أشعل كتاب "خريف الباباوات" الذي صدر حديثا عن مكتبة بيروت للنشر للكاتب الصحفي ممدوح الشيخ نيران الغضب داخل الكنيسة المصرية حيث يتحدث الكتاب عن نهاية الكنيسة القبطية مع التحول الديمقراطي الذي يحدث في مصر، حيث قال ممدوح رمزي محامى الكنيسة القبطية أن ما يتحدث عنه الكاتب لن يحدث بتاتا ولن يحدث إطلاقا لان الشعب المصري بطبيعته شعب متدين يحترم دينه وبصفة خاصة في المسيحية لان بها قداسة وهى تختلف عن الإسلام فى ذلك لان ليس به قداسة. وأضاف أن الجانب الروحي لدور الكنيسة يقدس ويقدر الباباوات لأقصى درجة ويحترمهم ويحترم قراراتهم، ولكن فيما يتعلق بالجانب السياسي فان الأقباط الليبراليين والعلمانيين يرفضون فكرة احتضان الكنيسة للأقباط سياسيا لان لهم الحرية السياسية في الانضمام لأحزاب معينة أو تبنى تيارات فكرية وهذا الأمر تنبأت به الكنيسة من قبل ورفعت سيطرتها عنه وأصبحت تهتم بالجانب الروحي فقط دون تدخل مباشر من البابا فى الإيديولوجيات الفكرية للأقباط. وأكد رمزي ان كلام الكاتب عار من الصحة ولن يحدث بالمرة لان الكنيسة لا يمكن أن يكون لها دور هامشي في يوم من الأيام أو تنتهي كما يقول. موضحا أن الأقباط كانوا يلجئون للكنيسة لحل مشاكلهم بعد أن تم إقصاء الأقباط سياسيا عندما خرجت ثورة 23 يوليو والتي تعد انتكاسة للأقباط في مصر لان رجال الثورة بدؤوا يقلصون ادوار وصلاحيات الأقباط. مضيف أنه عندما قال السادات أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة استقلت الكنيسة بنفسها وأصبحت كيانا منفصلا عن الدولة، وذلك لان الثورة خلفت ثلاث من الرؤساء الديكتاتورين الفاشيين الذين قاموا باضطهاد الأقباط في مصر ومصادرة حقوقهم ومعاملتهم على أنهم أقلية وليس لهم الحق في المشاركة السياسية. وقال رمزي بعد ذلك كله أصبحت الكنيسة هي الملجأ الوحيد الذي كان يلجأ إليه الأقباط للدفاع عن حقوقهم. مشيرا إلى أن البابا شنودة كان بينه نوع من أنواع المودة مع الرئيس السابق وذلك في محاولة منه للحصول على بعض حقوق الأقباط المضطهدين في مصر وليس حبا في سياسته لأنه كرس نفس السياسة الفاشية للسادات وكان البابا يتعامل معه بلطف محافظة منه على حقوق الأقباط .. موضحا أن الكنيسة لم تقم بتأييد الثورة إلا عندما تحقق نجاحها وذلك خوفا من بطش النظام السابق الذي كان لا يتوقع احد نهايته أو سقوطه. وأكد جمال اسعد المفكر القبطي أن تحليل هذا الكاتب ليس صحيحا مائة فالمائة وكل تحاليله في الأساس كانت تنبؤات شخصية لي فيما سبق وظهرت من خلال تصريحاتي في جميع وسائل الإعلام، ولكن أقول له إن ظهور الثورة لا يعنى تداعى الكنيسة أبدا لان الأقباط متعلقين جدا بالكنيسة القبطية ولا يمكن أن يلغو دورها ولو حدث التغيير فلن يكون بين ليلة وضحاها وسوف يحدث بشكل تراكمي. وأوضح أسعد أنه لو كانت الدولة المصرية القادمة دولة دينية فان دور الكنيسة سيكبر ويتعاظم لان الأقباط سيهاجرون روحيا للكنيسة وبالتالي سيكون التعلق بالكنيسة روحيا وسياسيا مما يؤدى إلى تعاظم دورها أما إذا كانت الدولة المصرية القادمة هي دولة مدنية فسوف يقل تأثير المسجد والكنيسة على الحياة السياسية ويصبح التعلق بهم روحانيا فقط وهذا الأفضل بالنسبة للمصريين حتى نعيش في جو ديموقراطى وننبذ العنف.