لقد.. ارتسمت نبرة الشجن علي جفونهم عندما عزف علي المزمار الحزين ..أنصت الخلق ..قلوبهم ممتلئة بالأنين من ما قد مر بهم ..وبصم فيهم بصمة الأسى .. منذ عقد مضى ..الترعة وشريطها الأخضر ..عيدان الكافور تجاورها ,,,صف على اليمين واخر علي اليسار ..في الصباح ..كل فرد يذهبلعمله ..نرى ...!!!! الفلاح وأسرته ..يستيقظون مع ظهور الخيط الأبيض ..يتناولون وجبة الافطارالتى يعيشون عليها حتى....!! تدخل ربة الدار تحضر ماشيتهم والحمار ..تعطيهم لزوجها داعية له الله "ربنا يحلي لك زادك " تعطيه صلب حياتهم ..يذهب الي الحقل ..تبقي ..تنظف الدار..تطعم طيورها..تأخذ البيض من تحت الدجاج .تفتح حظيرة الأوز..ينطلق كصاروخ اندفع يحلق في الهواء مسرعا لماء الترعة ..متنزها ..فرحا ..غاطسا بالماء . دخلت حظيرة البط ..اذا ببط صغير يصل العشرين بطة تحتضنهم أمهم ..فتخت الأم للأم وصغارها باب الحظيرة ..خرج البط قاصدا بركة أرض الدمهوجي..اطمأنت الأم أن صبيانها تناولوا وجبة الافطار وقبلوا يديها وأبيهم وذهبوا بحقائبهم القماشية لمدارسهم . انتهت ربة الدار من تنفيذ برنامجها اليومي ...ارتدت رداءها الأسمر ..لفت طرحتها السمراء ..أسرعت لملاقاة ومعاونة زوجها في ري فدان الذرة.. الساعة لا تتجاوز السابعة والنصف صباحا .. وصلت الحقل ..وجدته يجهز ماكينة الرى ..نزلت البئر ماسكة جركن تملؤه بالماء..ترفعه لزوجها ..الجركن يسرسب الماء عليها ..تسرع لتملأ غيره ولا يعنيها الماء المنسكب عليها ..!!حتى امتلأ خرطوم الماكينة ..أمسكزوجها يد الماكينة ..هبلا.. هب.. هب.. دارت الماكينة.. قالت :"عشت" فتحت شيكارة السماد التى اشترتها البارحة..اتجهوا منغمسين في الوحل لفدان الذرة..يحملون السماد لتقوية عيدان الذرة وقتل الدودة ..يرشون السماد ..شاهدهم أحد جيرانهم ..حضر .. ساعدهم انتهوا من رش السماد ..ورى الأرض..والان ... عادت البطة وصغارها من البركة في سرب مشتاق لموطنه .. في العودة ..انحرفت بطة عن أخواتها وعندما انتبهت ..عادت مسرعة وسارت معهم حتى حظيرتهم ولكن ..!! أخرى تاه عنها معالم الدار وسارت مع سرب اخر ..دخلت حظيرته ..استكشفت معالم الدار .. ربة الدار شديدة البكاء ...بكاؤها غزير ..علي صبيها الذى لحقته المنية ..التى ....!!!!!!! لما نظرت وهى تبكى علي البط ..وجدت تلك الغريبة اللون ..أخذتها بيديها ..سألت عن صاحبة البطة ..عرفت الدار ....سارت كثيرا ..وكثيرا ..حتى وصلت لدار البطة مع أذان العصر ..حيث قدوم صاحبة البطةمن الحقل مصطحبة ابنها الذى لما عاد من المدرسة ..اتجه للحقل ..يعاون أبويه .. شاهدا ....... السيدة ..بيديها بطتهم ..أعطتهما البطة ..اغرورقت عينيها بالدموع ..انغمرت ..انهارت الدموع.. دامت الدموع تبكي ..تذكرت ..لما رأت ابن صاحبة البطة ..الذى هو في عمر فقيدها .. سارت والبكاء رفيقها .. دموعها ..تبصم ..علي الأرض .. تبكى الأرض .. لبكائها .. أخذتها قدماها .. لقبر ..ولدها .. جلست علي عين قبر ولدها تتذكها ضحكاته .. مشاعره تجاه من كان يهوي هواها ..بكاؤها مر . عاد رب الدار ..صاحب البطة ......تقص عليه زوجته ما جرى ..اذا .....!!!!!!!!!!!!!!! بصواريخ تعبر الهواء ..قاصدة موطنها ..انه الأوز ..عاد حزينا كأنه يعرف ما حدث . قصت لزوجها عن البطة التى تاهت ...ثم عادت ..وبكاء السيدة ......حزن الأب ..داعيا الله أن يغفر للابن ويلهم الأم الصبر .. أسرع لدارها ..لم يجدها ..ما دار بخياله ...صحيح .. نعم ...هى هناك ..هيا ..! ذهب ..علي ..عين ..قبر .. ولدها . جفف دموع عينيها التى كادت تنبت الأرض ..لولا ملوحتها ..طبطب عليها ..احتضنها ..قبل رأسها ..أمسكها حتى نهضت ..عاد بها لدارها ..نظرت للحائط ..رأت صورته .. قالت : " تأتيني ..تبكي ..تقطع جلبابها ..وتقول : "كان ح ب ي ب ى " فتعيد الذكرى وحديثه معي عنها ." حاول تلطيف أنينها.تخفيف الكرب عنها ..تطييب الام الفراق ..قائلا : " كل أبناء القرية أبناؤك ..ويدعون للفقيد ." اطمأن عليها ..تركها ..خرج في سواد الليل الحالك يجرجر قدميه في التراب ..تنزف عيناه بالدموع حزنا علي هذه السيدة الوحيدة ..المتألمة .. دموعه ..موج بحر عنيف ..حركته الرياح القاسية ..وصل داره ..أرسل زوجته وابنته لمرافقتها ..ومعاونتها ..بنفس طيبة ..وتقدير لمعالم القرية ..نقاء قلوب أبناء الريف ..مشاعر البيت الواحد ..خب الصاحب والجار سماحة الأهل والخلان .. معالم القرية ..وجدت ..انتهكت ..أين ؟؟؟؟؟؟؟؟