معاناة العمال فى أحد مصانع الموت مصانع للموت داخل مصر تهدد البلاد والعباد وتقضى على البقية الباقية من العاملين بداخلها تلك المصانع تتمركز وسط الكتل السكانية فتصيب اصحاب الشقق والعمارات بالربو والسرطان وامراض القلب والرئة وتغتال قوة وصحة عمالها الذين يتنفسون ليل نهار الملوثات الغازية المنبعثة منها . يمثل تلك المصانع نماذج عديدة منها مصانع الحديد والصلب والاسمدة والكيماويات وغيرها من المصانع الخطرة والتى تتبع للاسف رجال اعمال كبار فى الدولة امثال شريف الجبلى شقيق وزير الصحة حاتم الجبلى والذي يمتلك مصنع ابوزعبل للاسمدة هذا المصنع الذي يقع وسط الكتلة السكانية لمدينة الخنكة والذي أقام الأهالي والبالغ عددهم 3 ملايين نسمة دعوى قضائية ضد صاحبه وجاء تقرير مكتب الخبراء ليؤكد أن المزروعات بالقرى المجاورة للمصنع في حالة احتراق وذبول تام وانه تم إحالة 2000 عامل للمعاش بعد إصابتهم بالتحجر الرئوي ناهيك عن المخاطر الكبيرة التى يتعرض لها السكان المجاورين .. لكن للاسف ورغم هذا التقرير الرسمي لم يتحرك احد تماما كما حدث مع رجل الاعمال محمد ابو العينين صاحب اكبر مصانع السيراميك فى الشرق الاوسط والتى تتسبب كما يشير تقرير مركز الارض فى تخريب صحة اكثر من 5 آلاف عامل بسبب الانبعاثات الغازية والابخرة المميتة التى يتعرض لها العمال يوميا والتى لا ترحمهم يد الادراة من عبثها فرفضت المطالب الاعاشية للمغتربين منهم من توفير سكن ووجبات غذائية فضلا عن رفعها لمستوى الخصومات كما يؤكد احد العمال ليصل إلى 40% من الأجر بدعوى تالف الانتاج بالاضافة إلى محاولتها فرض زيادة عدد ساعات العمل إلى 12 ساعة بدون مقابل .. اما عمال مصانع الرخام والجرانيت والمنتشرين فى منطقة شق الثعبان فيتعرضون للموت يوميا بسبب صعوبة عملهم وخطورته والتى تقضي بان يرفع العامل ضعف وزنه حجارة ويتحرك بها لتحميلها او وضعها فى مكان العمل للاستفادة منها وهي الرحلة المحفوفة بالمخاطر والتى عادة ما تنتهي باصابة او عاهدة دائمة وربما الوفاة مثلما حدث مع خالد ابراهيم عيد والذى توفى فور سقوط جسم صلب على رأسه مما أدى إلى الإصابة بكسر بالجمجمة وتم إحالتة من مستشفى البساتين ومحمد حمدي احمد الذي اصيب بكسر فى الجمجمة و نزيف داخلي وغيرهم كثير من عمال تلك المصانع والتى تتراوح اعمارهم ما بين الخمسة عشر والخامسة والعشرين عاما ! الدكتورة أمل سعد الدين أستاذ صحة البيئة والطب الوقائي بالمركز القومي للبحوث اكدت أن عمال السيراميك يصابون عادة بأمراض الرئة والجهاز التنفسي نتيجة تعرضهم المستمر لأتربة السيراميك مما يؤدي أحيانا لتليف الرئة مؤكدة وجود نسبة عالية من الفطريات في هذه المصانع بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة التي تساعد علي نمو الفطريات وأثبت فى دراسة اعدتها داخل المركز ان وجود هذه الفطريات يعوق الإستجابة للعلاج من الأمراض الصدرية مما يؤدي لتأخر الحالة الصحية لهؤلاء العمال. دكتور صلاح عرفة أستاذ العلوم بالجامعة الأمريكية ورئيس جمعية الحفاظ على البيئة يرى ان المنشأة الصناعية والخاصة بانتاج الاسمنت والمواد الاسمنتية والرخام والجرانيت والسيراميك كلها أنشطة تعتبر ملوثة للبيئة نظرا لما يصدر عن هذه الصناعات من إنبعاثات غازية ضارة جدا فضلا عن المشكلة الأكبر المتمثلة فى المخلفات الصلبة الناتجة عن هذه الصناعات واكد دكتور صلاح ان عدد العمال المسجلين فى الأوراق الرسمية العاملين فى هذه الصناعات حوالى 200 الف عامل فضلا عن العمالة اليومية والمؤقتة والتى قد تصل إلى 50000 عامل وعلى ضوء ذلك فإن حوالى 250 ألف عامل يعملون فى صناعة مواد البناء يستنشقون يوميا أبخرة وغازات ضارة بالصحة كما أنه ومن سوء حظ هؤلاء العمال أن وزارة القوى العاملة تعفى المصانع التى يقل فيها عدد العاملين عن خمسين عاملا من تشكيل لجنة للأمن الصناعى والسلامة المهنية ولا ندرى لماذا هذا التمييز بين المصانع المختلفة والتى لا يدفع ثمنها إلا العمال من صحتهم والشئ المؤسف أن التقرير يؤكد أن أكثر من 90% من مصانع مواد البناء يقل فيها عدد العمال عن خمسين عاملا وعلى ذلك فإن معظم العاملين فى هذا القطاع يعملون دون لجان للأمن الصناعى والسلامة المهنية وأشار إلى أن الدول المتقدمة تستغني عن هذه الصناعات شديدة التلوث في الوقت الذي تفتح بلادنا لها الأبواب على مصراعيها مؤكدا أنه مخطط مدروس تحتاج مواجهته إلى التحلي بالصبر وسياسة النفس الطويل فضلا عن ضرورة وجود تحرك إعلامي مواز مناصر للوعي البيئي مع وضع كل المشروعات في إطار يقلل من مخاطرها.