكن أبومحمد وسيف العدل كانا قد انتقلا إلى إيران، ولم يعلم بن لادن بذلك، ثم وصلتنا أخبار اعتقال السلطات الإيرانية لقيادات القاعدة الذين تمكنوا من الدخول إلى أرضيها ووضعتهم تحت الإقامة الجبرية.
«ذكر شريف المصرى على هامس الحوار أن قيادات القاعدة كانت تتنقل بين أفغانستان وباكستان وإيران بشكل شبه طبيعى، وألمح إلى أن أجهزة المخابرات الإيرانية كانت على علم بتحركاتهم داخل أراضيها، والدليل أن طهران اعتقلت معظم مجلس شورى التنظيم فى أسبوعين ومن أماكن مختلفة ووضعتهم تحت الإقامة الجبرية».
وعن الشكوك حول دور الأجهزة الإيرانية فى دعم القاعدة قال المصرى على هامش الحوار «هناك عدو مشترك هو أمريكا لكن لا يوجد دعم أو تنسيق والدليل أن قادة القاعدة تعرضوا للتعذيب بعد اعتقالهم، وأظن أن طهران لم تسلمهم واحتفظت بهم طول تلك الفترة لتعلب بهم كورقة فى الوقت التى تريده».
●وكيف استكملتم القتال بعد اعتقال معظم قيادات التنظيم فى إيران؟
لم يكن هناك تأثير للمجموعة التى تم اعتقالها فى إيران، على العمليات القتالية، واستمر العمل بحكم الواقع، وقاد العمليات عبدالهادى العراقى (ضابط عراقى سابق برتبة رائد شارك فى الجهاد ضد السوفييت، وقاد عمليات القاعدة بعد غياب بن لادن، واعتقل على الحدود العراقية الإيرانية عام 2007، وتم نقله إلى معتقل جوانتانامو) بوصفه القائد العسكرى لأفغانستان بالكامل، وكان أبوالفرج الليبى (تم اعتقاله بباكستان عام 2005، وتردد أنه تورط فى محاولة اغتيال الرئيس الباكستانى السابق برويز مشرف، ومسجون الآن فى جوانتانامو) يدير القتال من منطقة وزيرستان على الحدود الباكستانية الأفغانية بوصفه الأمير العام لحين وصول تكليف من بن لادن.
وحتى أغسطس 2004 استمرت القتال بين القاعدة والأمريكان، على طريقة حرب العصابات «كر وفر»، إلى أن تم اعتقالى فى 2004.
●كيف تم إلقاء القبض عليك؟
اعتقلت عن طريق خيانة الملا جليل مسئول التنسيق بينى وبين طالبان، حيث اتفق مع المخابرات الباكستانية على تمكينهم من القبض على، وكانوا على علم بأنى مسئول القاعدة بقندهار، وكانت قد جرت محاولات كثيرة لاعتقالى، إلا أننى كنت أتمكن من الهرب منها فى اللحظات الأخيرة، كان آخرها محاولة اعتقال تم إلقاء القبض فيها على أسد بن الشيخ عمر عبدالرحمن عام 2003، لكنى هربت، كنت وقتها على قائمة المطلوبين التى وضعتها أمريكا وكانوا عارضين 5 ملايين دولار لمن يساعد فى القبض علينا، ومثلت الخيانة لى وقتها ضربة قاصمة، وقال لى الملا جليل حينها إن هناك ضيفا من الخليج يريد مقابلتك، وتوقعت أن يكون هذا الخليجى قادما لنا بأموال يريد إيصالها لأسامة بن لادن، وقال لى جليل ابق أنت فى البيت وسأحضر الضيف، وخرج وترك الباب مفتوحا، حتى فوجئت بالقوات الباكستانية فوق رأسى، وأدركت بعد ذلك أن جليل يرتب لهذه الخيانة منذ نحو عام، بعدها تم نقلى إلى مقر المخابرات الباكستانية، مكثت عندهم 10 أيام، سألونى فيها عن الأماكن المجاهدين ومعسكرات التدريب، وقال لى الضابط الأمريكى الذى حضر التحقيق أنه مطلوب منه القبض على ثلاثة، هم أنا وعبدالهادى العراقى وأبوالفرج الليبى، وصمدت ثلاثة أيام دون أن أتكلم ولم أعترف بأى شىء، حتى أعطى الفرصة والوقت للإخوة كى يغيروا أماكنهم ويهربوا قبل وصول المخابرات إليهم، وكانا متفقين على هذا السيناريو فى حال القبض على أى منا، وتم تعذيبى من قبل الباكستانيين بأوامر أمريكية حتى يتم استنطاقى، ثم تم نقلى إلى إسلام أباد، مكثت هناك 15 يوما فى أحد السجون الأمريكية السرية هناك وكان قد تم إنشاؤه تحت الأرض، وكانت التحقيقات متواصلة، وكان الأمريكان يهدفون الوصول إلى معلومات حقيقية «مش أى اعترافات وخلاص زى أخونا فى مصر»، وبعدها أخذتنى طائرة عسكرية إلى قاعدة باجرام، وجلست هناك 4 شهور متواصلة من التحقيقات والتعذيب، على غرار حفلات التعذيب التى كانت تحدث فى سجن أبوغريب بالعراق، حيث احتجزونى عاريا دون أى ملابس لمدة ثلاثة أسابيع فى زنزانة انفرادى ضيقة، وكان شتاء باجرام شديد البرد حيث وصلت درجة الحرارة إلى تحت الصفر.
●وما المعلومات التى كانوا يريدون الوصول إليها؟
بحكم موقعى فى القاعدة كانوا يريدون معرفة ما هى خطط العمليات التى تم إعدادها فى باكستان والغرب وأمريكا، وسئلت عن المعلومة التى تقول إن القاعدة جهزت قنبلة وأخفتها فى إحدى المناطق فى أوروبا.
●ذكرت إحدى وثائق ويكليكس التى تم الكشف عنها عقب اغتيال بن لادن إلى أنك اعترفت بأن بعض عناصر القاعدة زرعوا قنبلة فى أوروبا وتم الاتفاق على تفجيرها فى حال اغتيال بن لادن فما حقيقة تلك المعلومة؟
لا تعليق!
●وماذا بعد باجرام؟
استدعانى المسئولون عن سجن باجرام، وأخبرونى بأنهم سينقلوننى لكنهم لم يقولوا لى إلى أين سأنتقل، وجاءت طائرة وأخذتنى من مطار كابل، كنت بمفردى فى الطائرة وتوقعت حينها أن الوجهة الجديدة ستكون قاعدة جوانتاناموا، استقرت الطائرة فى أحد المطارات لمدة ساعة (ترانزيت) علمت فيما بعد أنه مطار بالأردن، كنت أخشى من أن تنقلنى المخابرات الأمريكية إلى إحدى الدول التى تعذب عنها بالوكالة ضمن برنامج الاستنطاق، ثم تحركت الطائرة مرة أخرى وبعد نحو ساعة هبطت فى مطار آخر، كنت معصوب العين طوال فترة الرحلة لكنى علمت من لهجة الرجال الذين تسلمونى إننى فى مصر، وأختلط على المشاعر فلم أستطع أن أمنع نفسى من الشعور بالفرح لعودتى إلى بلدى بعد سنوات طويلة من الغياب لكن فى نفس الوقت قلبى قبض حيث كنت على علم بطريقة الأجهزة المصرية فى انتزاع الاعترافات، نقلت بعدها إلى أحد المقار التابعة للمخابرات وكان فى انتظارى «الرجل الكبير» قالوا لى إنه الرجل رقم واحد فى مصر، كانوا ينادونه ب«أبوكريم»، وحقق معى وأنا معصوب العينين، كان هذا فى أبريل 2004، جلس معى ساعة ونصف الساعة، وسألنى عن مكان أسامة بن لادن وأكدت له أن بن لادن لا يريد تنفيذ أى عمليات فى مصر، وهنا أريد أن أؤكد أن التفجيرات التى وقعت فى السعودية فى الرياض وكذلك فى المغرب بالدار البيضاء لم يكن لبن لادن أى علاقة بها تماما، وكلها نسبت له زورا، وأنا اعرف المجموعات التى قامت بها حيث كانوا معنا فى أفغانستان، ورفضوا تقديم البيعة لبن لادن بعد أن طُلب منهم ذلك، وكان بن لادن يرفض بشكل قاطع تنفيذ عمليات تفجيرية فى البلدان العربية والإسلامية، وأصدر أوامر بذلك لأنه كان يرى أن كل العمليات يجب أن توجه للأمريكان.
بعد 7 شهور من التحقيقات فى المخابرات، تم نقلى إلى مقر أمن الدولة فى مدينة نصر، رأيت هناك أصنافا من التعذيب لم تخطر على بال بشر وكان الأمريكان أرحم، وقلت لضابط امن الدولة وقتها «ما تتعبش نفسك ده أنت سابع جهة تحقق معى وتعذبت كتير، لكن دون جدوى، وكل الأسئلة كانت متعلقة بما يجرى خارج مصر، وبقيت معهم 5 شهور تم بعدها نقلى لسجن استقبال طرة، وبقيت هناك عاما وتم بعدها نقلت إلى سجن العقرب، وأفرج عنى بعد نجاح ثورة 25 يناير بأسابيع، وعدت إلى قريتى ميت حبيش البحرية بعد غياب استمر نحو 21 عاما.
●كيف استقبلت خبر مقتل أسامة بن لادن.. وهل لك ملاحظات على الرواية الأمريكية التى أعلنت عقب اغتياله؟
فى البداية أريد أن أؤكد أننى تشرفت بمعرفة المجاهد الشهيد أسامة بن لادن نحسبه كذلك، وبحكم قربى منه وبحكم خبرتى فى أفغانستان وباكستان، بن لادن كان عايش بوضع طبيعى جدا وليس صحيحا أن المنزل الذى قالوا إنه قتل به تكلف مليون دولار، أنا كنت أسكن فى بيت أفضل منه، وهذا المنزل مستحيل أن يكون بهذا الرقم، وطبيعة البيوت هناك أن البيت يكون دورين ويتم بناء سور يبلغ ارتفاعه 5 أمتار وهذه عادة هناك.
واختياره للسكن بجوار قاعدة للجيش الباكستانى اختيار آمن، وبالتالى الرأى الذى يقول إن المخابرات الباكستانية كانت تحميه رأى بعيد جدا، ولكن من الممكن أن يكون أحد عناصر المخابرات الباكستانية ساعده ونقل له الأخبار، فهناك الكثير من المتدينين فى المخابرات الباكستانية التابعين لجماعة التبليغ.
●وهل الرواية التى نقلها الأمريكان عن تفاصيل عملية الاغتيال مقبولة؟
هناك أجزاء من الرواية قد تكون صحيحة، مثل أنهم تتبعوا أبوأحمد الكويتى، وأنا اعرفه جيدا، وسئلت عنه فى التحقيقات، وكونه مختفيا منذ فترة جعلهم يفكرون فى أنه يرافق بن لادن، أما أن تكون العملية تمت فى أربعين دقيقة واستخدم فيها أربع طائرات فهذا ما لا أصدقه، وأتوقع أن العملية تمت عن طريق تسلل كومندوز للمنزل قبل مجىء الطيران، وقام بتنفيذ العملية وبعد ذلك جاء الطيران وانتشل الجثث لأنه ليس من المعقول أن يحلق الطيران فوق المنزل لمدة أربعين دقيقة وبجواره قاعدة عسكرية باكستانية.
●وما تقييمك للمعلومات التى نقلتها وسائل الإعلام بأن سيف العدل خلف بن لادن بشكل مؤقت لحين اختيار زعيم جديد للتنظيم، ونقلت وسائل الإعلام تلك المعلومة عن نعمان بن عثمان الذى تم تعريفه بأنه أحد مساعدى بن لادن وعضو سابق بالجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة؟
بالرغم من ملازمتى لبن لادن لفترة طويلة فإننى لم ألتق بهذا النعمان من قبل، ولم يقل لى أحد من الإخوة أنه يعرفه أو سمع به، وكل معلوماته التى تتناقلها بعض وسائل الإعلام المعروفة بارتباطها بالأجهزة معظمها خطأ والجزء الآخر مشكوك فيه.
وفيما يخص تولى سيف العدل المسئولية لبن لادن بصفة مؤقتة، أرى أن سيف العدل كإدارى وتنظيمى هو أهل لهذه المسئولية ويستطيع أن يقود التنظيم، لكنه لا يصلح كخليفة لبن لادن لان هناك قيادات تختلف عليه، كما أنه ما زال خاضع للإقامة الجبرية فى إيران مع معظم مجلس شورى القاعدة، وتتم معاملتهم معاملة سيئة وغير مسموح لهم فى الأساس بمغادرة إيران وممنوع عنه الاتصالات ومسموح له فقط بمشاهدة التليفزيون، فهو تقريبا علم بخبر خلافته لبن لادن من الإعلام مثلنا وهذه المعلومة تنفى تماما توليه لهذا المنصب ولو بشكل مؤقت.
●لكن هناك تقارير تحدثت عن عملية تبادل أسرى بين القاعدة والأجهزة الإيرانية تم بمقتضاها الإفراج عن قادة القاعدة وأسرهم نهاية العام الماضى مقابل تسليم دبلوماسى إيرانى كان مقاتلى التنظيم أسروه؟
المعلومة ليست صحيحة فزوجتى ابنة أبوالوليد المصرى وشقيقة زوجة سيف العدل عادت من إيران قريبا وأخبرتنى بأن شقيقتها وزوجها وأباها ما زالوا قيد الإقامة الجبرية مع باقى القيادات وأسرهم.
●ولكن ألا تكون إيران قد استخدمت سيف العدل فى إطار حربها الباردة مع أمريكا؟
لا أظن ذلك، ولكن قد يكون هذا الخبر الكاذب مصدره المخابرات الأمريكية بهدف فتح الباب على إيران، ولتستخدمه بعد ذلك كذريعة ضد إيران.
●وماذا عن الخبر الذى تناقلته وسائل الإعلام بتولى الظواهرى مسئولية القاعدة بشكل رسمى خلفا لبن لادن؟
عدم وجود شخصية سعودية على رأس التنظيم سيقلل من التبرعات المالية، خاصة أن التنظيم سيكون أضعف تحت رئاسة الظواهرى لأن الجانب المادى وجوانب التمويل كانت مرتبطة بشكل كبير ببن لادن، ولا أنكر أن الظواهرى يتمتع بقدر كبير من الثقة بين قيادات وأفراد التنظيم، أما فيما يخص الجوانب الإدارية والتنظيمية فهناك مساعدون يجدون حول الظواهرى سيعينونه على ذلك ويملكون من الكفاءة الكثير.
●فى النهاية كعضو بالجماعة الإسلامية كيف تقيم قرارها بتأسيس حزب سياسى وجمعية أهلية؟
فيما يخص الحزب السياسى أرى انه من المفترض أن نتبع الآية الكريمة «وأن أقيموا الدين ولا تفرقوا فيه»، فلنترك للإخوان المسلمين هذا الأمر لأنهم مؤهلون له وتتفرغ الجماعة للدعوة من خلال جمعية.
●هل يعنى ذلك أنك ضد العمل الحزبى بشكل عام؟
ليس بشكل عام ولكن بشكل خاص للإسلاميين، كذلك لأن هناك جماعة إسلامية وهم الإخوان المسلمون مؤهلون لذلك ويمكنهم الوصول للسلطة ونحن فى الأصل جماعة دعوية وعلينا أن نهتم بالدعوة، ونحن كنا نقف فى وجه النظام لإقامة الدولة الإسلامية وفشلنا.
●وهل فكرة إقامة الدولة الإسلامية ما زالت قائمة لديكم؟
هذا أمل لكل المسلمين فنحن وجدنا أن الصراع المسلح غير مناسب ولن يؤدى لنتيجة ولابد من الدعوة أولا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.